الرئيسية / الآراء والمقالات / د جمال عبد الناصر أبو نحل يكتب : قَدَ يَضيقُ صدرُك

د جمال عبد الناصر أبو نحل يكتب : قَدَ يَضيقُ صدرُك

 عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين
عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر
رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين

قدَ يَضيقُ صدرُك

الأديب الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل
“لَّا يَسْأَمُ الْإِنسَانُ مِن دُعَاءِ الْخَيْرِ، وَإِن مَّسَّهُ الشَّرُّ فَيَئُوسٌ قَنُوطٌ”؛ أيها الأحباب كثيرًا ما ينشرح صدر الإنسان مع سماعهِ الأخبار السعَيدة، وحصول أمر لهُ فيهِ خير لهُ، ولمن يُحِبَ، أو إن تحقق لهُ ما يصبوُ إليهِ فيشعر بِقمة النشوة، والانتعاش، والسعادة، مع كل إنجازٍ مُعَاشَ، في كل يومٍ يمُر عليهِ من غيرِ ضُرٍ مَسَهُ، أو اِنِّتكَاس، أو بأس؛ لا يذوق فيه مُر الَكأَس، والانتكاس!؛ ويأتي على الانسان، أوقات فيها الرضا، والنور، والغبطَّةُ، والسرور، وانشراح في الصدور؛ وكذلك يَمُر على ابن أدم الضُر، والضيق في الصدر، فيشعر كَّأنهُ القبر!؛ وأكثر من يضيق صدرهم في زماننا هذا هُم أكثر الناس طِّيبةً، وعفةً، وطُهرًا، وأدباً، وفِكرًا، وثقافةً، وعلمًا، والمسَاكين، والسَالِكيِنَ، وكذلك الشرفاء البُسَطَاء الأتقياء الأنقياء، وكذلك العَالمون المتُعلمون العامِلون، المُعَّلِّمُونَ، وأغلب ضيق صدرهم يكُون فيما يكُون في هذا الكون مِن مُجُون، وجُنُون، وسُجُّون، وبما يَفعلهُ الظالمون؛ وكذلك يضيق صدرهم لأنهُم يعَلمون، ويفهمون، ويشاهدون، ويبصرون في بصيرتهم من خلف السِتَار ما لا يبصره كثير من بني أدم، وكذلك لأنهُ يتم إما إقصائهم، أو تجاهلهم، وفي ذلك كأنهُ قَتَلاً لَهُم!؛ فنحن نعيش في زمان الفتن، والرويبضة؛ حيثُ يُقَّتل الأذكياء، ويُقتل الأبرياء، ويُقتَل الشرفاء، ويقتل الأتقياء، ويقتل الذين يعرفُون كل شيء، وقَتلهم ليس بالمعني المراد من القتل بِالسلاح من خلال إطلاق الرصاص عليهم الخ..!؛ وإنما قتلهم يكون في إبعادهم عن مكان صنع القرار، وتجاهُلِهِم في أوطانِهم، وعدم وضع الرجل المناسب منهم في المكان المناسب لهُ، وإنما يكون العكس!؛ وتضيق صدورهم بما يقُولونهُ بعض المرجفون، والفاسدوُن!؛ وحال أكثرهم اليوم :” ضاقت علينا الدُنيا كأنها تابوت،، لكن من يأبى الرجاء يموت،، يا صاحبي إن رحت عنك مودعاً بعد الرحيل،، فهل أينفع الياقوت؟!؛ ورغم ما يحدث من ضيق للصدر فلقد أوجدت الشريعة السمحاء لكل داءٍ دواء فيه الشفاء، فينشرح صدر المُسلم بالإسلام، والإيمان، والصبر، والصلاة، ويضيق الصدرُ بالظُلم، والظلال، وينشرح الصدرُ بالذكِر مع الشكُر، وبِالحمد، والرضا، وبالصلاة، والسلام على سيدنا ونبينا محمد صل الله عليه، وعلى ال بيته وصحابته، وسلم، قال تعالى: “فَمَن يُرِدِ اللَّهُ أَن يَهْدِيَهُ يَشْرَحْ صَدْرَهُ لِلْإِسْلَامِ ۖ وَمَن يُرِدْ أَن يُضِلَّهُ يَجْعَلْ صَدْرَهُ ضَيِّقًا حَرَجًا كَأَنَّمَا يَصَّعَّدُ فِي السَّمَاءِ ۚ كَذَلِكَ يَجْعَلُ اللَّهُ الرِّجْسَ عَلَى الَّذِينَ لَا يُؤْمِنُونَ””؛ وقال تعالى: ” وَلا تَهِنُوا وَلا تَحْزَنُوا وَأَنْتُمُ الأَعْلَوْنَ إِنْ كُنْتُمْ مُؤْمِنِينَ “؛ ويقول تعالى: “وَلَنَبْلُوَنَّكُمْ بِشَيْءٍ مِنَ الْخَوْفِ وَالْجُوعِ وَنَقْصٍ مِنَ الأَمْوَالِ وَالأَنْفُسِ وَالثَّمَرَاتِ، وَبَشِّرِ الصَّابِرِينَ الَّذِينَ إِذَا أَصَابَتْهُم مُّصِيبَةٌ قَالُواْ إِنَّا لِلّهِ وَإِنَّا إِلَيْهِ رَاجِعونَ”؛ ومع مزج المرارة والألم مع حلاوة الإيمان، والتفكر، والتذكُر بأن الدنيا فانية، وعاريةٌ مُسترجعة وأننا عنها راحلون وتوكيل الأمر كله لله، تطيب النفس، وينشرح الصدر، فلا تعبأ بكم الهُموم، يروح الشَّر مثل الخير عنا، فلا هذا ولا هذا يدُوم.
الباحث والكاتب المحاضر الجامعي، المفكر العربي والمحلل السياسي
الأديب الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحلعضو نقابة اتحاد كُتاب وأدباء مصر رئيس المركز القومي لعلماء فلسـطين
رئيس الهيئة الفلسطينية للاجئين سابقًا المفكر العربي، الإسلامي والأستاذ الجامعي
عضو الاتحاد الدولي للصحافة الإلكترونية ـ dr.jamalnahel@gmail.com

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : الموقف الأميركي المخادع ودعم الاحتلال العسكري

الموقف الأميركي المخادع ودعم الاحتلال العسكري بقلم  :  سري  القدوة الثلاثاء 23 نيسان / أبريل …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *