الرئيسية / الآراء والمقالات / خالد غنام يكتب : هل تمثال أبولو فلسطين في متحف اللوفر؟

خالد غنام يكتب : هل تمثال أبولو فلسطين في متحف اللوفر؟

خالد غنام

هل تمثال أبولو فلسطين في متحف اللوفر؟
بقلم خالد غنام “أبوعدنان”

بلغي أن أحد الأخوة كان في زيارة لمتحف اللوفر بالعاصمة الفرنسية والتقى بالمسؤولين عنه وعرف منهم أنه تم شراء تمثال أبولو من أحد الشخصيات في غزة وإن كان كلامه كذب فعلى قيادة غزة أن تنفي وتقول تم إعارته وحسب الإعلامي الغزي آبو الندى فإن المزاد بدأ بنصف مليون دولار

وفي النظر لموقع اللوفر الالكتروني وجدنا عدد من تماثيل أبولو معروضة فيه، لعل أهمها تمثال أبولو من منطقة ليلبون الفرنسية ويعتقد أنه تم نحته في القرن الثالث قبل الميلاد بفترة جالو رومان من الإمبراطورية الرومانية؛ جالو رومان، يعتقد أنه أنشأ في تاريخ الإنشاء / التصنيع: القرن الثالث. ا ف ب. م (200 – 300)
مكان الإنشاء: Gaule lyonnaise. مكان الاكتشاف: ليلبون = جوليوبونا – 24 يوليو 1823 (بالقرب من المسرح القديم ؛ سين ماريتايم).
statue ; Apollon de Lillebonne – Louvre Collections

وفي وصفه فهو مقطوع الزند اليمنى، وعيونه ذابله، وقدمه اليسرى مثنية للخلف. وهو هذا يختلف عن تمثال أبولو الذي وجد بمنطقة دير البلح بقطاع غزة جنوب فلسطين، حيث أن وصف التمثال الفلسطيني باسط كف يده اليمنى وكوعه الأيمن مثني بزاوية قائمة، وعيناه مفتوحتان، وزنده الأيسر مقطوع، والرجلين مستقيمتان. تمثال أبولو يظهر في غزة | الديار
وهذا يدلل على أن التمثال المعروض في موقع متحف اللوفر الالكتروني ليس التمثال الفلسطيني.
أما باقي تماثيل أبولو المعروضة في موقع متحف اللوفر الالكتروني فهي بعيدة الشبه بالتمثال الفلسطيني.

https://collections.louvre.fr/en/recherche?page=1&q=Statue+d%27Apollon

أما قصة التمثال فيحكي أنه يوم الجمعة 16 أغسطس/آب 2013 بعدما طرح الصياد جودت غراب شباكه في البحر عثر عليه. يصف الصياد الخوف الذي انتابه عندما رأى التمثال، فقد كان بمفرده، والتمثال يُشبه الإنسان، لكنه غاص ولمسه وتأكد منه، وخرج وأخبر شقيقه ونفرا من الأصدقاء ثم ذهبوا لإخراجه. لكن الخيوط تقطعت، والمركب الصغير انقلب بعدما استطاعوا فحسب إنهاض التمثال من بين الرمال، لذا لم يكن أمامهم سوى ربطه من خصره وجره لما يزيد عن 100 متر تقريبا حتى الشاطئ، ثم تحميله على عربة والتوجه به إلى المنزل.
وفي فبراير ٢٠١٤ قال علي الطرشاوي وزير السياحة في حكومة حماس: تمثال يُعتقد انه لإله الشعر الإغريقي “أبولو” في بحر قطاع غزة في آب/ أغسطس الماضي، وأنه يقوم بالتحري عن المعلومات التاريخية عن هذا التمثال، وما يمكن أن يقوم به من اتصالات لعرضه في أحد المتاحف العالمية أو غير ذلك. وأكَّدَ نائب رئيس الوزراء في حكومة غزة زياد الظاظا “التمثال موجود لدى وزارة الداخلية لحين الانتهاء من التحقيقات” التي تسير في جميع الاتجاهات لمعرفة مصدر التمثال، مبينًا “نريد معرفة الحقيقة قبل ان نتواصل مع الجهات ذات العلاقة هنا ودوليًا”. https://www.arabstoday.net/317/2014-02-16-10-18-09
وفي فبراير ٢٠١٨ تم تداول خبر أن حكومة حماس تدرس صفقة تأجير تمثال أبولو الفليسطيني لمتحف اللوفر الفرنسي. علمًا أن جهات فرنسية عديدة تقوم بترميم الآثار بقطاع غزة، وهي تقوم بعرضها بالمتاحف العالمية ثم إعادتها لقطاع غزة. £17m Apollo statue mired in Gaza power struggle | The Times
في فبراير ٢٠١٨ نشرت جريدة ذي تايمز البريطانية تقريرًا يؤكد أن تمثال ابولو غزة قد اختفى، ولا يوجد دلائل على وجوده بقطاع غزة، قد يكون تم تسريبه للسوق السوداء التي قدرت ثمنه بحوالي ١٧ مليون جنية استرليني. £17m Apollo statue mired in Gaza power struggle | The Times
وفي عام ٢٠١٨ تم إنتاج الفيلم التسجيلي “أبولو غزة” للمخرج السويسري نيكولاس فاديموف، L’Apollon de Gaza – (Bande-annonce 90 sec.) on Vimeo والذي كشف أن التمثال غير موجود بغزة وأن حكومة حماس تتكتم عن مكان وجوده. وأن المدرسة الفرنسية الأركيولوجية الإنجيلية في القدس تنكر رواية الصياد وتعتبر ما حدث خدعة قام بها تجار الآثار وأن التمثال تم تهريبه من سيناء وأصله يعود لشرق أوروبا.

الاستنتاج: تمثال أبولو الذي وجد في منطقة دير البلح قد اختفى منذ عام ٢٠١٤ ولم يتم عرضه في أي متحف بشكل رسمي يثبت مكان العثور عليه ولم يتم توثيقه كأحد آثار فلسطين، وهنا يكون الاحتمال الأكبر هو ما أوردته جريدة ذي تايمز البريطانية بأن التمثال تم بيعه للسوق السوداء لجهة ترفض الكشف عن اسمها.

وكم أتمنى على متحف اللوفر الفرنسي أن تأكد أو تنفي وجود التمثال الفلسطيني فيها، المسألة بالنسبة للفلسطينيين هي توثيق تاريخي علماً أن فلسطين كانت تحت الحكم اليوناني من ٣٣٣ ق م وحتى ٦٣ ق م وهذه الفترة التاريخية مهمة جدأ في دراسة التاريخ الفلسطيني، خصوصاً بدراسة فنون النحت وصقل المعادن، ولا يمكن أن نعتبر التمثال مستوردًا من خارج فلسطين، حيث أن تماثيل أبولو في مصر وفرنسا وقبرص هم صناعة محلية، ولا يمكن أن ينسب التمثال لليونان بل أنه جزء من آثار فلسطين أثناء الحكم اليوناني، وأن آثار فلسطين ملك للشعب الفلسطيني ولا يمكن بيعها أو المتاجرة بها.

كما أن المسؤولين في حركة حماس غامضون عند الحديث عن الآثار، وخصوصا تمثال أبولو حيث طالب البعض بضرورة تغطية أعضاءه التناسلية لأن منظره يخدش الحياء واعتبر آخر أن ضعف الامكانيات المالية تجعلنا نضع ميزانية صغيرة لترميم الآثار. وسؤال الذي نحتاج لإجابة واضحة عليه من قبل متحف اللوفر ومسؤولي حركة حماس: أين تمثال أبولو الفلسطيني؟

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عمر حلمي الغول

عمر حلمي الغول يكتب : نواقص القرار الاممي

نبض الحياة نواقص القرار الاممي عمر حلمي الغول بين مد وجزر على مدار 171 يوما …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *