الرئيسية / الآراء والمقالات / د. محمد صالح الشنطي يكتب : الحرب الإعلامية :هاوس كلب و ماذا بعد؟

د. محمد صالح الشنطي يكتب : الحرب الإعلامية :هاوس كلب و ماذا بعد؟

محمد صالح الشنطي

الحرب الإعلامية :هاوس كلب و ماذا بعد؟
بقلم د. محمد صالح الشنطي

الألة الإعلامية المدجّجة باستراتيجية سياسية تم التخطيط لها بمراكز بحثية تابعة لشبكات استخباراتية عالمية تقف من ورائها الصهيونية العالمية و رجالها و المنتفعين منها في المنطقة من طبقة من الساسة  ، و ممن يوصفون بالمفكرين والإعلاميين وأدعياء الثقافة والأدب وشعراء المناسبات والموسومين بالنقابيين و الطموحين للشهرة و الظهور في الفضائيات و واليوتيوبات وصنّاع الفبركة و الهكرز واللصوص الإلكترونيين  و عشّاق الزعامة و (الشو) و باعة الضمائر تحت الطلب و البنادق المعروضة للإيجار ، تعمل بكامل طاقتها مشغولة بالنّصر المؤزّر الذي أحرزته حماس في الحرب الأخيرة (وليس قوى المقاومة كلها ، ولا تذكر في خطب القادة إلّا بوصفها هوامش على متن كتائب عز الدين القسّام)  و تستثنى من إحصاء الشهداء و الجرحى ، و الكل  يعزف على أوتار الكتائب و يتغنّى بإنجازاتها ، وهي تشتغل على فورة الابتهاج بوقف إطلاق النار وتحوّله من فرح عارم ب(تجنّب) الأسوأ إلى احتفال بالظفر وخراب تل أبيب وعسقلان والمدن الأخرى والرشقات المدمّرة  بفعل الصواريخ الأربعة آلاف التي أقضّت مضاجع المحتلين  مستشهدين بأبواق الصهيونية  التي تكرّس أوهاما لا وجود لها حقيقة ، فنشط المتحدثون و تصاعدت موجات الخطب و علت أصوات الخطباء و المتحدثين ؛ ولسنا نحسدهم على تفوّقهم الأكيد في بلاغة الخطاب ، ولا نكنّ لهم البغضاء ، ولكن نشفق عليهم من أنفسهم و المصير المجهول المعلوم الذي يقودون الوطن الفلسطيني المغدور إليه ، نحن لسنا ضد حماس و لا من السذاجة  بحيث نعمل على  إنكار الدور الكبير الذي كان يمكن أن ينهضوا به في خدمة وطنهم ، فهم شريحة من الشعب الفلسطيني ، و جلّهم من جمهور الأنقياء الشرفاء ، ولكن ننكر على الطبقة السياسية التي تقودهم ارتهان ارادتها للاعبين خبثاء في الإقليم يوظّفون طاقاتهم التي يسهمون في صنعها ، فمن إيران إلى تركيا إلى الحوثيين و بعض الدول الأخرى المعروفة الذين روّج البعض لهم حين أشهروا تهديداتهم الكلامية المعتادة أيام العدوان و لم يفعلوا شيئا طيلة الحروب الأربع الماضية ؛ بل كانوا يسجلون العنتريات التي ما قتلت ذبابة (كما قال نزار قبّاني) .
لقد ملأوا الدنيا ضجيجا بالحديث عن الانتصار ، وحين تساءلنا عن ثماره قالولنا :
–    حركّت الحرب القضيّة وكانت نائمة ، قلنا لهم معركة الشيخ جراح في القدس والمقاومة الشعبية هي التي قدّمت الشهداء واستقطبت أنظار العالم وهي التي نبّهت العالم  وكشفت الوجه القبيح العنصري  للكيان الصهيوني  ، فاختطفتها حماس بحرب مفتعلة لتكسب شعبية تقلب الموازين لصالحها في غمرة الحماس الجماهيري لتحل محل الحركة الوطنية .
–    قالوا أوقفت قطار التطبيع قلنا لهم إن التطبيع سياسة ممنهجة لها مسارها المختلف ؛ بل رأينا من يستغل الحرب لصالحها ويوغل في ذلك .
–    قالوا كانت خدمة لقضية القدس والأقصى قلنا لهم ازداد اليهود عدوانية وحاصروا الشيخ جراح وأوغل المستوطنون في اقتحام الأقصى بعد الحرب ولم يتوقفوا او يتراجعوا عن خططهم  وبقي ابتاء القدس يتصدون اليهم في الميدان بصدورهم العارية .
–    قالوا نبّهت الأجيال العربية الصاعدة لخطر الصهيونية بعد أن كادوا يتوهون في بحر الدعاية المضللة ـ قلنا لا خوف على الأجيال العربية من خطر التضليل، فقضية القدس قضية عربية إسلامية مصيرية ، وهم يشاهدون على الشاشات الفضية كيف يصمد أهلنا في القدس و الضفة و فلسطين المحتلّة في مقاومتهم الباسلة و يقدمون الشهداء وصواريخكم – التي نباركها و لا ننكر أثرها و لا نجحف بحق مطلقيها و مجاهديها و شاركت فيها كل الفصائل بحكم الأمر الواقع في القطاع – جعلت قتل الأطفال و الشيوخ و النساء دفاعا عن النفس .
–    قالوا : السلطة لم تقم بواجبها إبان الحرب ، قلنا لهم كان زعماء حركة فتح في الميدان منذ اليوم الأول و تعرضوا لأبشع أنواع الاعتداء ؛ و لكن  دخان معارككم التي افتعلتموها شوّهت الصورة وحجبتم المشهد الذي شاركت فيه جماهير الضفة و القوى الأمنية فشوشتم الصورة و أغرقتم مواقع التواصل بالفيديوهات المفبركة و القائمة على القص و اللصق و التضليل في حرب إعلامية تمتلك ترسانة من البرمجيات و الفيديوهات أغرقت المواقع و قلبت الطاولة ، ولعبت دورا لئيما في تسميم أجواء الوحدة الوطنية التي أرادت فتح أن تتماهى معها و أبيتم إلا أن تقلبوها في و جوههم ، وآخر مخترعاتكم (الهاوس كلب) الذي أردتموه مصيدة إعلامية و بوقا للتغني بأمجادكم و انتصاراتكم .
اننا طلاب تكامل بين الكل الوطني ولسنا طلاب مفاضلة بين  هذا وذاك طلاب انتصار لمعركتنا الوطنية مع الإحتلال  ، لا طلاب انتصار من احد عن الآخر ، طلاب وحدة وطنية حقيقية دون مزاودة على بعضنا البعض .فالقضية واخدة والشعب واحد والمصير واحد .
بقلم د. محمد صالح الشنطي
8/6/2021 م

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر
رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين

د جمال ابو نحل يكتب : أيقونة سلاطين هذا الزمان فخامة سلطان عُمان هَيثمُ الهُمام

أيقونة سلاطين هذا الزمان فخامة سلطان عُمان هَيثمُ الهُمام من عاش لشعبه، ولِوطنه عاش كبيرً، …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *