الرئيسية / الآراء والمقالات / علي ابو حبلة يكتب : اللقاء بين الرئيس الأمريكي والملك يكتسب أهمية للقضايا العربية والإقليمية

علي ابو حبلة يكتب : اللقاء بين الرئيس الأمريكي والملك يكتسب أهمية للقضايا العربية والإقليمية

رئيس تحرير افاق الفلسطينيه
رئيس تحرير افاق الفلسطينيه

اللقاء بين الرئيس الأمريكي والملك يكتسب أهمية للقضايا العربية والإقليمية
علي ابو حبلة

يستقبل الرئيس الأميركي الجديد، جو بايدن، الملك عبدالله الثاني كأول زعيم عربي، ويمتدح وزير الخارجية الأميركي، أنتوني بلينكن، العلاقات الثنائية بشكل لافت بقوله: «الأردن أكثر من شريك استراتيجي لأميركا».

طويت صفحة الرئيس الأميركي السابق، دونالد ترامب، الذي سعى إلى الضغط على الأردن طوال حكمه الذي استمر أربع سنوات لرفضه المواقة على «صفقة القرن»، وهزم نتانياهو وطرد من رئاسة الحكومة الإسرائيلية، ليأتي لقاء الرئيس الأميركي بايدن بالملك اليوم الاثنين، وتعود العلاقات بين واشنطن وعمّان إلى دفئها وسابق عهدها، ويقوم الملك عبدالله الثاني بدوره كلاعب أساسي في المنطقة، ووسيط يسعى لرسم سيناريوهات الحلول في المنطقة، ووضع المقاربات لإطفاء الحرائق الإقليمية بعد سنوات عجاف عمل ترامب خلالها على استبعاد الاردن.

زيارة الملك إلى واشنطن تأتي بعد العدوان الإسرائيلي على غزة، والتصعيد السياسي والأمني بعد انتهاكات سلطات الاحتلال في القدس وحي الشيخ جراح تحديدا، وهي كذلك تحدث بعد الانتخابات الإيرانية وفوز إبراهيم رئيسي، وقبل كل ذلك لا يمكن أن ننسى الأزمات الصحية، والفوضى الاقتصادية التي خلفتها وما زالت جائحة كورونا، وأصابت الاقتصاد الاردني كما العديد من الدول. ملفات كثيرة يحملها معه الملك إلى واشنطن، ويراهن أن يحدث اختراقات تعزز الدور الأردني في المنطقة، وحسب المتحدثة باسم البيت الأبيض، جين ساكي، فإن الزيارة تستهدف تسليط الضوء على الشراكة الدائمة والإستراتيجية بين الولايات المتحدة والأردن باعتباره الشريك الأمني والحليف للولايات المتحدة. وأضافت أن «الزيارة فرصة لمناقشة العديد من التحديات التي تواجه الشرق الأوسط، وإبراز دور الأردن القيادي في تعزيز السلام والاستقرار في المنطقة، وتعزيز التعاون الثنائي في العديد من القضايا السياسية والأمنية والاقتصادية بما في ذلك الفرص الاقتصادية للأردن».

هناك علاقة تربط بين الملك وبايدن منذ ما يتجاوز عقدين من الزمان منذ أن كان بايدن عضوا في مجلس الشيوخ ورئيسا للجنة العلاقات الخارجية لمجلس الشيوخ، ثم حينما كان نائبا للرئيس الأسبق باراك أوباما. ولذا لم يكن مفاجئا أن يكون الملك عبدالله الثاني هو أول زعيم عربي اتصل ببايدن لتهنئته بالفوز، وفي تلك المكالمة قال بايدن إنه سيعمل مع الأردن لتنفيذ حل الدولتين.

وتتزامن الزيارة مع احتفال البلدين بأكثر من 70 عاما من العلاقات الثنائية، وتتصدر القضية الفلسطينية أجندة الملك في واشنطن ومع سعيه لإعادة تأكيد دور الأردن التاريخي في دعم حل الدولتين وإنهاء النزاع الإسرائيلي الفلسطيني.

وقد أشار وزير الخارجية الإسرائيلي لا بيد في لقاءاته مع مسؤولين أوروبيين إلى أن الحكومة الجديدة تدعم حل الدولتين، لكنه يرى أن التوقيت غير موات حاليا. ويرى أنه هناك حاجة إلى ضمان اتخاذ خطوات من شأنها أن تمنع إمكانية السلام في المقبل ويتفق في الحاجة إلى اتخاذ تدابير اقتصادية لتحسين حياة الفلسطينيين. ويرغب كل من الأردن ومصر في دعم وقف إطلاق النار الهش بين إسرائيل و»حماس» وإعطاء الزخم والاهتمام الأوسع لفكرة حل الدولتين وتقديم مسار عادل وشامل يحافظ على الوضع التاريخي والقانوني لمدينة القدس.

وتدور رهانات عالية على مدى نجاح محادثات الملك مع الرئيس بايدن في دفع الإدارة على اتخاذ خطوات واضحة في مسار حل الدولتين، خاصة أن الرئيس بايدن من المقرر أن يلتقي رئيس الوزراء الإسرائيلي الجديد بينت الشهر المقبل.

وتقول لوسي كوتزر مدير إدارة الصراع الإسرائيلي الفلسطيني في معهد الولايات المتحدة للسلام بواشنطن إن هدف الزيارة هو تحسين العلاقات وإعادة تأكيد دور الأردن الإقليمي، حيث يسعى الملك عبدالله الثاني لدفع الإدارة للتوصل إلى حل للصراع الإسرائيلي الفلسطيني وخطط إعادة بناء غزة وإصلاح البنية التحتية في الضفة الغربية وتقول: «لعب الأردن دورا خاصا باعتباره الوصي على الأماكن المقدسة الإسلامية والمسيحية في القدس الشرقية، ويتخوف الأردن من التحديات المستمرة من قيام إسرائيل بترتيبات وضع نهائي حول المسجد الأقصى والمقدسات الإسلامية خاصة بعد عمليات الإخلاء للعائلات الفلسطينية ومداهمة مجمع الأقصى» وتضيف «ستعقد المحكمة العليا الإسرائيلية جلسة استماع في 2 أغسطس (آب) حول عمليات الإخلاء للعائلات الفلسطينية من حي الشيخ جراح بالقدس الشرقية وهي إحدى الشرارات التي أدت إلى الحرب في مايو (أيار) والماضي وهناك مخاوف أن يؤدي صدور حكم بتأييد واستمرار عمليات الإخلاء إلى اندلاع أعمال عنف جديدة بما قد يقضي على أي وميض أمل لتحركات نحو الدبلوماسية الإسرائيلية الفلسطينية المجمدة.

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عمر حلمي الغول

عمر حلمي الغول يكتب : نواقص القرار الاممي

نبض الحياة نواقص القرار الاممي عمر حلمي الغول بين مد وجزر على مدار 171 يوما …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *