الصباح الفلسطينية
مقالات مشابهة
روسيا تستضيف الملك الأردني وتلمح إلى صفقة مع الإمارات
بقلم: د. مونتجمري حور
تحدثت الصحف الإسرائيلية والروسية عن زيارة لجلالة الملك عبد الله الثاني لروسيا التقى خلالها الرئيس الروسي فلاديمير بوتين الاثنين الماضي في زيارة لم تتناولها وسائل الإعلام وبحسب المصادر الروسية والإسرائيلية، تمحور اللقاء الذي حضره من الجانب الروسي وزير الخارجية سيرجي لافروف ووزير الدفاع سيرجي شويغو ووزير الزراعة دميتري باتروشيف، حول الأوضاع في سوريا وأفغانستان مع تأكيد بوتين على أن بلاده تسعى إلى “تبادل الآراء حول أهم القضايا… وهي تطبيع الأوضاع في سوريا والتصعيد الحالي الدائر في أفغانستان”. يعقد هذا الاجتماع في إطار المنتدى العسكري التقني الدولي لعام 2021 الذي افتتح يوم الاثنين في روسيا، وبعد انتهاء اللقاء، تحدثت التسريبات عن جولة جمعت بين الزعيمين الروسي والأردني سيراً على الأقدام تحدث فيها بوتين عن العتاد العسكري ونوه إلى أن “عقد لقاءات مباشرة بين الزملاء العسكريين من الدول الأجنبية يساعد في بناء الثقة بينهم.” دون تسريب تفاصيل أخرى. يأتي هذا اللقاء في ظل ثلاثة تطورات تصفها المصادر الروسية بالمهمة وهي التواصل الروسي مع الإمارات العربية المتحدة وشحنات صفقات صواريخ إس -400 الروسية مع الهند وتنامي العلاقات الروسية-الإيرانية.. وبحسب وكالة تاس الروسية أعطى بوتين أمرًا عبر الفيديو كونفرانس بوضع ست سفن قتالية للبحرية الروسية في ثلاثة أحواض لبناء السفن يوم الاثنين الماضي في تطور ينظر له أنه سعي روسيا وصيني متواصل لتوسيع أساطيلهما البحرية لتحدي تلك الأمريكية، واستطرد بوتين قائلاً “سنواصل تكثيف إمكانات البحرية الروسية وإتقان نظام القواعد والبنية التحتية للبحرية، واستخدام أسلحة ومعدات على متن السفن هي الأكثر تقدمًا، وسنواصل التدريب على المهام الصعبة وسنرفع العلم الروسي في المناطق ذات الأهمية الاستراتيجية من محيطات العالم ” مؤكداً على أهمية البحرية قائلاً “البحرية مهمة لأن روسيا تستخدمها لإبراز قوتها في البحر الأسود والبحر الأبيض المتوسط”.
وفي تسريب آخر، قال نائب وزير الدفاع الروسي ألكسندر فومين خلال محادثات أجراها مع نظيره الإماراتي اللواء ركن الجابري مبارك سعيد يوم الاثنين أن روسيا تسعى أيضاً إلى مزيد من العمل مع الإمارات وأبلغه أن روسيا مستعدة “ليس فقط لتزويدكم بالمعدات والأسلحة فقط وإنما بمشاركة التقنيات وترتيب الإنتاج المحلي على أراضي بلادك”، وأكد على ضرورة تطوير البلدين “علاقات سياسية في المقام الأول”. وهذا يعني أن روسيا تسعى لدخول سوق الإمارات العربية المتحدة التي أقامت علاقات مع إسرائيل منذ اتفاقات أبراهام العام الماضي ونقل الجابري تحيات وزير دفاع دولة الإمارات العربية المتحدة.
وتجدر الإشارة أن الأردن والإمارات وقعتا مذكرة تفاهم مشتركة في مجال الصناعات العسكرية أبريل الماضي عام 2021 لتعزيز التعاون بين البلدين في هذا المجال ومثل الجانب الإماراتي اللواء الركن مبارك سعيد غافان الجابري، الوكيل المساعد للإسناد والصناعات الدفاعية ونائب وزير الدفاع، ومثَّل الجانب الأردني العميد الركن إبراهيم سلمان النعيمات، مساعد رئيس هيئة الأركان المشتركة للتخطيط والتنظيم والموارد الدفاعية.
تجري المساعي الروسية على قدم وساق لمحاولة الجمع بين مختلف المتناقضات السياسية والعسكرية وتحاول إضفاء مزيد من الهيبة على قوتها العسكرية ومصداقيتها في تسليح بعض القوى الإقليمية.
هناك تسريبات أخرى تتحدث عن تجهيز روسيا لإجراء مناورات عسكرية مشتركة مع الصين وايران ويعتقد أن يتم تنفيذها أواخر هذا العام أو في عام 2022 على أقصى حد وستتركز هذه المناورات على الأمن البحري ومكافحة القرصنة، وسيلتحق بهذه التدريبات دول أخرى هي الهند وسوريا وفنزويلا، ناهيك عن تسريبات عن نوايا لدعم طلب ايران الانضمام الى منظمة شنغهاي للتعاون التي ينظر لها بشكل متزايد على أنها منظمة توزان روسي وصيني لتقليل الهيمنة الأمريكية العالمية.
أشار السفير الروسي في طهران الى محادثات تجري بين روسيا وايران تتعلق بالتسليح وأن ما يتم انتظاره هو رفع حظر الأسلحة الذي تفرضه الأمم المتحدة على ايران وأكد ان البلدان يجريان نقاشات حول مجموعة متنوعة من الأسلحة تحديداً في مجال التعاون العسكري التقني. بعد انتهائها من المحادثات والترتيبات الإيرانية، تسعى روسيا لتوسيع علاقاتها مع الأردن وجاء اللقاء مع الملك عبد الله كجزء من تحقيق هذا الهدف. من جانبه، أكد بوتين على تطور ملحوظ بين روسيا والأردن في جميع المجالات شمل العلاقات التجارية والاقتصادية والحوارات السياسية.
تسعى روسيا جاهدةً إلى توسيع دورها من الصين إلى أفغانستان عبر منطقة الشرق الأوسط ويتضح من مساعيها أنها رفعت من سقف إغراءاتها في التعاون العسكري للدول الإقليمية في محاولة لتفكيك التحالفات التي أجرتها الولايات المتحدة مقابل صفقات سلاح لبعضها وتعزيز تعاون عسكري مع أخريات يصل حد التصنيع على أراضيهم وهذا بالطبع يشعل تنافساً كبيراً بين الدول. تجدر الإشارة أن روسيا عقدت منذ أيام اتفاقاً للتعاون العسكري مع المملكة العربية السعودية وللآن لم يتم الإعلان عن ماهيته وشرعت منذ أيام للحديث عن استعدادها لإجراء تعاون عسكري مع الإمارات العربية يصل حد التصنيع على أراضيها وهناك حديث عن إجرائها لمحادثات مع تركيا بشأن تنسيق العلاقات مع طالبان.
Montgomeryhowwar@gmail.com
