الرئيسية / الآراء والمقالات / د. مونتجمري حور يكتب أنظمة الدفاع الجوي الروسية تسقط الصواريخ الاسرائيلية في سوريا

د. مونتجمري حور يكتب أنظمة الدفاع الجوي الروسية تسقط الصواريخ الاسرائيلية في سوريا

مونتجمري حور

أنظمة الدفاع الجوي الروسية تسقط الصواريخ الاسرائيلية في سوريا
د. مونتجمري حور
الخميس 22 يوليو2021

أسقطت الدفاعات الجوية الروسية سبعة صورايخ من أصل ثمانية أطلقتها أربع مقاتلات F-16 تابعة لسلاح الجو الإسرائيلي من فوق منطقة التنف التي تسيطر عليها القوات العسكرية الأمريكية وهي تقع على تقاطع المثلث الحدودي الذي يربط العراق وسوريا والأردن.
في تطور جديد انطلقت المقاتلات الإسرائيلية صباح يوم الثلاثاء 20/07/2021 تجاه الأجواء السورية منطلقة من الأجواء الأردنية جنوباً هذه المرة وليس من لبنان كما جرت العادة، فاستخدم أنظمة دفاع جوي ذات صواريخ قصيرة ومتوسطة المدى من أنظمة بانتسير Pantsyr-Sإلى جانب أنظمة S300 و S400 التي نجحت في إسقاط سبعة صواريخ أما الصاروخ الثامن فقد أصاب مركزاً للأبحاث في مدينة السفيرة بريف حلب.
جرت العادة أن ينسق سلاح الجو الإسرائيلي طلعاته الجوية مع القوات العسكرية الروسية المتمركزة في سوريا (عبر الخط الساخن) لكي تقوم القوات الروسية بإبطال فعالية منظومة الدفاع الجوي لكي تتمكن المقاتلات الإسرائيلية من تنفيذ مهامها القتالية بحرية مطلقة والتحول الجديد هذا له تفسيرين، الأول: أن سلاح الجو الإسرائيلي لم يبلغ القوات الروسية في سوريا بطلعته وبالتالي أسقطت الدفاعات الجوية الروسية صواريخ الاستهداف تلقائياً وهذا أمر مستبعد، أو أن روسيا أرادت فقط بذلك إبلاغ الجميع تحديداً الإسرائيليين والأمريكيين بأن روسيا هي من تحدد معالم اللعبة في سوريا كطرف رئيس ومؤثرفي المعادلة السورية سواء في المرحلة الحالية أو في مرحلة ما بعد الحل. وذلك من خلال تغيير استراتيجيتها العسكرية في سوريا من خلال الرسائل التالية:
أولا: إخبار روسيا إسرائيل أن راداراتها واجهزة الانذار المبكر قادرة على تتبع عمليات سلاح الجو الٍأسرائيلي الجديدة المنطلقة من الأردن في ظل تعزيز القواعد الامريكية الذي شهدناه في اليومين الماضيين.
ثانيا: إرسال رسالة تنبيه لإدارة بايدن مفادها أن المناطق التي تخضع كلياً للسيطرة العسكرية الأمريكية كالتنف وغيرها، هي في مرمى النيران الروسية.
ثالثا: إبلاغ إسرائيل أن التفويض الروسي لها الذي اعطي في عهد نتنياهو بشن غارات جوية متكررة على أهداف عسكرية ومدنية في سوريا قد ولى.
رابعا: كان بإمكان أنظمة الدفاع الجوية العسكرية استهداف المقاتلات الإسرائيلية واسقاطها ولكن آثرت روسيا الاكتفاء بمحدودية الرد.
خامساً: يبدو أن سلم أولويات روسيا حالياً لدعم الخزينة العامة إلى جانب قطاعي النفط والغاز، يتمثل في الاستثمار في الصناعات الحربية عبر الترويج لتجارة أسلحتها وانظمة دفاعاتها الجوية وذلك في محاولاتها في كسر الهيمنة الأمريكية على النظام الدولي، فجاءت هذه العملية تعزيزاً لمكانة وفعالية أنظمة دفاعاتها الجوية واثباتاً عملياً على قدرتها على إسقاط وتدمير التكنولوجيا العسكرية الأمريكية. وفي سياق متصل، شهدنا أول أمس الإعلان عن الطائرة الروسية الجديدة التي أطلقت عليها روسيا اسم ” كش ملك” وأسدل عنها الستار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين شخصياً.
يبدو أن هناك انتقالاً روسياً من استراتيجية الحياد السلبي اتجاه الضربات الإسرائيلية إلى التدخل الفعال لصالح سوريا، كما يبدو أننا سنشهد في هذا القرن بدايةً لتجدد الحرب الباردة بين الولايات المتحدة الأمريكية وروسيا.
أشرنا في مقال سابق إلى المحور الثلاثي الذي تبلور بين مصر وإسرائيل والأردن الذي رافقه تعزيزاً للقواعد العسكرية الأمريكية في الأردن، التي قرأته روسيا كتهديد لمصالحها في سوريا وأن ذلك سيشكل انحصاراً لأنشطتها العسكرية في المنطقة وبالتالي جاءت رسالتها كرد فعل صارم على محاولات عزلها وتقويض نفوذها في المنطقة.

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : الموقف الأمريكي والاعتراف بالدولة الفلسطينية

الموقف الأمريكي والاعتراف بالدولة الفلسطينية بقلم  :  سري  القدوة السبت 20 نيسان / أبريل 2024. …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *