الرئيسية / الآراء والمقالات / د.صالح الشقباوي : سيكولوجية العلاقة الفلسطينية الجزائرية عبر التاريخ

د.صالح الشقباوي : سيكولوجية العلاقة الفلسطينية الجزائرية عبر التاريخ

اكاديمي فلسطيني واستاذ محاضر  في الجامعات الجزائرية
اكاديمي فلسطيني واستاذ محاضر في الجامعات الجزائرية

دراسة تاريخية :
سيكولوجية العلاقة الفلسطينية الجزائرية عبر التاريخ

بقلم د.صالح الشقباوي

استاذ محاضر بجامعتي الجزائر وبودواو.
مقدمة
 يؤكد التاريخ أن الشعب الجزائري انفرد في احتضان القضية الفلسطينية بكل طاقاتها وإمكانياتها خاصة إذا علمنا أن هذا الاحتضان يمتد في جذوره الى تربة التاريخ العتيق حيث هب الشيخ الجليل شعيب بومدين الغوث عام 1187م ومعه أربعة عشر الف مقاتل الى فلسطين للمشاركة في معركة حطين التي قادها البطل صلاح الدين لتحرير بيت المقدس من الصليبيين وفي هذه المعركة فقد سيدي شعيب بومدين الغوث يده اليمنى التي مازالت مدفونة في القدس  وفي اثناء ذلك التاريخ قام القائد صلاح الدين الايوبي بوهب حارة المغاربة للأخوة الجزائريين الذين شاركوا في معركة حطين حيث قام العدو الصهيوني عام 1967 بعد احتلاله للقدس الشرقية بهدم هذا المعلم التاريخي وذلك لتفكيك عرى الروابط العربية والاسلامية في القدس الشريف، وكثيرا ماكان الجزائريون ما يزورون القدس بعد مكة بهدف التعبد في المسجد الاقصى حيث يعتبرون ان الصلاة فيه تعادل خمسمائة صلاة وكانوا يقيمون في الحارة المغاربية.
سيكولوجية تمايز العلاقة الفلسطينية الجزائرية
نعلم أن الجزائر احتلت من فرنسا الغاشمة عام 1831 حيث خضع الشعب الجزائري لأبشع استعمار في العصور الحديثة وتجرع الجزائريين من كأس ومرارة الاستعمار الاستيطاني الفرنسي وقامت بارتكاب ابشع وافظع الجرائم الانسانية بحق شعب قاوم محتله وحاول أن يمنع هذا المحتل من قتله واستعباده حيث اصدرت سلطات الاحتلال الفرنسية مرسوم “كريميو” الذي دمج يهود الجزائر البالغ عددهم خمسة وثلاثين الف يهودي ضمن المجتمع الكولونيالي وهو ما فتح أبواب الكراهية والبغضاء بين اليهود المتفرنسين وأصحاب الأرض الحقيقيين لذلك ليس صدفة أن تتمايز سيكولوجية العلاقة التاريخية الفلسطينية الجزائرية وتكون الجزائر هي أصدق بلد وأطهر بلد يقف مع فلسطين وقضيتها العادلة حيث يؤكد التاريخ الحديث أن الزعيم مصالي الحاج ( 1898-1974) قام بالاتصال بقيادة الحركة الوطنية الفلسطينية برئاسة الشيخ امين الحسيني عام 1931 حيث أكد له دعم الشعب الجزائري للشعب الفلسطيني دون حدود وتم إرسال وفد جزائري رفيع المستوى للمشاركة في المؤتمر الإسلامي العام المنعقد بمدينة القدس عام 1932 وقد شارك في الوفد الجزائري الأمير سعيد الجزائري والشيخ ابو اسحاق أطفش وقد لا ننسى هنا مواقف جمعية العلماء المسلمين وحزب الشعب الجزائري اللذان نظما حملات تعبئة وتبرعات ومساندة للشعب الفلسطيني كما أقاما مهرجان شعبي كبير أشرف عليه مصالي الحاج في الجزائر العاصمة حيث دعى فيه الى وقف المجازر ضد الشعب الفلسطيني ومقاومة حركة الهجرة اليهودية الى فلسطين وتزويد المجاهدين الفلسطينيين بالمال والسلاح وأنبثق عن هذا المؤتمر تأسيس الهيئة الجزائرية لمساعدة فلسطين العربية وأرسل الحزب تبرعات مادية للشعب الفلسطيني بقيمة خمسة الاف واربع مائة وستة واربعون فرنك فرنسي واثناء حرب 48 استمر الدعم الجزائري المتدفق لفلسطين ماديا واعلاميا وفكريا حيث ترأس البشير الابراهيمي رئاسة الهيئة العليا لإغاثة فلسطين التي ضمت في عضويتها كل من فرحات عباس، ابراهيم بيوض،والطيب العقبي ولا ننسى حقيقة الدور الساطع في مسيرة النضال الفلسطيني لجمعية العلماء المسلمين الجزائريين التي شاركت في سنوات العشرينات من القرن الماضي في المؤتمر الدولي الفلسطيني حيث اعتبرت آنذاك أن القضية الفلسطينية قضية مقدسة لا يمكن أن نتركها ونقف مكتوفي الايدي مهما كلفنا الثمن .
ثورة الأربعة وخمسون:
لا شك أن الشعب الجزائري خاض صراعا مريرا دمويا ضد المحتل الفرنسي الغاشم وقدم طيلة مئة واثنان وثلاثون سنة، ثمانية مليون شهيد جزائري حيث ارتكب الاستدمار الفرنسي مجازر عنيفة ضد هذا الشعب لكن ايمان هذا الشعب بحقه ووطنه كان اقوى من ارادة الاحتلال الفرنسي الغاشم فقد فجر ثورات عديدة كثورة اولاد سيدي الشيخ وثورة المقراني وثورة الامير عبد القادر الى ان وصل الى ثورة اول نوفمبر التي كانت ومازالت نبراسا لكل عربي فخور بما حققته هذه الثورة من معجزات في زمن انتهاء المعجزات حيث انتصرت على أكبر دولة عسكرية استعمارية في أوروبا وطردت جيشها وهزمته ليجر ذيول هزيمته الى ما وراء البحار ففي سبعة سنوات فقط قدم الشعب الجزائري مليون ونصف مليون شهيد وانتصر الحق وهزم الباطل الذي كان يعتقد أنه نجح في فرنسة الارض الجزائرية والحاقها بمنظومة الدولة الفرنسية المدنية وهنا تحضرني مقولة خالدة للرئيس الراحل ابو عمار الذي كان عندما تضيق به الدنيا يأتي الى الجزائر ويذهب الى شارع الديدوش مراد والذي يمتلك اضخم البنايات والعمارات التي اقامها المحتل الفرنسي ظنا منه ان الجزائر تفرنست وعندما كان يسير في هذا الشارع وينظر الى البنايات وأين غدى اصحابها يرتفع منسوب اليقين في أعماقه وفي ذاته بأن النصر الفلسطيني آت آت، وأن المحتل الصهيوني الى زوال .
انطلاقة فتح عام 1965
لقد شكل انتصار الثورة الجزائرية منطلقا قويا داخل الذات الفلسطينية المشردة واللاجئة وزودها بسراج اليقين الذي كاد أن يطفئ واعاد الاعتبار لفكرة الكفاح المسلح كونه الطريق الوحيد الذي يؤدي الى التحرير، من هنا درست القيادة الفلسطينية التجربة الجزائرية بعد أن فتحت لها أول مكتب في الديدوش مراد بقيادة القائد الشهيد البطل خليل الوزير ابو جهاد حيث حضر ابو عمار وابو جهاد قبل اطلاق الرصاصة الاولى لمقابلة قيادة الثورة الجزائرية وقد حظيا لمقابلة الزعيم القائد الخالد هواري بومدين وقال له أبو عمار نحن نفكر أن نسير على خطاكم وعلى منهج ثورتكم المنتصرة ونخوض كفاح مسلح بعد ان نطلق ثورتنا ثورة الفتح فرد عليه مبتسما قائلا له اذهب يا ابا عمار واطلق رصاصتك الاولى وعد الى الجزائر وستجد عقولنا وقلوبنا ومخازن اسلحتنا وقادتها تحت تصرفكم وفعلا ذهب القائد ابو عمار وفجّر الثورة الفلسطينية المعاصرة في 01/01/1965 بعد أن قامت مجموعات العاصفة بتدمير نفق عيلبون وبدأ الكفاح المسلح الفلسطيني بعمليات يومية مستمرة حيث كان اول شهيد لقوات العاصفة “أحمد موسى” حيث امتزجت دمائه بتراب الوطن الفلسطيني المقدس وعادت قيادة حركة فتح وهي تحمل البشرى الى قيادة الثورة الجزائرية التي أعطتها كل إمكانيات وسخرت كل طاقاتها خدمة لهذه الثورة الفتية حيث وبصدق منطقي وبتجرد أقول دعم الجزائر اللامحدود واللامشروط الى فلسطين كان ومازال نهرا من نبع العطاء المادي والمعنوي والسياسي والعسكري، حيث كان للجزائر أيضاً مواقف سياسية تاريخية بعد أن وقف الرئيس هواري بومدين قمة الرباط عام 1974 وقال جملته التاريخية الخالدة :”نحن مع فلسطين ظالمة او مظلومة”.
الجزائر والتطبيع
لاشك أن الوطن العربي تعرض الى خريفه العبري الذي حاول أن يفكك روابط الدول الوطنية والقومية يزيلها من الوجود لينتصر الزمن الصهيوني ويسدل ستاره على أرجاء المنطقة لكن ليس كل ما تشتهيه الحركة الصهيونية ومعها الماسونية العالمية والبنائين الجدد تدركه،حيث فشل هذا المشروع الصهيوني ولم يحقق أهدافه بالرغم من الثمن الباهض الذي دفعته الأمة وهي تدافع عن وجودها وتاريخها وبنيتها بعد أن خاضت قوى التضاد والتناقض مع المشروع الصهيوني أعنف المعارك ولم تنجح في فرض ارادتها على المنطقة من هنا نجد الجزائر التي تشكل محور هذه القوى تخوض معارك عدة على جبهات متنوعة جبهة التطبيع وجبهة انضمام اسرائيل للاتحاد الافريقي وجبهة التطبيع الرياضي وتقود الوعي العربي نحو التغيير في التعامل مع دولة الكيان الصهيوني وتحارب بعنفوان وثبات أدوات الغزو والتطبيع الفكري المجاني فهي الجدار الأول المنيع وحائط الصد القوي الذي تشكل عبر سيرورة تاريخها الطويل في المقاومة والثورة والشهداء ضد المستعمر الفرنسي فهي ترفض حالة الاستلاب والتغريب الصهيوني وتمنع التطبيع وتقف في وجه شموليته حيث ترتكز الجزائر في هذه المقاومة على أسس أهمها تاريخها الكبير ومقاومتها للاحتلال الفرنسي ذو الطابع الاستيطاني الرديف لطابع الاستيطان الصهيوني للأراضي الفلسطينية.
إن الجزائر تدرك بشكل واضح لا لبس فيه خطورة وأبعاد التطبيع المجاني العربي مع دولة الاحتلال والذي يأتي على أعقاب الحقوق الوطنية الفلسطينية ويعتبر خروج لا أخلاقي عن مقررات القمم العربية التي ربطت مبادلة الأرض بالسلام فالجزائر هي الدولة العربية الوحيدة التي لا يمكنها خيانة دماء شهداء الثورتين الجزائرية والفلسطينية وهي تقر في أعماقها أن التطبيع يحمل في جوهره استسلام مغلف بكلمة سلام وأمن لذلك تقود الجزائر حركة سياسية بقيادة المجاهد الرئيس البطل عبد المجيد تبون ومعه أخيه الفريق شنقريحة والى جانبه أخيه المجاهد الجليل رمطان لعمامره وتقف سد منيعا في وجه التطبيع الشامل وهي النموذج العربي الذي يقف مع حقوقنا الوطنية الفلسطينية كمبدأ لا غاية فيه الا الحق الذي مازالت تحميه وتحرسه الجزائر لذا فنحن كشعب فلسطيني في كل اماكن تواجدنا نثمن هذا الموقف الجزائري الذي يشكل في حد ذاته حالة مقاومة وأمل في امكانية استعادة الحقوق الفلسطينية ومنع توزيعها على جغرافيات التطبيع العربي المجاني.
إن الجزائر مع السلام العادل الشامل،السلام الذي يقيم الدولة الفلسطينية ويقتنع به الشعب الفلسطيني لذلك تنطلق من مقاومة الاستسلام والارتماء المجاني في احضان دولة الكيان الصهيوني وترفض الاقتواء بدولة اسرائيل وأن نتحول الى بيادق في خدمة المشروع الصهيوني الرامي الى طمس  الحقوق الفلسطينية والسيطرة على خيرات وثروات الامة فوق الارض وتحت الارض مقابل الحصول على وهم الأمن والاستقرار وبقاء العروش .
والجزائر تستحضر من تاريخها الحافل في الشهادة والشهداء والثورة ضد اشرس واقوى استعمار احلالي استيطاني فرنسي والذي استمات في الحاق الجزائر بفرنسا واعتبارها جزءا من الأراضي الفرنسية معاني الرفض للظلم والقتل والارهاب الذي تمارسه دولة الكيان الصهيوني الآن ضد الشعب الفلسطيني كونه يمثل شكلا من أشكال الاغتصاب للأرض وللهوية وسحق كامل لكل مقومات الكيانية الوطنية الفلسطينية حيث عاش الشعب الجزائري طيلة  132 سنة من الاحتلال والارهاب والقتل والظلم الفرنسي ما يعيشه اليوم الشعب الفلسطيني من دمار ومحق وتدمير للأرض وللهوية، نعم ان الجزائر ترى أن الاحتلال الصهيوني لا يختلف عن الاحتلال الفرنسي الذي ادعى زورا وبهتان معتمدا على القوة أن الجزائر فرنسية ورفض الاعتراف بالدولة وحقوق الشعب الجزائري قبل الاحتلال وهذا ما يمارسه حرفيا الاستدمار الصهيوني في ارض فلسطين (تهويد،ضم،طرد) عبر ادعاءاته بأنها أرض يهودية، أرض خاوية، أرض الميعاد، أرض التوراة.
خاتمة
في ظل هذه المواقف الجزائرية الواضحة والمبدئية والثابتة تتكالب عليها قوى الشر والعدوان والصهيونية وتحاول حصارها والعبث في ساحتها الداخلية ووحدتها الوطنية ولكن الشعب الجزائري واع ومستيقظ ومدرك لمخططات هذه القوى الفرنسية الامريكية الإسرائيلية ومعها بعض الدول العربية الشقيقة التي ارتمت في احضان الكيان الصهيوني واصبحت تقف الى جانبه في عدائها للجزائر ولوحدة الجزائر وقوتها، يريدون أن يطفؤا هذا النور العربي الوهاج وهذه البلد صاحبة التاريخ والحضارة لكن الله لهم بالمرصاد ومعه الشعب والجيش وقيادته الحكيمة الثابتة التي لم تبع دماء شهدائها ولم تساوم على ارواحهم، بل كانت ومازالت وفية لهم ولدمائهم الزكية الطاهرة وارواحهم التي مازالت ترفرف فوق سماء الجزائر لتحميها من عبث الحاقدين الصهاينة والمتصهينين ويقف معها كل قوى العالم من روسيا الى الصين الى ايران والنصر حليفها بحول الله ستكون الجزائر قائدة هذه الأمة ولها شأن ومكان كبير في عالم المستقبل القريب عالم تتلاشى منه أمريكا وترتفع فيه الصين .
[١٩/‏٨ ٢٣:٥٢] د.صالح الشقباوي: “أحمد موسى” حيث امتزجت دمائه بتراب الوطن الفلسطيني المقدس وعادت قيادة حركة فتح وهي تحمل البشرى الى قيادة الثورة الجزائرية التي أعطتها كل إمكانيات وسخرت كل طاقاتها خدمة لهذه الثورة الفتية حيث وبصدق منطقي وبتجرد أقول دعم الجزائر اللامحدود واللامشروط الى فلسطين كان ومازال نهرا من نبع العطاء المادي والمعنوي والسياسي والعسكري، حيث كان للجزائر أيضاً مواقف سياسية تاريخية بعد أن وقف الرئيس هواري بومدين قمة الرباط عام 1974 وقال جملته التاريخية الخالدة :”نحن مع فلسطين ظالمة او مظلومة”.
الجزائر والتطبيع
لاشك أن الوطن العربي تعرض الى خريفه العبري الذي حاول أن يفكك روابط الدول الوطنية والقومية يزيلها من الوجود لينتصر الزمن الصهيوني ويسدل ستاره على أرجاء المنطقة لكن ليس كل ما تشتهيه الحركة الصهيونية ومعها الماسونية العالمية والبنائين الجدد تدركه،حيث فشل هذا المشروع الصهيوني ولم يحقق أهدافه بالرغم من الثمن الباهض الذي دفعته الأمة وهي تدافع عن وجودها وتاريخها وبنيتها بعد أن خاضت قوى التضاد والتناقض مع المشروع الصهيوني أعنف المعارك ولم تنجح في فرض ارادتها على المنطقة من هنا نجد الجزائر التي تشكل محور هذه القوى تخوض معارك عدة على جبهات متنوعة جبهة التطبيع وجبهة انضمام اسرائيل للاتحاد الافريقي وجبهة التطبيع الرياضي وتقود الوعي العربي نحو التغيير في التعامل مع دولة الكيان الصهيوني وتحارب بعنفوان وثبات أدوات الغزو والتطبيع الفكري المجاني فهي الجدار الأول المنيع وحائط الصد القوي الذي تشكل عبر سيرورة تاريخها الطويل في المقاومة والثورة والشهداء ضد المستعمر الفرنسي فهي ترفض حالة الاستلاب والتغريب الصهيوني وتمنع التطبيع وتقف في وجه شموليته حيث ترتكز الجزائر في هذه المقاومة على أسس أهمها تاريخها الكبير ومقاومتها للاحتلال الفرنسي ذو الطابع الاستيطاني الرديف لطابع الاستيطان الصهيوني للأراضي الفلسطينية.
إن الجزائر تدرك بشكل واضح لا لبس فيه خطورة وأبعاد التطبيع المجاني العربي مع دولة الاحتلال والذي يأتي على أعقاب الحقوق الوطنية الفلسطينية ويعتبر خروج لا أخلاقي عن مقررات القمم العربية التي ربطت مبادلة الأرض بالسلام فالجزائر هي الدولة العربية الوحيدة التي لا يمكنها خيانة دماء شهداء الثورتين الجزائرية والفلسطينية وهي تقر في أعماقها أن التطبيع يحمل في جوهره استسلام مغلف بكلمة سلام وأمن لذلك تقود الجزائر حركة سياسية بقيادة المجاهد الرئيس البطل عبد المجيد تبون ومعه أخيه الفريق شنقريحة والى جانبه أخيه المجاهد الجليل رمطان لعمامره وتقف سد منيعا في وجه التطبيع الشامل وهي النموذج العربي الذي يقف مع حقوقنا الوطنية الفلسطينية كمبدأ لا غاية فيه الا الحق الذي مازالت تحميه وتحرسه الجزائر لذا فنحن كشعب فلسطيني في كل اماكن تواجدنا نثمن هذا الموقف الجزائري الذي يشكل في حد ذاته حالة مقاومة وأمل في امكانية استعادة الحقوق الفلسطينية ومنع توزيعها على جغرافيات التطبيع العربي المجاني.
إن الجزائر مع السلام العادل الشامل،السلام الذي يقيم الدولة الفلسطينية ويقتنع به الشعب الفلسطيني لذلك تنطلق من مقاومة الاستسلام والارتماء المجاني في احضان دولة الكيان الصهيوني وترفض الاقتواء بدولة اسرائيل وأن نتحول الى بيادق في خدمة المشروع الصهيوني الرامي الى طمس  الحقوق الفلسطينية والسيطرة على خيرات وثروات الامة فوق الارض وتحت الارض مقابل الحصول على وهم الأمن والاستقرار وبقاء العروش .
والجزائر تستحضر من تاريخها الحافل في الشهادة والشهداء والثورة ضد اشرس واقوى استعمار احلالي استيطاني فرنسي والذي استمات في الحاق الجزائر بفرنسا واعتبارها جزءا من الأراضي الفرنسية معاني الرفض للظلم والقتل والارهاب الذي تمارسه دولة الكيان الصهيوني الآن ضد الشعب الفلسطيني كونه يمثل شكلا من أشكال الاغتصاب للأرض وللهوية وسحق كامل لكل مقومات الكيانية الوطنية الفلسطينية حيث عاش الشعب الجزائري طيلة  132 سنة من الاحتلال والارهاب والقتل والظلم الفرنسي ما يعيشه اليوم الشعب الفلسطيني من دمار ومحق وتدمير للأرض وللهوية، نعم ان الجزائر ترى أن الاحتلال الصهيوني لا يختلف عن الاحتلال الفرنسي الذي ادعى زورا وبهتان معتمدا على القوة أن الجزائر فرنسية ورفض الاعتراف بالدولة وحقوق الشعب الجزائري قبل الاحتلال وهذا ما يمارسه حرفيا الاستدمار الصهيوني في ارض فلسطين (تهويد،ضم،طرد) عبر ادعاءاته بأنها أرض يهودية، أرض خاوية، أرض الميعاد، أرض التوراة.
خاتمة
في ظل هذه المواقف الجزائرية الواضحة والمبدئية والثابتة تتكالب عليها قوى الشر والعدوان والصهيونية وتحاول حصارها والعبث في ساحتها الداخلية ووحدتها الوطنية ولكن الشعب الجزائري واع ومستيقظ ومدرك لمخططات هذه القوى الفرنسية الامريكية الإسرائيلية ومعها بعض الدول العربية الشقيقة التي ارتمت في احضان الكيان الصهيوني واصبحت تقف الى جانبه في عدائها للجزائر ولوحدة الجزائر وقوتها، يريدون أن يطفؤا هذا النور العربي الوهاج وهذه البلد صاحبة التاريخ والحضارة لكن الله لهم بالمرصاد ومعه الشعب والجيش وقيادته الحكيمة الثابتة التي لم تبع دماء شهدائها ولم تساوم على ارواحهم، بل كانت ومازالت وفية لهم ولدمائهم الزكية الطاهرة وارواحهم التي مازالت ترفرف فوق سماء الجزائر لتحميها من عبث الحاقدين الصهاينة والمتصهينين ويقف معها كل قوى العالم من روسيا الى الصين الى ايران والنصر حليفها بحول الله ستكون الجزائر قائدة هذه الأمة ولها شأن ومكان كبير في عالم المستقبل القريب عالم تتلاشى منه أمريكا وترتفع فيه الصين .

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر
رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين

د جمال ابو نحل يكتب : أيقونة سلاطين هذا الزمان فخامة سلطان عُمان هَيثمُ الهُمام

أيقونة سلاطين هذا الزمان فخامة سلطان عُمان هَيثمُ الهُمام من عاش لشعبه، ولِوطنه عاش كبيرً، …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *