فلسطين امام خيارين مؤلمين ..!
بقلم د. عبدالرحيم جاموس
فلسطين مآل محزن ومؤلم ينتظر الجميع ، للشعب والقيادة والسلطة والفسائل ، إما الذهاب الى إنتخابات مجزوءة في غزة والضفة وبدون القدس والخارج ، او التهديد بولوج حالة من الفوضى والتوهان ، الذي لن يبقي ولن يذر وسيأتي على كل ما تبقى من أمل ومن بقايا الشرعية والوطن .
الراصد لما يدور في الضفة الغربية وما يكتب وينشر ، ولمجمل الحملة الإعلامية التي اعدت بإتقان وفق خطة محكمة ، وبأدوات متعددة ، تشارك فيها قوى متناقضة ومختلفه محلية وخارجية ، الرابط والجامع الوحيد لها وبينها هو العداء للشرعية الفلسطينية ، ممثلة في م. ت. ف وسلطتها الوطنية ، وفي حركة فتح التي مثلت العمود الفقري للحركة الوطنية ، ومهرت بإسمها كافة انجازات النضال الوطني منذ انطلاقتها في الأول من يناير من عام الف وتسعمائة وخمس وستين والى اليوم .
لا احد من القيادة الفلسطينية يستطيع ان يأخذ على عاتقه مسؤولية اقرار اجراء انتخابات فلسطينية في مناطق السلطة الفلسطينية بدون القدس ، حيث سيتهم اتهامه فورا من قبل القوى والفئات المطالبة بإجرائها بالتفريط بالقدس العاصمة ، وما يترتب عليها من الإقرار سياسيا وقانونيا بكل الإجراءات التي فرضها الإحتلال بشأنها وخاصة ضمها وإعتبارها عاصمة موحدة لكيانه ، وبالتالي التخلي عن القدس العاصمة وهي الثابت الاساسي من ثوابت النضال والمشروع الوطني ، وامام تشبث م.ت.ف وفتح والقيادة الفلسطينية بموقفها الرافض لإجراء الإنتخابات بدون القدس ، سوف تتواصل الحملة الإعلامية الضاغطة ، والمنسقة وبمشاركة قوى محلية واقليمية ودولية على السلطة والقيادة الفلسطينية ، ومنها الكيان الصهيوني وعملاءه مباشرة ، الذين ينتظرون دورهم بالتعاون مع العدو لإقامة كانتوناتهم الموعودة ، في مدن الضفة الى جانب كانتون غزة الربانية الكبرى ..!
نعم ان الخيار الثاني يكمن في الذهاب السريع والمباشر الى مستنقع الفوضى والضياع والتوهان الفلسطيني من جديد ، الذي ستتلاشى معه كل الأهداف الوطنية والقومية التي ناضل من اجلها الشعب الفلسطيني ، وقدم من اجلها عشرات الوف الشهداء والجرحى ومئات الوف الأسرى على مدى اكثر من خمسة وخمسين عاما من النضال المرير ، لذا سيستمر استغلال الذرائع واختلاقها للضغط على السلطة والقيادة الفلسطينية للوصول الى احدى الخيارين (اما الإنتخابات واما الفوضى ) وكلاهما مرٌ .
ثمت من بات لا يرى من مكونات الشعب الفلسطيني سوى سكان الضفة وغزة فقط ، متناسيا فلسطينيي الارض المحتلة عام1948م ، وبات ينظر اليهم تماما كنظرة العدو اليهم (عرب اسرائيل ) ، واسقط ايضا الفلسطينيين في الخارج الفلسطيني من لاجئين وغيرهم ، والذين يزيد تعدادهم على من لازالوا صامدين في الوطن ، يعني شطبهم من التعداد الفلسطيني ، ليقتصر الفلسطينيين على مفهوم سكان المناطق في يهودا والسامرة حسب توصيف العدو المحتل …!
حقيقة الوضع بات مقلقا لدرجة عالية من الخطورة تستهدف الكل الوطني دون تمييز ، سواء ادرك البعض ام لم يدرك هذة الدرجة من الخطورة …!
وما يثر الشفقة والأسف في مواقف وآراء بعض المثقفين او المتثاقفين الفلسطينيين ، الذين لا يرون في المشهد الفلسطيني إلا جانبا وحيدا يدغدغ تطلعاتهم وتوافقاتهم بالإطاحة بفتح وب م. ت.ف وسلطتها ، وينكرون اي دور للإحتلال وادواته واي تدخلات وضغوطات خارجية ، بل واكثر جرأة من ذلك عتبهم فتح واستنكارهم لنشاطات حركة فتح الشعبية والجماهرية في مواجهة الإحتلال في مختلف نقاط التماس من جهة ، وفي الحراك الشعبي الذي يعبر عن التفاف الجماهير حول حركة فتح وم. ت. ف و مساندة القيادة الفلسطينية في مواقفها الصلبة والثابته في الحفاظ على الثوابت الوطنية ، وعدم الإنزلاق الى احد المنزلقين (الفوضى والتوهان ، او الرضوخ للإملات الخاصة بموضوع الإنتخابات بدون القدس ) والخارج الفلسطيني المهمش والذي يجري التخلي عنه وعن حقة في العودة وتقرير المصير .
إن الثقة كل الثقة تكمن في وعي شعبنا الفلسطيني في حماية وحدته اولا ، وفي حماية ثوابته الوطنية ثانيا ، من خلال اعلاء تناقضه الرئيسي مع المحتل على اية تباينات اوتناقضات ثانوية ، وعدم الإنزلاق لأي من الخيارات التي قد تحقق للعدو رغباته وتصفية القضية الفلسطينية على يد ابنائها الذين ضحوا ولازالوا من اجلها التضحيات الجسام ..!
وللحديث بقية تطول …
د. عبدالرحيم جاموس
الجمعة9/7/2021 م
Pcommety@hotmail.com