عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر
رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين
عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين
الرئيسية / الآراء والمقالات / د جمال أبو نحل يكتب : سنوات التِيه، والضياع العربي

د جمال أبو نحل يكتب : سنوات التِيه، والضياع العربي

عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين
عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر
رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين

سنوات التِيه، والضياع العربي

الأديب الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو  نحل

جاء على العرب، والمسلمين زمان كانوا فيه خير الأمم، وأعظمها، وأعزها وأجلها، وأكرمها، وأصفاها، وأنقاها، وذلك بعد بعثة سيدنا محمد صل الله عليه وسلم برسالة الإسلام الخالدة، والتي جاء بها الصادق المصدوق رحمة للعالمين لتحقيق الإيمان، والعدل، وإقامة الدين الوسطي الحق في ربوع كل المعمورة؛ فأصبحوا من رعاة للغنم، لسادة الأمم؛ وأما اليوم يا للحسرة والألم، لأننا عُدنا نعيش اليوم في ذيل الأمم، كالفترة كالتي كان فيها العرب في أيام الجاهلية الأولي، وانحدرنا من القمة إلي القاع، ومن خير الأمم، وأكرمها إلي ذيل القافلة البشرية، بل أكثر من ذلك!؛ فأصبحت البلاد العربية والإسلامية مستباحة!، ونقتل بعضنا بعضاً عيانًا، والصراع في ساحة وأراضي الدول العربية، والإسلامية، وأصبحنا كالُّكرة بين فريقين، كل فريق يركُلها بقدمه؛ الفريق الأول بقيادة الولايات المتحدة الأمريكية، ومعهُ كيان عصابة الاحتلال الإسرائيلي، ومن لف لفيفهم وكان تبعاً لهم، مطبعًا معهم، وينفذ أوامرهم!؛ والفريق الثاني التنين الصيني، والدُب الروسي، ومن لف لفيفهم، وسار تبعاً لهواهم، ولأوامرهم من العرب، والمسلمين، فسوريا والعراق واليمن وأخواتها مستباحة منهم ومن وإيران!؛ ويأتي كل ذلك لأن بعض القادة بعيدين عن الشعوب، ومسلوبين الإرادة، والقرار وكالأصنام التي تحجرت في مكانها!!؛ وأحياء مدينة القدس تتعرض للتهويد والسكان للطرد والتشريد من بيوتهم، ونري في المقابل ردة الفعل العربية والإسلامية الرسمية، وحتي الشعبية باهتة ولا ترقي لحجم الجرائم المرتكبة بحق المقدسيين والمسجد الأقصى المبارك أقدس بقاع الأرض بعد مكة المكرمة والمدينة المنورة !!!. فلقد كانت هناك مقدّمات لإعلان هذا القرار من الربيع العربي الدموي وظهور جماعات تكفيرية تقتل باسم الدين!!، ثم يستمر المسلسل وتستمر المؤامرة لتستكمل خيوطها في تهويد القدس وصولاً لمحاولة هدم المسجد الأقصى المبارك، والعرب والمسلمين يعيشون حالة ضعف ووهن؛ فلقد أسنُد الأمر ووسد الأمر لغير أهله، وضيعت الأمانة واستبيحت الكرامة العربية من خلال استباحة القدس يومياً من عصابة المستوطنين، وحينما استبيحت المقدسات فلم نجد “”ُمعصتماه””، وصار الحليم في هذا الزمان حيران، ولقد أخبر الحبيب النبي صل الله عليه وسلم عن هذه الأيام العصيبة التي نعيشها حينما قال عليه أفضل الصلاة والسلام: «ما جاء زمان إلا والذي قبله خير منه» وعن النبي صلى الله عليه وسلم أنهُ قال: «سيأتي على الناس سنوات خداعات يصدق فيها الكاذب، ويكذب فيها الصادق، ويخون فيها الأمين، ويؤتمن فيها الخائن، وينطق فيها الرويبضة» قالوا: “من الرويبضه يا رسول الله؟” قال: “التافه يتكلم في أمر العامة”، صدقت يا حبيبي يا رسول الله، وكأنك تعيش بيننا في زماننا هذا وترى ما نعيشه من كذب ونفاق ووهن وضعف عربي، وإسلامي وتنافس علي التطبيع وعلى الدنيا ونسيان الأخرة وعدم الاهتمام بالمقدسات التي تضيع من بين أيدينا ونحن كالأصم، والأبكم، والأعمى !!؛ وناهيك عن تولي أمور الناس الكثير من التافهين ويتكلمون في أمور العامة وفي أمور الدين، والخداع نوع من التدليس على الناس، وهى مهنة قديمة للسحرة والدجالين الذين يلبسون الحق ثوب الباطل والباطل ثوب الحق طمعًا في دنيا زائلة ومنصب بغيض؛ وبرغم خطورة ما يجري من عمليات تهويد لمدينة للقدس الشريف.
لذلك يجب أن نفيق قبل فوات الأوان؛ لأنهُ إن لم ندافع عن مقدساتنا فلن تكون لنا كرامة ولا عزة ولا سؤددُ ولا نصر، ولا تمكين في الأرض!، إلا إن ترجمنا أقوالنا إلي أفعال، وانتفضنا جميعاً حكاماً ومحكومين عرباً ومسلمين لنصرة القدس الشريف التي تحن الجنة شوقاً لها، وهي ثاني مسجد وضع في الأرض، فإن لم نوحد صفوفنا جميعاً ونكون علي قلب رجلِ واحد، ونتحرك قبل فوات الأوان سوف يتنمر علينا كل الأعداء، وسنبقي في ذيل الأمم.

الباحث والكاتب  المحاضر الجامعي، المفكر العربي والمحلل السياسي
عضو نقابة اتحاد كُتاب وأدباء مصر رئيس المركز القومي لعلماء فلسـطين
رئيس الهيئة الفلسطينية للاجئين سابقًا المفكر العربي، الإسلامي والأستاذ الجامعي
عضو الاتحاد الدولي للصحافة الإلكترونية ـ dr.jamalnahel@gmail.com

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عمر حلمي الغول

عمر حلمي الغول يكتب : نواقص القرار الاممي

نبض الحياة نواقص القرار الاممي عمر حلمي الغول بين مد وجزر على مدار 171 يوما …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *