الرئيسية / الآراء والمقالات / عائد زقوت يكتب : الرئيس وإعلان حالة الطوارئ

عائد زقوت يكتب : الرئيس وإعلان حالة الطوارئ

عائد زقوت
الرئيس وإعلان حالة الطوارئ
عائد زقوت
المتابع لمجريات الأحداث بعد العدوان الاحتلالي الأخير على قطاع غزة وتداعياته سواءً على صعيد إعادة الأوضاع إلى ما كانت عليه قبل العدوان أو إعادة إعمار ما دمرته آلة الحرب العدوانية الغاشمة، والذي تزامن مع حكومة جديدة للاحتلال والتي ترفع شعار تقليص المواجهة مع غزة.

وما تلى ذلك من مفاوضات غير مباشرة بوساطة مصر وقطر والأمم المتحدة لإحياء التفاهمات بين الاحتلال وإدارة غزة والتي وضع لها الاحتلال إطاراً لا يسمح بالخروج عن استراتيجيته التي ترمي إلى تقليص مساحة المواجهة مع غزة وضمان استمرار حالة الانقسام، حيث دارت المباحثات على نار هادئة دون غالب أو مغلوب وهذا ينسجم مع أهداف كل منهما فالاحتلال يريد أن يجني ثمار التطبيع، وحركة حماس تدرك تراجع دور حركات الإسلام السياسي في المنطقة، إلى أن فوجئ العالم بعودة حركة طالبان إلى الحكم في أفغانستان بمباركة أميركية وأوروبية تزامناً مع إقصاء حركة النهضة الاسلامية عن الحكم في تونس وتراجع دور الحركات الاسلامية في ليبيا، وتصاعد وتيرة المواجهات في غزة مما يؤشر إلى فشل مفاوضات إحياء التهدئة بين الاحتلال وإدارة غزة، فهل لنا أن نفهم أن التطورات في كابول مرتبطة بشكل أو بآخر مع الأحداث الجارية في ليبيا وتونس وغزة.

حيث دفعت هذه التطورات باتجاه إعلان حالة الطوارئ في تونس وإغلاق الحدود مع ليبيا، وكذلك اعلان مصر إغلاق معبر رفح البري، ولم تقف حالة الطوارئ عند هذا الحد بل بلغ مداها روسيا الاتحادية حيث عبّرت بلهجة ساخنة عن رفضها لما يجري في كابول وعدم اعترافها بحكم طالبان ورفضها استقبال أي لاجئ أفغاني، فجميع هذه التطورات تُؤْذِن بمرحلةٍ جديدة وتغيير أوراق اللعبة في المنطقة والإقليم، وأمام هذه التطورات والتي تنبئ بدخول غزة مرحلة جديدة من الحصار فالسؤال المتكرر والمطروح دوماً هل سيبقى الشعب الفلسطيني رهينة للمواقف الحزبية والتحالفات الإقليمية الناقصة لبعض الفصائل، وهل سيمضي بنا العمر ونحن نطارد أدخنة أفواه قيادتنا الحبيسة، وهل سنستمر في تسديد فواتير غيرنا بدماء أبنائنا وتبديد آمالهم وأحلامهم.

ألا تستحق فلسطين وشعبها من الرئيس الفلسطيني محمود عباس ومن كل فصيلٍ وقائدٍ غيورٍ على وطنه وشعبه إعلان حالة طوارئ حقيقية تكبح حركة التيه والضياع والانحدار نحو الهاوية والتي ستأتي على الأرض والإنسان معاً، لقد انقطع حبل الغسيل وتناثرت أوراق التوت وعصفت بها الرياح ولم يعد لأحدٍ ما يستتر به

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عمر حلمي الغول

عمر حلمي الغول يكتب : نواقص القرار الاممي

نبض الحياة نواقص القرار الاممي عمر حلمي الغول بين مد وجزر على مدار 171 يوما …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *