الرئيسية / الفلسطينيون في المهجر / سليم النجار يكتب : السيرة الشعبية الفلسطينية في الكويت

سليم النجار يكتب : السيرة الشعبية الفلسطينية في الكويت

المراة الفلسطينية

السيرة الشعبية الفلسطينية في الكويت
الحلقة الخامسة عشر

بقلم سليم النجار
اليوم الحزين
ولدتُ قبل إبليس بيوم ؛ وكنت اقرأ حبة عنبٍ قبل النوم ، وفي الغد ، عاد اليوم الحزين ينبُشُ الأرض ويحثوُ التراب بحثًا عن رأس صديقي سعد حرب ٠٠٠ ” دنجوان ” حارة سوق الصباح ٠
لمعتْ في عيْنيه ابتسامة – قرّب العَناقَ منه ، مرّر يده على رأسها وعانقها بحنان وقال : ” تخيّلي يا ميمي أنني اقرأ ، بل ألتهم الكتُب بنهم غريب ، مثلك تماما عندما تقضمين شباب الحارة ” ٠
تقطع ميمي الدرج إلى سطح عمارتها ، تنتظر بطلها الجديد ، لميمي كل يوم بطل ، والسطح ساحة المعركة ، وبعد الإنتهاء من عراك الأجساد ، تقوم ميمي بواجبها الوطني وتهدي البطل ما ستر شرفها مجازا وتكتب عليه تاريخ الواقعة ، وتخفي عن عمد وقت وقوع المعركة ، حفاظاً على طهارة الذكورة ٠٠٠ ومن نافلة القول انها تدمغ توقيعها الرفيع على ما ستر شرفها ، قصة حاضرة يومياً في حارة سوق الصباح ، والشباب كلٍ ينتظر دوره لنيل هذا الشرف العظيم ، وللإمانة التاريخية ليس الكل ينتظر ، بل الاغلبية لأن التعميم جهل ٠
في ما مضى ، كنا أنا وصديقي سعد كلما سمحت لنا الظروف المالية نرتاد مكتبة سوق الصباح ، صباح كل يوم جمعة ، المكتبة عصرية ، أنيقة – يعتقد صاحبها أن العامة من أهالي الحارة يفسدون روح المكتبة ورونقها لذلك لذلك اسعار المجلات في ارتفاع مستمر ، خاصة مجلة الطليعة الأسبوعية الكويتية ، الصادرة عن حركة القوميين العرب اصحابها كويتيون يساريون ، تحولوا الى هذا النهج بعد ان لبوا نداء الواجب ، من قبل حكيم الثورة الفلسطينية جورج حبش ، الذي اعلن تبنيه الماركسية بين ليلةٍ وضحاها ، اصحابىالطليعة يكرهون الترف ، ويعشقون الفقر على بياض مجلتهم التي تتحول إلى مواعظ بمديد احبارهم الزرقاء ، وحتى ننصف القوم يبغضون الإمبريالية الإمريكية بصمتٍ ٠
نعق صاحب المكتبة ، صوته اجش ، متسائلا وغاضباً ، وهل نحتاج إلى أسباب كيْ نُقيم الحدَّ ونطبق الشريعة ٠٠٠ على هؤلاء الفاسدون ٠٠٠ يقولون عنهم ثوّار ، يمرحون ويلعبون مع النساء في لبنان ٠٠٠ وفي المناسبات ينفذون عمليات عسكرية ضد إسرائيل لذر الرماد في العيون ٠٠٠ تمتمت قليلاً ٠٠٠ غضب صاحب الصوت الأجش ٠٠٠ وعلى شفتيه تجمد حرفُ الشين ٠٠٠ سكت وحلّقت حمامةٌ بيضاء عاليا في سماء سوق الصباح ٠٠٠ استثمرت لحظة التحليق ، وقلت له : مجلة المجتمعةخربت عقلك ٠٠٠ انتفض وكأن قولي دعوة للكفر أو دعيته له ، وارعد وازبد هؤلاء شيوخ يخافون الله ” مش ” مثل جماعتك لا يفقهون إلا ثقافة غُرف النوم ٠٠ هذه النغمة كان يرددها لكل زبائنه وليس لنا وحدنا ٠٠٠ لئيم من اهالي الحارة ويدعا ابوقصي ، كان يرد عليه ويقول ان سبب غضبه على الجماعة ، زوحته تحمل رتبة عقيد وهناك خلاف سياسي بينها وبين الأنوثة ٠٠٠
توضيح
مجلة المجتمع تصدر عن جماعة من الكويتيين المسلمين ٠٠٠ وقرأت في احد اعدادهم نقدًا لاذعاً لإحتفالات الثورة الفلسطينية السنوية التي تُقام في بيروت ، والعرض العسكري الذي يظهر على شاشة التلفاز ؛ ويتم قطع المشهد بسرعة خوفاً من العدوى ان تنتقل لشباب الحارة ويصدقون ان هناك ثورة ، وما اثار غضب الشيوخ مظهر المقاتلات غير الشرعي لا حجاب ولا يحزنون ، وملابسهم تفضح مفاتينهم ، وبنطال الكاكي يلتهم اجسادهم ٠٠ احد العقلاء في الحارة وكنيته ابوظريف ، يستغرب ما العلاقة بين المفاتن والكلاشنكوف ، تحضنه الواحدة فيهم كأنه طفلها ٠٠٠ ما العلاقة بين الاثنين ؟!
ويسترسل ابوظريف والله جماعة المجتمع معهم حق ، اصلاً الكلاشنكوف صناعة روسية ؛ ملحدون لا يعنرفون بالإله ونريد تحرير فلسطين بهذا السلاح !

إشارة
فتح صاحب الصوت الأجش مجلة الشهيد الصادرة عن الجمهورية الإسلامية الإيرانية ، التي انتشرت اهالي حارة سوق الصباح بشكل جنوني ، واصبح الكل حريص على اقتنائها ، وينتظر موعد صدورها ، كانهم ينتظرون حق العودة لفلسطين ٠٠٠
قائلا : حتى مجلة الشهيد تُؤيد فيما ذهبت له مجلة المجتع ، في كشف فضائح جماعتكم ، وشَرَعَ في القراءة بشيء من التعثّر والتأتأة ٠٠٠ صاحب الصوت الأجش عصَامي كوّن نفسه ذاتيّا بالمطالعة دون تأطير أو تشذيب ؛ هكذا يُعرف على نفسه ، عندما يقرأ يندفع كالشلال بكلّ تلقائية ٠٠٠ بطل هُمام في تشريح الجماعة في لبنان ، وبسرعة البرق تحول إلى حمل وديع عندما دخل ابومطلق الموظف في بلدية الفحاحيل بطلب جريدة الرأي العام اليومية ؛ واقسم صاحب الصوت الأجش ان لايقبل ثمن الجريدة فمبلغ “١٠٠ ” فلس ، مبلغ تافه ٠٠٠ خاطبته كنعجة بعد أن خفّفت من الغنج ٠٠٠ : لماذا ٠٠٠
بَرَقَتْ عَيناها كساحر قائلاً : انت لا تفهم ااصول العلاقات العامة ٠٠٠
اغلق الكتاب وواصل حديثه ، دخل علينا الأستاذ حامد مُدرس مادة الكمياء في ثانوية الفحاحيل ، ولم يلقي السلام علينا كوننا طلاّبه وطلب جريدة الأهرام ، اسرع صاحب الصوت الأجش من خلف مكتبه ؛ وذهب لتناول الأهرام ، وما ان استلمها الأستاذ حامد حنى اعطاه ربع دينار ثمن الجريدة ، لم يترك لي مجال السؤال أو ارتكاب حماقة الإستفسار ٠٠٠ هذا مصرّي ، ويدّرس خصوصي ويتقاصى على كل ساعة ” ٤” دنانير والدينار الكويتي يصبح في القاهرة ” ١١ ” جنية لماذا لا اخذ الثمن يا فيهم زمانك وعصرك ٠٠٠
صاحب الصوت الأجس ٠٠٠ رجل متعال ، لكنه يرحب بنا ٠٠٠ كل يوم جمعة لنبتاع منه جريدة الطليعة ، والمجتمع ، والشهيد ٠
ألم أقول أنه يوم حزين

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

محمد عياش

الدكتور محمد عياش والتضامن مع قطاع غزة

دعا الدكتور محمد عياش في رومانيا اكبر تجمع لابناء الجالية الفلسطينية وعلى شرف الاحبة ابناء …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *