الرئيسية / الآراء والمقالات / د. عبدالرحيم جاموس يكتب : آن الأوان الولوج الى آفاق الوحدة الوطنية الرحبة. ومغادرة الخنادق الحزبية .!

د. عبدالرحيم جاموس يكتب : آن الأوان الولوج الى آفاق الوحدة الوطنية الرحبة. ومغادرة الخنادق الحزبية .!

 عبد الرحيم جاموس عضو المجلس الوطني الفلسطيني رئيس اللجنة الشعبية في الرياض
عبد الرحيم جاموس
عضو المجلس الوطني الفلسطيني
رئيس اللجنة الشعبية في الرياض

آن الأوان الولوج الى آفاق الوحدة الوطنية الرحبة. ومغادرة الخنادق الحزبية .!

بقلم د. عبدالرحيم جاموس

لقد ضاقت جماهير شعبنا العربي الفلسطيني ذرعا بكل ما يلحق بها من اذى متواصل و متعمد من الإحتلال واعوانه وحلفائه في القدس وغزة وفي مختلف مدن الضفة ، وكذلك في اللد والرملة وحيفا وعكا والنقب مناطق الإحتلال الأولى ، لابد من كسر سياسات الإحتلال في كافة المناطق وأخذ زمام المبادرة من قبل الجماهير الفلسطينية ، لفرض الوقائع التي تجسد وجودها كصاحبة الحق الأصيل في العيش بكرامة في وطنها وعدم الإنتظار أكثر ، هذا احتلال عنصري احلالي يستهدف ابتلاع الأرض وتجريد اصحابها الشرعيين حقهم في العيش الكريم عليها تمهيدا لإقتلاعهم وتهجيرهم منها بطرق واساليب ووسائل شتى .
ثلاثة و سبعون عاما من الإحتلال العنصري الإحلالي الصهيوني ، والمعاناة واللجوء والتشرد ، والقتل والدمار والحصار ، والمصادرة والضم ، وتزوير الواقع كافية .
لقد شارفت مهلة التفكير والإنتظار التي تمنحها الشعوب لأعدائها ولأصدقائها ولقادتها على الانتهاء ، إن هبة الشعوب لا يستطيع أحد التحكم بها عندما تنطلق فإنها تجرف في طريقها كل الحواجز والعوازل ، إنها الطوفان الذي يجتاح كل من يقف في طريقه ، لقد حان وقت اتخاذ القرارات الحاسمة،
لقد حان وقت الخروج لكافة القوى والفصائل الفلسطينية من خنادق الحزبية الضيقة ، والايديولوجيات السقيمة سواء كانت وضعية او دينية والشعارات الجوفاء التي يزاود بها البعض على الآخر ، التي تؤخر ولاتقدم ، وتؤجج مشاعر الكراهية وتنشر التشكيك والتخوين وتعمم الإحباط وتفتك بالذات ، دون ان تلحق اي ضرر بالاعداء بل تقدم لهم الخدمة المباشرة بالمجان ، و آن الاوان لوضع حد فاصل لحالة الإستقطاب ، واستثمار المحاور الإقليمة والدولية بغض النظر عن شعاراتها البراقة والزائفة ، التي تؤجر القضية الفلسطينية هنا وهناك لصالح هذة الدولة اوتلك…
لقد بات الحسم الفلسطيني ضروريا…على المستويات كافة…لأجل الخروج من كتلة الأزمات الخانقة التي يعاني منها الشعب الفلسطيني في في الوطن وفي الشتات ، ازمة الإنقلاب ونواتجه من الإنقسام ، وازمة النظام والأخلاق ، و ازمة وحدة القرار والنظام والمشروع ، الى آفاق الوحدة الوطنية الرَحبة ، التي تتسع الى جميع القوى الحية والمناضلة ، دون استثناء صغيرها وكبيرها وتوحيد كل الطاقات في معركة المصير الوطني، غير القابلة للتجزئة او القسمة ، لقد تجاوز الشعب الفلسطيني كافة فصائلة في توحده حول اهدافه في الحرية والمساواة وحماية وجوده وحماية مقدساته في القدس وغيرها في هبته الأخيرة ، مؤكدا على وحدته ووحدة قراره ، وعلى انتزاع استقلاله، ورفض استلابه لحقوقه المشروعة ، بصورة تجاوزت مواقف قياداته وفصائله واحزابه وقوائمه المختلفة ، وهنا يتقدم الشعب المعلم المتفوق دائما على فصائله وقياداته ، ليقدم الدرس البليغ لها ، وليدفعها لتجاوز اجنداتها الخزبية الخاصه.. وحساباتها الضيقة القاصرة عن استيعاب تطلعات واهداف شعبها .
حان الوقت للمراجعة الشاملة لكل عناصر المرحلة ، للإرتقاء بعقلنا السياسي والثقافي الفردي والجمعي، الى مستوى التحديات الجسام التي تتهدد وجود ومستقبل شعبنا الفلسطيني ومستقبل وقضيته…
إن حجم التحديات بات يتعاظم يوما بعد يوم ، ولاسبيل لشعبنا وقواه الحية المختلفة بعد الإتكال على الله سوى الحفاظ على وحدته ، وحدة قواه المختلفة ، والتمسك بها لإنقاذ حاضره ومستقبله ، مما يتهدده من مخاطر وتحديات ومؤامرات ، لن تكون آخرها محاولات فرض تنفيذ خطط الضم والتوسع والتطهير العرقي في القدس وفي بقية المدن والقرى وخاصة في مناطق الإحتلال لعام ثمانية واربعين ، وفرض نظام فصل عنصري ، وجعل المدن والتجمعات الفلسطينية معازل بشرية ، وسجون جماعية تفتقد القدرة على الديمومة والتوسع ، خطوة على طريق الدفع بفائضها البشري الى البحث عن مهاجر ومنافي جديدة .
آن الأوان ان تسقط كافة الذرائع التي لازال البعض يتذرع و يتغطى بها لتبرير تشبثه بمواقفه الإنقلابية والإنفصالية ، والتبعية لمحاور الإستقطاب ورهن القرار الوطني لحسابها ،
والتمترس في خنادق الشعوبية والحزبية والمحاور الإقليمة، التي لم يجني شعبنا من ثمارها إلا مزيدا من القهر والدمار والحصار والمعاناة ، وما تعرضت وتتعرض اليه القدس والضفة وقطاع غزة الآن الى نتيجة لذلك .
إن العدو المتربص بالجميع هو المستفيد من هذة الحالة المزرية والبائسة ، و يعمل ليلا و نهارا على ادامتها واستمراريتها ، لما فيها من فوائد وعوائد تعود عليه مباشرة ، وتسهل عليه تنفيذ خططه التصفوية التي اصبحت مكشوفة ومعلنة للجميع ، سواء كان في عهد حكومة الإحتلال السابقة (نتن ياهو ) ، أم في عهد الحكومة الجديدة بقيادة نفتالي بينت ، التي كشرت هي الأخرى عن انيابها من يومها الأول سواء في القدس او في الضفة اوفي غزة مؤكدة على تمسكها بالنهج العنصر ي التوسعي الإستئصالي .
كفى اربعة عشر عاما عجافا من نتائج الإنقلاب والإنقسام والدمار والدماء والجوع والحصار والتوسع وانتشار الإستيطان ، والحواجز وتقطيع الاوصال والإعتقال والقتل والإعدامات على الحواجز والطرقات للأبرياء .
كل هذا لا يحرك كافة الفصائل والقيادات الى نبذ الخلافات والقفز الى الخروج من هذا المستنقع ومغادرة الخنادق الحزبية ، والعمل جديا الى انجاز الوحدة الوطنية و وضع حد لنهاية حالة التوهان والضياع ، وتثمير نضالات شعبنا لصالحه وصالح قضيته ، إن التأخير في حسم هذة الحالة الإستثنائية والشاذة لا يخدم احد سوى العدو المتربص بالجميع ولن يجني منها احد سوى الخيبة وفقدان الأمل .
وللحديث بقية.
د. عبدالرحيم جاموس

عضو المجلس الوطني
22//6/2021 م

Pcommety @hot mail. Com

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عبد الرحيم جاموس
عضو المجلس الوطني الفلسطيني
رئيس اللجنة الشعبية في الرياض

د عبد الرحيم جاموس يكتب : لا يرحلون ..!

لا يرحلون ..! بقلم د. عبدالرحيم جاموس  الشعراءُ يذهبونُ او يرحلون.. كما يرحلُ الثوارُ دون …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *