الرئيسية / لواء ركن عرابي كلوب / لواء ركن/ عرابي كلوب يكتب : ذكرى رحيل المناضل حسين محمد علي مكحل

لواء ركن/ عرابي كلوب يكتب : ذكرى رحيل المناضل حسين محمد علي مكحل

874545454

ذكرى رحيل المناضل
حسين محمد علي مكحل (أبو علي)
(1930م – 2007م)
بقلم لواء ركن/ عرابي كلوب 7/9/2021م
المناضل/ حسين محمد علي مكحل من مواليد بلدة الهراوي وعشيرة عرب المدون قضاء صفد عام 1930م، شاهد بأم عينيه ما جرى في فلسطين من مأسي وويلات وتشريد وهو شاباً يافعاً توجت هذه المأسي بنكبة عام 1948م وهذه النكبة التي حولت شعبنا الفلسطيني إلى مجتمع من اللاجئين المشردين يتخطفهم الناس من كل جانب حيث هاجرت عائلته في جنوب لبنان، عاش مرحلة الفقر وضيق ذات الحال وعركته الحياة فشب هذا الفتى وهو يرى الذل والهوان الذي يتعرض له الشعب الفلسطيني في مخيمات اللجؤ والشتات والبؤس.
أصبح هذا الفتى أن يفتش عن لقمة العيش وكان الوصول إليها صعباً، حيث تحولت أنظاره إلى فلسطين المحتلة وكان يعرف دروبها ومسالكها كما يعرف راحة يده، وكان شاهداً كيف سرق اليهود أرض وأملاك الآباء والجداد، فأبتدأ الفتى وهو مع قلة من أترابه يتسللوا إلى فلسطين المحتلة ليلاً ويعودون من غزواتهم هذه بما يستطيعون حمله من الداخل.
هذه كانت حياته وسيرته الأولى، هذه الحركة الفردية دعت دولة الاحتلال الإسرائيلي للشكوى إلى الأمم المتحدة حيث طالب الحكومة اللبنانية باعتقال هؤلاء المتسللين، وهذا ما حصل، حيث تم اعتقال أبو علي وخضع للتعذيب الوحشي والسجن ولكنه لم يعترف بما ينسب إليه، وكان يصل تحت التعذيب إلى شفير الموت ولكنه يصمد ويصمت.
أصبح أبو علي خبيراً بأوضاع المستعمرات الصهيونية في شمال فلسطين المحتلة يعرف كل جبل وكل واد وكل شجرة في أرض الجليل، أصبح أبو علي جاهزاً وقابلاً للأنضمام إلى أي حركة نضالية فدائية، لذا عندما أنطلقت حركة فتح عام 1965م وقواتها العاصفة كان أبو علي أول من أنضم لها وناضل في الخلايا السرية المسلحة الأولى، وبدأ أبو علي حياة جديدة، حياة فدائي شريف فتحاوي شجاع يقود دوريات الفدائيين إلى داخل فلسطين المحتلة.
اعتقل من قبل مخابرات المكتب الثاني اللبناني وتعرض للتعذيب في أقبية المخابرات اللبنانية ومرة أخرى لم يستطيع الجلاد أنتزاع أي معلومة منه.
وعندما تم أنشاء قواعد الفدائيين الأولى التحق أبوعلي لهذه القواعد وخدم بها وأصبح رمزاً للبطولة والعطاء، شارك في عشرات الدوريات التي قادها هذا الرجل إلى داخل الأرض المحتلة وكانت ناجحة ولم نتعرض هذه الدوريات لأي خسائر.
خدم في قواعد القطاع الأوسط في جنوب لبنان حتى عام 1969م أصبح المناضل/ أبو علي رمزاً للفدائي المقدام، يحظى بأحترام القادة كلهم، كان هذا الرجل من نخبة الأدلاء الأوائل الذين قادوا الدوريات الفدائية إلى مختلف أنحاء فلسطين المحتلة، كان هؤلاء الأبطال الحقيقيون لنجاح العمل الفدائي وهو من الرجال الذين لا يبالون بالموت بالرغم من أن أبي علي كان يعيش فقيراً بين عائلته التي سكنت في جنوب لبنان.
في عام 2007م أصيب المناضل/ أبو علي بمرض عضال لم يمهله طويلاً أنتقل إلى جوار ربه راضياً مرضياً بتاريخ 7/9/2007م حيث تمت الصلاة على جثمانه الطاهر ووري الثرى في مأواه الأخير بمقبرة القاسمية.
المناضل/ أبو علي متزوج وله من الأبناء ثمانية (أربعة من الذكور وأربعة من الأناث).
مات الرجل والمناضل بطل من أبطال قوات العاصفة بعد عطاءه النضالي الكبير والطويل مقاتلاً مجهولاً.
رحم الله المناضل/ حسين محمد علي مكحل (أبو علي) وأسكنه فسيح جناته.

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

FB_IMG_1710953385593

رحيل المناضل والأسير المحرر غازي حسني إسماعيل فلنه

رحيل المناضل والأسير المحرر غازي حسني إسماعيل فلنه (أبو منيل) (1953م – 2017م) بقلم لواء …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *