الرئيسية / الآراء والمقالات / د. حنا عيسى يكتب : ⁠الإجراءات الإسرائيلية في القدس باطلة

د. حنا عيسى يكتب : ⁠الإجراءات الإسرائيلية في القدس باطلة

الدكتور حنا عيسى، الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات
الدكتور حنا عيسى، الأمين العام للهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات

⁠الإجراءات الإسرائيلية في القدس باطلة

⁠بقلم: د. حنا عيسى – أستاذ القانون الدولي

منذ أن احتلت إسرائيل الأراضي الفلسطينية في الرابع من حزيران لسنة 1967 م وهي تعمل جاهدة بكافة الوسائل والطرق للسيطرة على مدينة القدس والسيطرة عليها وتغيير معالمها بهدف تهويدها وإنهاء الوجود العربي فيها. ولتحقيق هذا الهدف من قبل حكومات دولة إسرائيل المتعاقبة شرعت منذ اليوم إسرائيل لاحتلالها بالاستيلاء على الأراضي الفلسطينية وإقامة المستوطنات عليها ثم تهجير الفلسطينيين وسحب الهويات منهم بهدف خلق واقع جديد يكون فيه اليهود النسبة الغالبة في مدينة القدس. والهدف الأساسي من بناء الجدار الفاصل حول مدينة القدس هو تهويد المدينة وإخراج الفلسطينيين منها على المدى البعيد بكل الوسائل والسبل كي تواجه إسرائيل الفلسطينيين بالأمر الواقع وتقطع الطرق عليهم في أن تكون القدس الشرقية عاصمة لدولتهم القادمة. وما تقوم به إسرائيل اليوم ليس مخالفا للقانون الدولي فحسب بل انه مخالفا لروح العصر الذي يرفض كل شكل من أشكال العنصرية وعملها هذا هو تجل واضح لهذه العنصرية.. وتشير تصريحات قادة إسرائيل دون استثناء بان أهدافهم تجاه القدس تكمن أولا: تحديد حدود القدس الموسعة التي ترغب إسرائيل في إخضاعها لسيطرتها من جانب واحد دون مراعاة لأية قواعد أو اتفاقات. ثانيا: عزل المدن والقرى الفلسطينية في الضفة الغربية وقطاع غزة عن القدس وضواحيها وقراها مع ما في ذلك من تمزيق للأرض. ثالثا: التنكر للقوانين والمواثيق الدولية ولكل قرارات الأمم المتحدة التي لا تجيز احتلال ارض الغير بالقوة المسلحة أو تطبيق قوانينها عليها. وعلى ضوء ما ذكر أعلاه فان قضية القدس قد دخلت مرحلة خطيرة بعد ضم إسرائيل لشطر المدينة الشرقي تنفيذا لمخططها الرامي لتوحيد شطري المدينة لتكون كما يدعون عاصمة دولة إسرائيل الموحدة والأبدية من جهة أولى وان إسرائيل على مدى اربعة وخمسين عاما من احتلالها إذ أنها لم تترك وسيلة إلا واتبعتها ولا مخططا وألا نفذته في سبيل تهويد مدينة القدس. وأكبر مثال شاهد على ذلك غابة المستوطنات التي طوقت المدينة وحاصرتها وابتلعت أراضيها من جهة أخرى وفي هذا الصدد أعلنت الولايات المتحدة في 14/7/1967 على لسان ممثلها في الجمعية العامة ” اوكرجولد برج ” إنها تعتبر القدس واحدة من أقدس مدن العالم والولايات المتحدة الأمريكية ترى أن القدس الشرقية التي احتلتها اسرائيل عام 1967 هي منطقة محتلة تخضع لقانون الاحتلال الحربي. ولا يجوز لإسرائيل أن تدخل عليها أية تغييرات. وكذلك فان التغييرات التي أدخلتها اسرائيل على المدينة تعتبر باطلة ولا تمثل حكما مسبقا على الوضع النهائي والدائم للمدينة. إن هذا الموقف يتطابق مع موقف الأمم المتحدة التي وصفت مدينة القدس ارض محتلة بحسب القانون ولا يجوز تغيير الأوضاع الديموغرافية أو السياسة فيها وان أي تغيير يعتبر باطلا ولا يعتمد به. لذا فالقدس الشرقية هي ارض محتلة منذ حزيران عام 1967م وتخضع لقواعد القانون الدولي الخاص بحالات الاحتلال الحربي أي أن السيادة عليها لا يمكن أن تنقل إلى اسرائيل بموجب سلطة الاحتلال التي هي بطبيعتها سلطة إدارية مؤقتة.

⁠”مصر أم المنيا عروس الصعيد في الدنيا

⁠”مصر نادتنا فلبينا نداها .. وتسابقنا صفوفاً في هــواها..فإذا باغ على الأرض رماها .. ترخص الأرواح و الدنيا فداها “..إن هذا البلد العظيم ” مصر ” يعتبر في قاموس الخلود والإبداع ، أهم أبجدية في قاموس الحضارة بشقيها المادي والمعنوي ، فعلى الصعيد المادي ما زال النيل يعزف ترنيمة العطاء بلا توقف ، وما زالت الأهرامات تجسد عبقرية الإنسان العظيم في وادي النيل وعلى الصعيد الروحي والمعنوي فإن حوض النيل كان محطة للأنبياء منذ فجر التاريخ وكان دربا وما زال معطراً بأنفاس الأنبياء والأولياء والصالحين فلولا هذا البلد على خارطة الأرض لبقي العالم يتخبط في جاهلية العمى والضلال ورغم كل الانتكاسات والكبوات فما زال حوض النيل حصانا جامحا في ميدان الإبداع والعبقرية ، وإن الباحث الموضوعي الحيادي لا يسعه أن يقفز جاهلاً أو متجاهلاً لحضارة مصر العربية هبة النيل كما سماها المؤرخ الروماني “هيرودوث” وإننا نرفع القبعة لمصر العظيمة لأنها من عبق الحضارات الإنسانية على مر العصور وإن السفينة في خضم الطوفان والأمواج تحتاج الى الربان القادر الذكي حتى تصل الى بر الأمن والأمان . وإن منطقة الشرق الأوسط ما زالت تتخبط في بحر من الدماء والدموع وحين البحث عن الربان لا مجال الا التوجه نحو النيل لكل ما فيه من مفردات العبقرية والإبداع ، حتى يجنب السفينة مخاطر الغرق في ثورة الأمواج الهوجاء ، لقد قال في فلسفته الخالدة نجيب محفوظ ان عدو الانسان هو اليأس وان مصر العروبة هي نقيض اليأس والإحباط فهي الأمل والرجاء في زحمة التخبط والضياع والتمزق وستبقى تلهج بالدعاء والصلاة حتى يعود الربان الى سفينته والماء الى مجراه .

⁠مشاعر فقير !!أنا تائه

⁠أنا تائه يا سيدتي ، وأبحث عن طريق الخروج ..فهل تدلينني عليها من فضلك ؟ فصاحت في وجهه كذاب ! فقال في نفسه : نحن تائهون !!..تائه أنا …؟ تائه بين أسطري ..لا أدري من أين أبدأ ..ممسك بقلمي ..هل أبدأ من أول الصفحة أم أتجاوز بعض السطور ..تائه بين أسطري ..لا أدري ماذا أكتب ؟ أم ماذا يريد قلمي أن يقول؟فالنمور لا تمزق بأنيابها إلا لتأكل … أما نحن ، فقد أفنينا بعضنا بعضاً من أجل مقاطع في هذا النص أو ذاك .. بحيث من منا فى الحياة ليس تائها ؟ كلنا تائهون . وعلى ضوء ما ذكر أعلاه ، مسكت قلمي لأكتب همومي ، فبكي قلمي قبل أن تبكي عيوني .. يا وطني الحزين حولتني بلحظة من شاعر يكتب الحب والحنين لشاعر يكتب بالسكين ..سلام لأرض خلقت للسلام ولم ترى يوما سلاما..لم يبقى عندي ما اقول تعب الكلام من الكلام.

 

⁠”نعلم أنه لا يوجد أبدا من يُمسِكُ بالسلطة وفي نيته التخلي عنها طواعية

⁠المثقف الانتهازي يلتزم الصمت حتى نهاية المعركة فيعلن انضمامه للأغلبية .إننا لا نشبههم ، إننا نعرف أن لا أحداً يقبض على زمام السلطة وهو ينوي التخلي عنها ، ولا يؤسس أحد ديكتاتورية لتوطيد أركان ثورة ، بل نعلم أن الإنسان يقوم بثورة لتوطيد أركان ديكتاتورية ، إن غرض التعذيب وغرض السلطة هو السلطة ، بل بدأت تفهم ما أقول ؟ ثائر اليوم هو طاغية الغد .. إننا ندرك أنه ما من أحد يمسك بزمام السلطة وهو ينتوي التخلي عنها .. إن السلطة ليست وسيلة بل غاية ،فالمرء لا يقيم حكما استبداديا لحماية الثورة ،وإنما يشعل الثورة لإقامة حكم استبدادي .. إن الهدف من الاضطهاد هو الاضطهاد ، والهدف من التعذيب هو التعذيب وغاية السلطة هي السلطة ، هل بدأت تفهم ما أقول الآن ؟ نحن لا نعرف متى ستنتهي .. ليس هناك حرب بين الاخيار والأشرار .. إنها حرب بين قوى تتصارع للوصول إلى السلطة نفسها ، وعندما تنشب معركة من هذا النوع فإنها تستمر أكثر لأنه في مثل هذه الحالة يكون الله مع الجانبين في آن واحد.

⁠الإسلامية المسيحية: الهدم يتربص بسلون واقتحامات استفزازية متطرفة للأقصى في حزيران / يونيو 2021

⁠أصدرت الهيئة الإسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات تقريرها الشهري للانتهاكات الاسرائيلية بحق مدينة القدس ومقدساتها عن شهر حزيران / يونيو 2021م، حيث واصلت قوات الاحتلال الإسرائيلي خلال هذا الشهر انتهاكاتها لقواعد القانون الدولي والإنساني في الأرض الفلسطينية المحتلة، فقد رصدت الهيئة الاقتحامات المتكررة والمستمرة للمسجد الأقصى المبارك بمشاركة كبار المتطرفين وبحراسة مشددة من شرطة الاحتلال.
⁠كما واصلت عمليات الاعتقال الهمجية بحق ابناء المدينة المقدسة والاعتداء على كل ما هو عربي فلسطيني فيما واصلت عمليات الهدم بحق منازل ومنشآت المقدسيين، ولم توفر جهدا في خططها الاستيطانية لتهويد المدينة وطمس كل ما هو عربي فيها.

⁠وقد كانت الانتهاكات على النحو التالي:

⁠ الانتهاكات بحق المسجد الأقصى المبارك والبلدة القديمة:

⁠واصلت قوات الاحتلال اعتداءها على قدسية المسجد الأقصى حيث اقتحمت جماعات متطرفة المسجد المبارك والمصليات المسقوفة بشكل شبه يومي وبحماية من شرطة الاحتلال.
⁠دهست مركبة لشرطة الاحتلال فتى مقدسيًا عمره 15 عامًا في حي رأس العمود، بسبب رفعه علم فلسطين على دراجته الهوائية، كما اعتقلت فتاة مقدسية لا يتجاوز عمرها 14 عامًا في حي الشيخ جراح، على خلفية رسم الطفلة علم فلسطين على وجه زميلاتها، خلال فعالية ترفيهية لأطفال الحي.

⁠ اجراءات التهويد في المدينة:
⁠وافقت اللجنة الفرعية للاستيطان التابعة لـ “الإدارة المدنية”، على 31 خطة بناء في المستوطنات المقامة على أراضي محافظة سلفيت، شمال الضفة الغربية وفي القدس المحتلة، وتأتي هذه الخطط في إطار توسيع مستوطنتي “إلكانا” و”ميشور أدوميم”، ويشار الى ان هذه المخططات الاستيطانية هي الأولى على أثر تشكيل الحكومة الإسرائيلية الجديدة.

⁠ جرائم التجريف والهدم:

⁠- هدمت سلطات الاحتلال عددًا من المنشآت التجارية في بلدة حزما شمال شرق القدس المحتلة، بحجة البناء من دون ترخيص.
⁠- أجبرت سلطات الاحتلال مقدسيًا على هدم منزله، في حي بشير داخل بلدة جبل المكبر، وتبلغ مساحة المنزل 150 متراً مربعاً، ويعيش فيه 5 أفراد بينهم 3 أطفال.
⁠- هدمت جرافات الاحتلال غرفة زراعية وجرفت أراضٍ زراعية في بلدة العيسوية.
⁠- سلمت سلطات الاحتلال استدعاءات للتحقيق لعددٍ من أصحاب المنازل في حي البستان، وطالت الاستدعاءات الذين رفضوا أوامر محاكم الاحتلال بهدم بيوتهم قبل عدة أعوام، يذكر ان الاحتلال يستهدف 17 منزلًا في حي البستان لهدمهم حتى نهاية شهر تموز/ يوليو، وتصل أعداد المنازل المهددة بالهدم إلى نحو 98 منزلًا، ما يعني أن مجمل منازل الحي مهددة بالهدم، ويجاور الحي المسجد الأقصى من الجهتين الجنوبية والجنوبية الشرقية، ولا يبعد عنه سوى 300 متر، ويسكن فيه نحو 1550 فلسطيني.
⁠- أجبرت بلدية الاحتلال مقدسيًا على هدم منشأته التجارية في جبل المكبر، بذريعة البناء من دون ترخيص.
⁠- هدمت جرافات بلدية الاحتلال في القدس منزلين قيد الإنشاء في حي المدارس في العيسوية، بذريعة البناء من دون ترخيص، ولم يستطع صاحب المنزلين ترخيص البناء على الرغم من محاولاته المتكررة.
⁠- هدم مقدسي مخزنه في حي وادي حلوة ذاتيًا، تجنبًا للغرامات الكبيرة.
⁠- اقتحمت قوات الاحتلال حي البستان، وهدمت جرافاته محلًا تجاريًا، وقمعت أهالي الحي واعتدت عليهم بشكل وحشي.
⁠- هدمت قوات الاحتلال منزلا في حي سويح في سلوان أصيب خلال ذلك عدد من المواطنين، ولم تمنح صاحب المنزل إلا دقائق معدودة لإخراج الأثاث من داخل المنزل.
⁠- هدمت جرافات الاحتلال، محلاً تجاريًا تعود ملكيته لنضال الرجبي في حي البستان في سلوان.

⁠”نعلم أنه لا يوجد أبدا من يُمسِكُ بالسلطة وفي نيته التخلي عنها طواعيةً “(أ.د. حنا عيسى)
⁠المثقف الانتهازي يلتزم الصمت حتى نهاية المعركة فيعلن انضمامه للأغلبية .إننا لا نشبههم ، إننا نعرف أن لا أحداً يقبض على زمام السلطة وهو ينوي التخلي عنها ، ولا يؤسس أحد ديكتاتورية لتوطيد أركان ثورة ، بل نعلم أن الإنسان يقوم بثورة لتوطيد أركان ديكتاتورية ، إن غرض التعذيب وغرض السلطة هو السلطة ، بل بدأت تفهم ما أقول ؟ ثائر اليوم هو طاغية الغد .. إننا ندرك أنه ما من أحد يمسك بزمام السلطة وهو ينتوي التخلي عنها .. إن السلطة ليست وسيلة بل غاية ،فالمرء لا يقيم حكما استبداديا لحماية الثورة ،وإنما يشعل الثورة لإقامة حكم استبدادي .. إن الهدف من الاضطهاد هو الاضطهاد ، والهدف من التعذيب هو التعذيب وغاية السلطة هي السلطة ، هل بدأت تفهم ما أقول الآن ؟ نحن لا نعرف متى ستنتهي .. ليس هناك حرب بين الاخيار والأشرار .. إنها حرب بين قوى تتصارع للوصول إلى السلطة نفسها ، وعندما تنشب معركة من هذا النوع فإنها تستمر أكثر لأنه في مثل هذه الحالة يكون الله مع الجانبين في آن واحد.

⁠”نريد أن نبني دولة قانون لا دولة أشخاص “

⁠يكون حكم الدولة أفضل إن كان عندها القليل من القوانين ، وهذه القوانين مرعية بصرامة.لذلك
⁠الشعب الحر يمتثل ولا يخدم أحدا , له قادة وليس له أسياد , يمتثل للقوانين ولا يمتثل الّا للقوانين . و لا يمتثل للقادة إلا بقوّة القوانين . وعلى ضوء ذلك ، نظر في وجوههم وسألهم : ماذا تقولون بعد هذا الذي كان ؟ فأجاب الأكبر : لا أمل بغير القانون , وأجاب الأوسط : لا حياة بغير الحب , وأجاب الأصغر : العدل أساس القانون والحب .. فابتسم الأب وقال : لا بد من شيء من الفوضى كي يفيق الغافل من غفلته ..قلنا له يا ولي الأمر : حلمنا الليلة بوطن ليس فيه أحد فوق القانون , ولا واسطة فيه ولا فساد , قال : عليكم بأذكار المساء فهذا من أضغاث الأحلام .. وعليه ، يكون المُجتمع محكم بشكل جيد عندما يُطيع شعبه القضاة ، ويطيع القضاة القانون .. لماذا الماريجوانا ضد القانون ؟ انها تنمو بشكل طبيعي على كوكبنا ، أليست فكرة جعل القانون ضد الطبيعة تبدو غير طبيعية ؟

⁠الدولة هي تجمع سياسي يؤسس كياناً ذا اختصاص سيادي في نطاق إقليمي محدد ويمارس السلطة عبر منظومة من المؤسسات الدائمة. وبالتالي فإن العناصر الأساسية لأي دولة هي الحكومة والشعب والإقليم ، بالإضافة إلى السيادة والاعتراف بهذه الدولة ، بما يكسبها الشخصية القانونية الدولية ، ويمكنها من ممارسة اختصاصات السيادة لاسيما الخارجية منها.

⁠• خصائص الدولة:
⁠ ممارسة السيادة : فالدولة هي صاحبة القوة العليا غير المقيدة في المجتمع ، وهي بهذا تعلو فوق أية تنظيمات أو جماعات أخرى داخل الدولة. وقد دفع ذلك توماس هوبز إلى وصف الدولة بالتنين البحري أو الوحش الضخم.

⁠ الطابع العام لمؤسسات الدولة : وذلك على خلاف المؤسسات الخاصة للمجتمع المدني.فأجهزة الدولة مسئولة عن صياغة القرارات العامة الجمعية وتنفيذها في المجتمع. ولذلك تحصل هذه الأجهزة على تمويلها من المواطنين.

⁠ التعبير عن الشرعية : فعادة (وليس بالضرورة دائما) ما ينظر إلى قرارات الدولة بوصفها ملزمة للمواطنين حيث يفترض أن تعبر هذه القرارات عن المصالح الأكثر أهمية للمجتمع.

⁠ الدولة أداة للهيمنة : حيث تملك الدولة قوة الإرغام لضمان الالتزام بقوانينها ، ومعاقبة المخالفين. ويُبرز ماكس فيبر أن الدولة تحتكر وسائل “العنف الشرعي ” في المجتمع.

⁠ الطابع “الإقليمي ” للدولة : فالدولة تجمع إقليمي مرتبط بإقليم جغرافي ذي حدود معينة تمارس عليه الدولة اختصاصاتها. كما أن هذا التجمع الإقليمي يعامل كوحدة مستقلة في السياسة الدولية.

⁠• اركان الدولة:

⁠ السكان
⁠ الإقليم
⁠ الحكومة
⁠ السيادة
⁠ الاستقلال
⁠ الاعتراف الدولي

⁠• اشكال الدولة:

⁠ الدولة البسيطة (الموحدة): تكون فيها السيادة موحدة لها صاحب واحد هو الدولة و تتركز السلطة في يد حكومة واحدة ، يكون لها دستور واحد و يخضع الأفراد فيها لسلطة واحدة و لقوانين واحدة.

⁠1. من حيث تنظيم السلطة السياسية سلطة واحدة لمختلف أجهزتها.
⁠2. من حيث الجماعة :جماعة واحدة متجانسة تخضع لنظام واحد رغم ما قد يكون من بعض الفوارق.
⁠3. من حيث الإقليم :إقليم واحد تخضع جميع أجزائه لسلطة واحدة أو حكومة واحد.

⁠ الدولة المركبة : تتألف من دولتين فأكثر و تتخذ أشكالا متعددة من حيث قوة أو ضعف الإتحاد فيما بينها و يمكن حصر أهم الدول المركبة فيما يلي:

⁠1. الإتحاد الشخصي : إتحاد عدة دول من حيث رئيس الدولة فقط ، كمملكة هانوفر ، العراق و الأردن 1958.
⁠2. الإتحاد الحقيقي أو الفعلي إتحاد بين دولتين فأكثر بحيث تفنى الشخصية القانونية لكل دولة ، أما الشؤون الداخلية فتستقل بها كل دولة على حدى.
⁠3. الإتحاد الاستقلالي أو التعاهدي أو الكونفدرالي يتم بانضمام دولتين أو أكثر كاملتي السيادة بناء على معاهدة تبرم بينها و تحدد الأهداف المشتركة التي تلتزم بها دول الإتحاد (الدفاع المشترك مثلا)، كجامعة الدول العربية.
⁠4. الإتحاد المركزي أو الفدرالي : عبارة عن دولة مركبة من عدد من الدويلات اتحدت فيما بينها.

⁠• وظائف الدولة

⁠تقوم الدولة بالعديد من الوظائف المختلفة والتي يمكن تصنيفها إلى نوعين هما:الوظائف الأساسية ووظائف الخدمات ومن ابرزها:

⁠الوظائف الاساسية

⁠1. تأسيس جيش لحماية مصالح الدولة والأفراد .
⁠2. حفظ الامن والنظام وتحقيق العدالة.
⁠3. تنظيم القضاء وإنشاء المحاكم.
⁠4. رعاية العلاقات الخارجية مع الدول الأخرى.
⁠5. تمويل مؤسساتها العسكرية والأمنية والمدنية.
⁠6. اصدار العملة.

⁠وظائف الخدمات

⁠o التعليمية والثقافية.
⁠o الرعاية الصحية .
⁠o المواصلات.
⁠o خدمات المياه والكهرباء والصرف الصحي.
⁠o إنشاء موانئ وبناء المطارات.
⁠o الاتصالات السلكية واللا سلكية.

⁠هل نحن في حاجة للعدل أم العدالة ؟

⁠قضيتنا نحن المثقفين هي الحرية والعقل والعدالة .. من دون هذه المفاهيم نفقد دورنا ونتحول إلى شهود زور على زمنا ..لأن ، قيمة الوطن أنك تجد فيه العدالة أكثر من أي مكان أخر. قيمة الوطن أنك تجد فيه الحب أكثر من أي مكان أخر ، وعندما يخلو الوطن من الحماية والعدالة والحب ، يصبح المواطن غريبا .. فالعدالة الغربية تقف دائما إلى جانب الدول الضعيفة بشرط أن يكون لديها ما يكفي من النفط. إذن ، العدالة هي أن آكل رغيفي بهدوء ، أن أذهب إلى السينما بهدوء ، أن أغنى بهدوء ، أن أقبل حبيتي بهدوء وأموت بلا ضجة..وعلى ضوء ما ذكر أعلاه ، فإن أول سقوط الدول هو : التفريط بالعدل.
⁠تعدّ العدالة واحدة من اكثر الموضوعات قدسية وشيوعاً في السلوك الاجتماعي. ويمكن أن تتخذ وجوهاً متضاربة جداً حتى ضمن المجتمع الواحد. فأينما كان هناك اناس يريدون شيئاً ، ومتى ما كانت هناك موارد يراد توزيعها ، فأن العامل الجوهري المحرك لعملية اتخاذ القرار سيكون أحد وجوه العدالة. وللعدالة سيادة على غيرها من المفاهيم المقاربة ، كالحرية والمساواة ، ذلك انها لا تقف عند حد معين.
⁠العدالة : هي مفهوم يعيين عدم الانحياز في محاكمة أي إنسان لأي أمر ، وهي رؤية إنسانیة للمحيط الذي يعيش فیه‌ کل فرد شرط أن ینظم هذه الرؤیة قانون وضعي یشارك فی صياغتها الکل بعيداً عن التحکم. والعدالة عكس الظلم والجور والتطرف. وهي مفهوم أخلاقي يقوم على الحق والأخلاق ، والعقلانية ، والقانون ، والقانون الطبيعي والإنصاف ، هي القوانين الطبيعية التي وجدت مع وجود الكون. والقانون يختلف عن العدالة بان العدالة هي القانون الالهي اما القانون فهو من صنع البشر وقد ينسجم مع العدالة وقد لا ينسجم معها.
⁠والعدل موجود في جميع الدّيانات ومطلوب ومحبّب في جميع المجالات في تربية الأبناء والإنفاق عليهم والتّعامل معهم ، وفرص العمل والحكم بين النّاس والتعليم والحقوق جميعها ، فبالعدل تتطوّر الأمم وكل شخص يأخذ حقّه ويشجّعه ويعينه على المثابرة والطموح حيث أنّ إمكانياتك وعملك هي من يحدّد قيمتك ومكانتك بين النّاس في حال تحقّقت العدالة وفي النّزاعات كل فهو يضبط المجتمع ولا يعتدي أحد على آخر وبين الدّول لا ظلم ولا هضم للحقوق بميزان القوى وإنّما من يحكم علاقاتهم هو أنّ كل طرف يأخذ حقّه.
⁠تعتبر العدالة قاعدة اجتماعية أساسية لاستمرار حياة البشر مع بعضهم البعض ، فالعدالة محور أساسي في الأخلاق وفي الحقوق وفي الفلسفة الاجتماعية وهي قاعدة تنطلق منها بحوث إيجاد المقاييس والمعايير الأخلاقية والقانونية.
⁠والعدالة هي الجوهر الأساسي للفكر السياسي برمته ، حسب رأي أرسطو ، وهي الفضيلة التي تنطوي تحتها ، وتترتب عليها ، جميع الفضائل السياسية الأخرى ، بل إن قيمة العدل تبدو شرطا أساسيا لوجود «الدولة » بتنظيمها القانوني والاجتماعي والسياسي ، فإذا وُجد العدل في مجتمع بشري ما فإننا نكون أمام دولة ، أما إذا غاب العدل فإننا نكون أمام أي شكل اجتماعي ، لكنه ليس الدولة ، ولذا يري أفلاطون أنها السمة الأساسية للنظام السياسي الفاضل.
⁠والعدالة مفهوم يكتنفه الغموض ، إذ يرى البعض انه يظل تجريداً في عالم العقل لا سبيل لتطبيقه في عالم الواقع. وأن ما جرى تطبيقه من العدالة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ما هي الا محاولات يقصد من ورائها الحفاظ على الحقوق التي أقرها القانون الطبيعي والأخلاقي. ويذهب البعض مذهباً متفائلاً بقولهم ان الطبيعة البشرية قد ارتقت عبر التاريخ ، مما خلق لدى الإنسان نوعاً من الرقابة الذاتية التي تلزمه باحترام قاعدة (عامل الآخرين بمثل ما تحب أن يعاملوك به). ومن ثم أصبح يمتلك شعوراً داخلياً بالعدل. ويتبنى آخرون موقفاً نسبياً بقولهم ان العدالة ما هي إلا تجلٍ لنفوذ الأقوياء في أي زمان. فالأفراد الأكثر قوة يصبحون أكثر نجاحاً ، وفي النهاية يقنعون أنفسهم والآخرين بأن وسائلهم في تحقيق الأرباح والمحافظة على مكانتهم ليست مقبولة فحسب ، ولكنها مرغوبة وأخلاقية وعادلة أيضاً.
⁠وتنقسم العدالة من الناحية النظرية إلي نوعين ، الأول هو : العدالة التبادلية ، التي تقوم علي المساواة المطلقة ، بشكلها الرياضي البحت. والثاني هو : العدالة التوزيعية ، التي تقوم علي مبدأ الاستحقاق ، أي أن يحصل كل فرد علي ما يستحقه وفق إمكاناته واستعداداته وظروفه.
⁠تاريخ العدالة:
⁠وجدت العدالة منذ اقدم العصور رموزاً لها في الاساطير والشعر والنحت والعمارة ، بوصفها مطلباً جوهرياً يثير بشكل صارخ او صامت أي إنسان على أساس قوة وجوده ، ويعبّر في الوقت ذاته عن الشكل الذي يتحقق في إطاره ذلك الإنسان. فمن الناحية التأريخية ، يعد إنسان وادي الرافدين أقدم مشرعي إحكام العدالة ، اذ أن الشرائع العراقية القديمة تسبق اقدم ما هو معروف من شرائع وقوانين في سائر الحضارات الأخرى كالفرعونية والإغريقية والرومانية بعشرات القرون. فقد وضع الإنسان العراقي القديم تصوراته لموضوع العدالة والظلم في صميم نظرته للالهة والكون والإنسان. فارتبطت العدالة لديه بالنظام مثلما ارتبطت قيم الخير كلها به،وارتبط الظلم بالفوضى مثلما ارتبطت قيم الشر كلها به. ولأن إنسان وادي الرافدين أدرك علاقة الشمس بنشاطات الحياة المختلفة ، فقد عدها إلها للحق والعدل ، ومزيلاً للغموض ، وكاشفاً للحقائق. فإله العدالة هو إله المعرفة نفسه. فكان العراقيون يحتفلون في العشرين من كل شهر بعيد مكرس لإله العدالة (شمس) الذي انجب ولدين هما (كيتو) و(ميتسارو)، أي العدالة والحق.
⁠أهداف العدالة:
⁠الانصاف والمساواة.
⁠التوازن وعدم التعدي.
⁠حماية المصالح الفردية والعامة.
⁠أشكال العدالة:
⁠العدالة المساواتية
⁠تساوي البشر عن طريق التخلي عن التمييز بين المجموعات البشرية القائم على الجنس أو العرق أو العقيدة أو ما شابه و هنا يصح القول : كل البشر تلد حرة ومتساوية في حقوقها الطبيعية.
⁠العدالة السياسية
⁠حق العمل السياسي الوطني والعالمي.
⁠العدالة القضائية
⁠وضع القوانين المتوازنة ، وتناسب العقوبة مع الجريمة ، والحق في المحاكمة العادلة والعلنية.
⁠عدالة المبادلة
⁠كتهذيب دفع تعويضات الأضرار وتسويتها عمليا ، والابتعاد عن العين بالعين والسن بالسن ، ليتحول الضرر (حسب الإمكانية) إلى قيمة معقولة وممكنة.
⁠العدالة الاجتماعية
⁠التوزيع العادل للثروات وأماكن العمل وفرصه ، وفرص سد الحاجات المعيشية والطبية والغذائية وما شابه.
⁠عدالة الحماية الاجتماعية
⁠كحماية المعاقين والأقليات وتحقيق القدرة على العيش والتعايش.
⁠عدالة الأجيال
⁠التناغم بين جيل اليوم وجيل المستقبل من خلال التوازن بين التعويض التقاعدي والـتأمين التقاعدي، ومن خلال التوازن البيئي والاستفادة من الثروات الباطنية دون النسيان أنها محدودة ، ومحاولة اختراع وتحسين أدوات إنتاج الطاقة المتجددة ليتم توريث أرض تُمكّن الجيل القادم من العيش عليها.
⁠أنواع العدالة ومضامينها:
⁠عدالة الحاجات (العدالة الماركسية)
⁠يتم بموجبها توزيع الموارد بين الأفراد على أساس تلبية اكثر حاجاتهم إلحاحاً ، بصرف النظر عن مدخلاتهم او أدائهم ، ودون الأخذ بمبدأ التكافؤ.
⁠عدالة التكافؤ
⁠تظهر هذه العدالة لدى الأفراد المنتمين الى جماعة معينة ، ممن يدركون أنفسهم بوصفهم وحدة واحدة ، إذ يشترك الجميع في تقاسم المخرجات بالتساوي :(الفرد من أجل الجماعة ، والجماعة من أجل الفرد).
⁠عدالة الأنصاف
⁠تبرز في مواقف الاعتماد المتبادل ، كما في السوق ، حيث يعمل الفرد على تحقيق التكافؤ بين مخرجاته واستثماراته.
⁠عدالة القانون
⁠تعني ان العدالة ليست أكثر أو أقل مما يقرره ممثلو السلطة القانونية للمجتمع. ويمكن توظيف الأسس التي تقوم عليها أشكال العدالة الثلاثة السابقة ، في تطوير القوانين وتقويمها وتعديلها. ولكن ما أن يُسن القانون ، حتى يصبح المحدد الوحيد لاستحقاقات الفرد في موقف معين ، بصرف النظر عن حاجاته واستثماراته ومدخلاته وآرائه.

⁠”لا فائدة من ثورات تنقل الشعوب من الظلم إلى الظلام “

⁠(إن النخبة لا تموت مبكراً ، الشعوب هي التي تموت ..لماذا ؟ لأن ، كل الشعوب تلد أجيالاً جديدة إلا نحن نلد آباءنا .. فالتاريخ ليس ما تصنعه الصدف ولا مكائد الاستعمار ولكن ما تصنعه الشعوب ذاتها في أوطانها ..لذا ، عندما تخشى الشعوب حكامها يولد الطغيان ، وعندما يخشى الحكام الشعوب تولد الحرية ..إننا ندرس التاريخ لكي نستفيد لحاضرنا ومستقبلنا. هذا هو مقصد الشعوب الحية من دراسة التاريخ. ومن السخرية آن نتجادل على أمر مضى عليه ثلاثة عشر قرنا من غير آن ننتفع منه لحاضرنا أو مستقبلنا شيئا ..وعليه ، يرى البعض في هذا العصر أن الدين يدعو الشعوب إلى الخضوع والاستسلام لحكامهم الظالمين. وهذا الرأي ينطبق على الدين المستأجر الذي يستخدمه الطغاة ، أما الدين الذي يأتي به الأنبياء المنذرون فهو دين الثورة ..نعم ، نحن لسنا ضد الدين وإنما ضد من يحاولون استغلاله لقهر الشعوب وتبرير استغلالهم لها ، الاسلام هو اول نظام عالمى وضع بذور تحرير العبيد ، ومع ذلك ظل الرق قائما طوال فترة الحضارة الاسلامية ، لماذا ؟ لان اصحاب المال كانوا دائما فى مركز القرار ، مبادئ الدين شيء ومن يطبقونها شيء أخر).

⁠هل نحن في حاجة للعدل أم العدالة ؟

⁠قضيتنا نحن المثقفين هي الحرية والعقل والعدالة .. من دون هذه المفاهيم نفقد دورنا ونتحول إلى شهود زور على زمنا ..لأن ، قيمة الوطن أنك تجد فيه العدالة أكثر من أي مكان أخر. قيمة الوطن أنك تجد فيه الحب أكثر من أي مكان أخر ، وعندما يخلو الوطن من الحماية والعدالة والحب ، يصبح المواطن غريبا .. فالعدالة الغربية تقف دائما إلى جانب الدول الضعيفة بشرط أن يكون لديها ما يكفي من النفط. إذن ، العدالة هي أن آكل رغيفي بهدوء ، أن أذهب إلى السينما بهدوء ، أن أغنى بهدوء ، أن أقبل حبيتي بهدوء وأموت بلا ضجة..وعلى ضوء ما ذكر أعلاه ، فإن أول سقوط الدول هو : التفريط بالعدل.
⁠تعدّ العدالة واحدة من اكثر الموضوعات قدسية وشيوعاً في السلوك الاجتماعي. ويمكن أن تتخذ وجوهاً متضاربة جداً حتى ضمن المجتمع الواحد. فأينما كان هناك اناس يريدون شيئاً ، ومتى ما كانت هناك موارد يراد توزيعها ، فأن العامل الجوهري المحرك لعملية اتخاذ القرار سيكون أحد وجوه العدالة. وللعدالة سيادة على غيرها من المفاهيم المقاربة ، كالحرية والمساواة ، ذلك انها لا تقف عند حد معين.
⁠العدالة : هي مفهوم يعيين عدم الانحياز في محاكمة أي إنسان لأي أمر ، وهي رؤية إنسانیة للمحيط الذي يعيش فیه‌ کل فرد شرط أن ینظم هذه الرؤیة قانون وضعي یشارك فی صياغتها الکل بعيداً عن التحکم. والعدالة عكس الظلم والجور والتطرف. وهي مفهوم أخلاقي يقوم على الحق والأخلاق ، والعقلانية ، والقانون ، والقانون الطبيعي والإنصاف ، هي القوانين الطبيعية التي وجدت مع وجود الكون. والقانون يختلف عن العدالة بان العدالة هي القانون الالهي اما القانون فهو من صنع البشر وقد ينسجم مع العدالة وقد لا ينسجم معها.
⁠والعدل موجود في جميع الدّيانات ومطلوب ومحبّب في جميع المجالات في تربية الأبناء والإنفاق عليهم والتّعامل معهم ، وفرص العمل والحكم بين النّاس والتعليم والحقوق جميعها ، فبالعدل تتطوّر الأمم وكل شخص يأخذ حقّه ويشجّعه ويعينه على المثابرة والطموح حيث أنّ إمكانياتك وعملك هي من يحدّد قيمتك ومكانتك بين النّاس في حال تحقّقت العدالة وفي النّزاعات كل فهو يضبط المجتمع ولا يعتدي أحد على آخر وبين الدّول لا ظلم ولا هضم للحقوق بميزان القوى وإنّما من يحكم علاقاتهم هو أنّ كل طرف يأخذ حقّه.
⁠تعتبر العدالة قاعدة اجتماعية أساسية لاستمرار حياة البشر مع بعضهم البعض ، فالعدالة محور أساسي في الأخلاق وفي الحقوق وفي الفلسفة الاجتماعية وهي قاعدة تنطلق منها بحوث إيجاد المقاييس والمعايير الأخلاقية والقانونية.
⁠والعدالة هي الجوهر الأساسي للفكر السياسي برمته ، حسب رأي أرسطو ، وهي الفضيلة التي تنطوي تحتها ، وتترتب عليها ، جميع الفضائل السياسية الأخرى ، بل إن قيمة العدل تبدو شرطا أساسيا لوجود «الدولة » بتنظيمها القانوني والاجتماعي والسياسي ، فإذا وُجد العدل في مجتمع بشري ما فإننا نكون أمام دولة ، أما إذا غاب العدل فإننا نكون أمام أي شكل اجتماعي ، لكنه ليس الدولة ، ولذا يري أفلاطون أنها السمة الأساسية للنظام السياسي الفاضل.
⁠والعدالة مفهوم يكتنفه الغموض ، إذ يرى البعض انه يظل تجريداً في عالم العقل لا سبيل لتطبيقه في عالم الواقع. وأن ما جرى تطبيقه من العدالة الاجتماعية والسياسية والاقتصادية ما هي الا محاولات يقصد من ورائها الحفاظ على الحقوق التي أقرها القانون الطبيعي والأخلاقي. ويذهب البعض مذهباً متفائلاً بقولهم ان الطبيعة البشرية قد ارتقت عبر التاريخ ، مما خلق لدى الإنسان نوعاً من الرقابة الذاتية التي تلزمه باحترام قاعدة (عامل الآخرين بمثل ما تحب أن يعاملوك به). ومن ثم أصبح يمتلك شعوراً داخلياً بالعدل. ويتبنى آخرون موقفاً نسبياً بقولهم ان العدالة ما هي إلا تجلٍ لنفوذ الأقوياء في أي زمان. فالأفراد الأكثر قوة يصبحون أكثر نجاحاً ، وفي النهاية يقنعون أنفسهم والآخرين بأن وسائلهم في تحقيق الأرباح والمحافظة على مكانتهم ليست مقبولة فحسب ، ولكنها مرغوبة وأخلاقية وعادلة أيضاً.
⁠وتنقسم العدالة من الناحية النظرية إلي نوعين ، الأول هو : العدالة التبادلية ، التي تقوم علي المساواة المطلقة ، بشكلها الرياضي البحت. والثاني هو : العدالة التوزيعية ، التي تقوم علي مبدأ الاستحقاق ، أي أن يحصل كل فرد علي ما يستحقه وفق إمكاناته واستعداداته وظروفه.
⁠تاريخ العدالة:
⁠وجدت العدالة منذ اقدم العصور رموزاً لها في الاساطير والشعر والنحت والعمارة ، بوصفها مطلباً جوهرياً يثير بشكل صارخ او صامت أي إنسان على أساس قوة وجوده ، ويعبّر في الوقت ذاته عن الشكل الذي يتحقق في إطاره ذلك الإنسان. فمن الناحية التأريخية ، يعد إنسان وادي الرافدين أقدم مشرعي إحكام العدالة ، اذ أن الشرائع العراقية القديمة تسبق اقدم ما هو معروف من شرائع وقوانين في سائر الحضارات الأخرى كالفرعونية والإغريقية والرومانية بعشرات القرون. فقد وضع الإنسان العراقي القديم تصوراته لموضوع العدالة والظلم في صميم نظرته للالهة والكون والإنسان. فارتبطت العدالة لديه بالنظام مثلما ارتبطت قيم الخير كلها به،وارتبط الظلم بالفوضى مثلما ارتبطت قيم الشر كلها به. ولأن إنسان وادي الرافدين أدرك علاقة الشمس بنشاطات الحياة المختلفة ، فقد عدها إلها للحق والعدل ، ومزيلاً للغموض ، وكاشفاً للحقائق. فإله العدالة هو إله المعرفة نفسه. فكان العراقيون يحتفلون في العشرين من كل شهر بعيد مكرس لإله العدالة (شمس) الذي انجب ولدين هما (كيتو) و(ميتسارو)، أي العدالة والحق.
⁠أهداف العدالة:
⁠الانصاف والمساواة.
⁠التوازن وعدم التعدي.
⁠حماية المصالح الفردية والعامة.
⁠أشكال العدالة:
⁠العدالة المساواتية
⁠تساوي البشر عن طريق التخلي عن التمييز بين المجموعات البشرية القائم على الجنس أو العرق أو العقيدة أو ما شابه و هنا يصح القول : كل البشر تلد حرة ومتساوية في حقوقها الطبيعية.
⁠العدالة السياسية
⁠حق العمل السياسي الوطني والعالمي.
⁠العدالة القضائية
⁠وضع القوانين المتوازنة ، وتناسب العقوبة مع الجريمة ، والحق في المحاكمة العادلة والعلنية.
⁠عدالة المبادلة
⁠كتهذيب دفع تعويضات الأضرار وتسويتها عمليا ، والابتعاد عن العين بالعين والسن بالسن ، ليتحول الضرر (حسب الإمكانية) إلى قيمة معقولة وممكنة.
⁠العدالة الاجتماعية
⁠التوزيع العادل للثروات وأماكن العمل وفرصه ، وفرص سد الحاجات المعيشية والطبية والغذائية وما شابه.
⁠عدالة الحماية الاجتماعية
⁠كحماية المعاقين والأقليات وتحقيق القدرة على العيش والتعايش.
⁠عدالة الأجيال
⁠التناغم بين جيل اليوم وجيل المستقبل من خلال التوازن بين التعويض التقاعدي والـتأمين التقاعدي، ومن خلال التوازن البيئي والاستفادة من الثروات الباطنية دون النسيان أنها محدودة ، ومحاولة اختراع وتحسين أدوات إنتاج الطاقة المتجددة ليتم توريث أرض تُمكّن الجيل القادم من العيش عليها.
⁠أنواع العدالة ومضامينها:
⁠عدالة الحاجات (العدالة الماركسية)
⁠يتم بموجبها توزيع الموارد بين الأفراد على أساس تلبية اكثر حاجاتهم إلحاحاً ، بصرف النظر عن مدخلاتهم او أدائهم ، ودون الأخذ بمبدأ التكافؤ.
⁠عدالة التكافؤ
⁠تظهر هذه العدالة لدى الأفراد المنتمين الى جماعة معينة ، ممن يدركون أنفسهم بوصفهم وحدة واحدة ، إذ يشترك الجميع في تقاسم المخرجات بالتساوي :(الفرد من أجل الجماعة ، والجماعة من أجل الفرد).
⁠عدالة الأنصاف
⁠تبرز في مواقف الاعتماد المتبادل ، كما في السوق ، حيث يعمل الفرد على تحقيق التكافؤ بين مخرجاته واستثماراته.
⁠عدالة القانون
⁠تعني ان العدالة ليست أكثر أو أقل مما يقرره ممثلو السلطة القانونية للمجتمع. ويمكن توظيف الأسس التي تقوم عليها أشكال العدالة الثلاثة السابقة ، في تطوير القوانين وتقويمها وتعديلها. ولكن ما أن يُسن القانون ، حتى يصبح المحدد الوحيد لاستحقاقات الفرد في موقف معين ، بصرف النظر عن حاجاته واستثماراته ومدخلاته وآرائه.

⁠”السياسة فن السفالة الأنيقة”

⁠(لست سياسياً ولا أفهم في السياسة أكثر مما يفهم القرد بنظرية (داروين) التي هو محورها وجوهر مناقشتها.. فالثورة التي لا تديرها جماهير واعية تدعو الى تغيير طريقة حياتها واقامة مجتمع تحرري انساني لن تكون أكثر من اعمال عبثية تقود دفتها القنوات الفضائية ويقرر مصيرها رجال السياسة وراء الابواب المغلقة.. لذلك، أنا أحزن عندما يحزن وطني، لكني أكره السياسة رغم أنها تأكل معنا في الإناء نفسه، وتنام في الفراش نفسه، في أحيان كثيرة أشعر بأني بلا وطن على الإطلاق. لأننا ، لو بدأنا معركة بين الماضي والحاضر فسوف نجد أننا خسرنا المستقبل ..لماذا ؟لأن عالم السياسة دائما ما يكون متخلفا عشرات السنوات عن عالم الفكر ..وهذا يذكرنا عندما سئل تشرشل مرة عن رايه بالشعوب فقال جملته التاريخية : اذا مات الانجليز تموت السياسة واذا مات الروس يموت السلام واذا ما الامريكان يموت الغنى واذا مات الطليان يموت الايمان واذا مات الفرنسيين يموت الذوق واذا مات الالمان تموت القوة واذا مات العرب تموت الخيانة ..كل هذا يعني لنا ان السياسي هو المتلاعب بحياة الشعوب، فإذا كان التدجيل في الطّبابة والكهانة يقتل الأفراد ويقضي بالضلالة على المجموع، فتدجيل السياسة صواعق تنقضّ على الأمم فتهدمها من أساسها. يبقى السؤال: هل وصلنا لمرحلة لا مبالاة سياسية، أم أن السياسة العربية أصلاً لا مبالية؟).

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية

حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية بقلم  :  سري  القدوة الخميس 28 آذار / مارس …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *