الرئيسية / الآراء والمقالات / د. محمد صالح الشنطي يكتب : لماذا لاتطرقون جدار الخزان

د. محمد صالح الشنطي يكتب : لماذا لاتطرقون جدار الخزان

محمد صالح الشنطي

لماذا لاتطرقون جدار الخزان

بقلم د. محمد صالح الشنطي

وظلم ذوي القربى أشد مضاضة
ماذا يحدث في رحلة العذاب ؟ اسألوا الخارجين للعلاج و المهاجرين الذين ضاقت بهم الأرض بما رحبت بعد هذا لحصار المقيت و العدوان المتواصل على أهل غزة.
مصر أم الدنيا و ريثة أقدم الحضارات في التاريخ ، مصر بشعبها النبيل و رجالها الأشاوس التي فتحت ذراعيها لكل أشقائها ، مصر التاريخ العريق التي وصف جيشها بأنه من خير أجناد الأرض كما جاء على لسان نبينا الكريم( صلى الله عليه وسلم) ” إذا فتح الله عليكم مصر بعدي فاتخذوا فيها جندا كثيفا ؛ فذلك الجند خير أجناد الأرض”
ة مصر التي تعلمنا على أيدي علمائها واحتضنت كل المظلومين و المضطهدين ، مصر التي يحتفي أهل القطاع بزعيمها فخامة الرئيس السيسي فتملأ صوره جدران الشوارع و البيوت في غزّة احتراما و اعترافا بدور مصر في رعاية أمنها و حماية أبنائها من طغيان الصهاينة.
اسألوا المسافرين من و إلى القطاع ماذا يحدث لهم ؟ أتمنى على سفير فلسطين في مصر أن يرعى شؤون أبناء وطنه و أن يرافقهم و لو مرة واحدة من القاهرة إلى غزة وهو المعروف بنشاطه وحسن أدائه . و أنا واثق كل الثقة أن القيادة المصرية و على رأسها فخامة الرئيس لن يقبلوا ما يحدث لأبناء القطاع من إذلال على أيدي بعض من لا يدركون تاريخهم الإنساني و الحضاري ، فأبسط قواعد الكرامة الإنسانية لا تراعى ، فالانتظار الطويل تحت أشعة الشمس دون مرافق في انتظار المعدية و على الحواجز و الأطفال الذين يتضورون والشيوخ و المرضى يتعرضون لسلسلة طويلة من التفتيش المذل و مصادرة أدوية المرضى و جوالاتهم و يتعرضون للسّب و الشتم و البهدلة من زمرة لعلها تكون قليلة لا تمثل طيبة شعبنا الأبي الكريم الحنون في مصر ؛ و لكنها متنفّذة حتى أصبح طريق غزة – القاهرة طريق العذاب و الآلام ، لم تسلم لعب الأطفال و لا أدوية المرضى و لا جوّالاتهم ولا زجاجات العطر من عبث العابثين ، إنهم ينظرون إلى هؤلاء المسافرين و كأنهم قطيع من الأغنام ، أناشد سيادة الرئيس السيسي و الإخوة المسؤولين الذين نثق في مصداقيتهم و حرصهم على سمعة أرض الكنانة أن يتدخلوا لإيقاف هذه المأساة ، نحن نعشق مصر و أهلها و ترابها و لا نريد أن تمس سمعتها بأذى؛ و لكننا أيضا نربأ بأهل القطاع الحزين من أن يتعرضوا لهذا الكم من الإهانة والإذلال ، ونقول للإخوة على الجانب الفلسطيني من معبر رفح أنتم شركاء في المسؤولية لأن عليكم أن تتواصلوا مع إخوانكم في الجانب المصري وأن تشرحوا لهم مأساة المسافرين و مهزلة التنسيق الذي تهدر فيه الأموال لينتفع بها عصبة من الفاسدين و يستنزاف الفقراء الذين يضطرون إلى الاستدانة ليخرجوا من أجل مداواة مرضاهم أو زيارة أسرهم أو لقاء أبنائهم ، و أناشد الأخ رئيس حكومة السلطة الوطنية في رام الله أن يلقى بالا لهذا الذي يحدث على المعبر و على طول الطريق إلى البلد الشقيق (فكلكم راع و كلكم مسؤول عن رعيته) ، لماذا هذا الصمت ؟ لماذا ننتبه فقط للشأن السياسي و نغفل الجانب الإنساني وكرامة البشر؟ إذا حرم الإنسان من الكرامة فلا معنى للوطن و لا قدسية للتراب ، حرام هذا الذي يحدث و لا نلقي له بالا . مصر أم الدنيا و لا نسمح بالإساءة إلى هذاه القلعة العربية و الأم الرؤوم ، ولكنها صرخة موجوع ، فلا قيمة للكلمة إذا لم تجهر بالحق ، و إلا فلنكسر أقلامنا و نلوذ بالصمت كما قال شاعرنا الكبير محمود درويش:
(قصائدنا بلا لون / بلا طعم … بلا صوت /إذا لم تحمل المصباح من بيت إلى بيت/ و إن لم يفهم البسطاء معانيها / فأولى أن نذريها / و نخلد نحن للصمت …..بقلم د. محمد صالح الشنطي

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية

حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية بقلم  :  سري  القدوة الخميس 28 آذار / مارس …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *