الرئيسية / الآراء والمقالات / سليم النجار يكتب : وساوس الزمن في النقد الروائي ” النسوية ” انموذجاً

سليم النجار يكتب : وساوس الزمن في النقد الروائي ” النسوية ” انموذجاً

 سليم النجار

 وساوس الزمن في النقد الروائي ” النسوية ” انموذجاً
سليم النجار

لا شكّ أن في وضع محددات تتمتّع باقترابها من الحقيقة المطلقة واليقين الذي لا يشك له غبار حول فكرة الزمن الروائي بشكل عام ، أمر في غاية الصعوبة والخطورة ، والسبب لا يقع على عاتق واحد من محمولَي العنوان فقط ، ( الزمن والرواية ) بل يقع على عاتق المحمولين معاً ، فالزمن من أكثر القضايا التي عرفها تاريخ الفكر البشري تجريداً وإثارة وتلغيزا ، والرواية بسرديتها تفتح المجال واسعاً أمام الزمن ليلعب المتلاعبون وبعض المتلطعين على الفلسفة على وجه التحديد ، في توظيف كلمة الزمن بشكل مجاني وزجها نقداً ورؤية ، وهذا التطفل على الزمن يبعث على الأسى والحزن ، خاصة أن الفلسفة لا تبحث عن المسلمات والحقائق وإلا انتفى دورها كعلم لا يؤمن باليقين والوثوقية ٠
كما أن المجازية التي تتمتع بها صياغة الزمن كما قرأت لأحدهم قوله ” الزمن الفلسطيني ” في معرض دفاعه عن روائي تثار حوله الشبهات أنه سطا على رواية ” عندما تزهر البنادق ” للروائية بديعة النعيمي ؛ ونحن لسنا في معرض إثارة لإشكالية السطو ولن أقول السرقات الأدبية ، لأن الكلمة الأولى أكثر وضوحاً وتعريفاً ، فليس من الجائز في إطار تجاوز الإشارات الزمنية التي يكتظ بها النص الروائي ، وإنما القصد هو التوضيح من قبيل الإشارة للتقيد الزمني الصارم للأحداث التي يتناولها – الموصوف ” الزمن الفلسطيني ” ، فهذا ليس زمنا إنه موقف مؤدلج يتغطى بالزمن ، الذي يخدم الفكرة التي يسعى الكاتب لها ، ولا علاقة له بالسرد الروائي ومن الممكن تسميته أي شيء ،منشور ، أو بيان سياسي ، أو مقال إنشائي ٠
ونعتقد بأن الزمن الروائي ، أصبح يستدعي مقاربة جديدة ، تتجاوز القصور النظري الذي وسم التصورين ( الزمن – المحكي ) ، في مجالات اشتغالهما ، في مسار النقد الروائي الراهن ، بل إننا نعتقد بأن البحث في قضايا الزمن الروائي ، من شأنه أن يحدث طفرة نوعية في النقد الروائي كما أشرنا سابقاً ، خصوصاً وأن النصوص الروائية تقدم لنا طرائق متنوعة في استغال زمنها ، فهناك طرائق تفجّر زمن الكتابة وتمزج بين المحكي والسارد ، وغيرها من الطرائق التي لا تزال مجهولة ، وعلى النقد أن يخوض مغامرة اكتشافها ٠
في هذه القراءة سنحاول البحث في مستوى آخر من مستويات الزمن الروائي ، وهو المستوى الذي نسميه ” الزمن الروائي – النسوي ” في النص الروائي ، ولا أبحث في هذا من أجل التمايز بين الرواية الذكورية أيٍ كاتبها رجل أو رواية نسوية، أيٍ جنس كاتبها ٠
إن انفتاحنا على مفهوم الزمن الروائي النسوي يضعنا أمام امتحان يتجلى في صورة سؤال : هل فعلاً هناك زمن روائي نسوي ؟! أو تعارض بين الزمن الذكوري أو النسوي ، إن البحث عن إجابة نموذجية هي خطيئة كبرى ، فلا بد من الإشارة على سبيل المثال بطرح سؤال مثل، هل هناك تعارض بين كلام الشخصيات وكلام السارد في الرواية الذكورية والرواية النسوية ؟ وهل هناك تعارض في كلام السارد إذا ما تم وصفه نقدياً بالصيغة الذاتية في بعض السياقات التلفظية ، بين الرواية الذكورية والنسوية ؟
أم أنه استدعاء الزمن للأحداث ، وهنا تكمن الإشكالية فالرواية الذكورية تقرأ الزمن من زواية الأستعراض أي أنها تبني رؤية غامضة تتصف في الأحيان على أنها رؤية رافضة ، وهي في حقيقة الأمر تلاعب واختباء تحت مظلة اللغة فتارة تُسمى شعرية وتارة أخرى لغة غير مفهومة ، وفي كلا الحالتين هناك خلط مقصود ومتعمد ناتج عن خوف وجبن لا مثيل لهما ، بينما الرواية التي في جُلها تطرح زمنها دون خوف أو تردد ، فهي قادرة على تعريف زمنها نتيجة خلفيتها الثقافية التي تشكلت وإمتزجت من معاناتها بالتعاطي معها كجارية ، أو إمرأة فراش ، ومربية أطفال كما هو شائع في الموروث الشعبي ٠
ومن خلال تحليلنا لأنواع القراءت النقدية التي تناولت الرواية النسوية التي تتطرق لها الكتب ، فإننا سنجد أن هناك ثلاثة خطابات ألا وهي :
١- الخطاب الإشكالي لنسويتها
٣- الخطاب القهري التي تتعرض له كونها إمرأة
٣- الخطاب الزمني النسوي
يُعد هذا العنوان قراءة نظرية ، وقد أوضحنا من خلاله تصورنا لطريقة قراءتنا للزمن النسوي ٠

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية

حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية بقلم  :  سري  القدوة الخميس 28 آذار / مارس …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *