الرئيسية / شؤون فلسطينية / الاحتلال يستهدف الصحافيين بشكل مباشر في القدس بغية التعتيم على جرائمه..

الاحتلال يستهدف الصحافيين بشكل مباشر في القدس بغية التعتيم على جرائمه..

478510

الاحتلال يستهدف الصحافيين بشكل مباشر في القدس بغية التعتيم على جرائمه..

 
القدس- تقرير محمد أبو الريش- ارتفعت وتيرة استهداف الصحافيين في القدس منذ بداية الأُسبوع الماضي بشكل ملحوظ، من خلال الاعتداء عليهم بالضرب واستهدافهم بقنابل الصوت والغاز والرصاص المعدني المغلف بالمطاط، فضلاً عن اعتقال العديد منهم وإخضاعهم للتحقيق.
 
ويأتي استهداف الصحفيين والنشطاء المتضامنين، بعد النجاح الذي تحقق بتدويل قضية محاولة تهجير أهالي الشيخ جراح، والعدوان الاسرائيلي على قطاع غزة الذي تلا ذلك، الى جانب محاولات تهجير اهالي حي بطن الهوى في سلوان.
 
ومن أبرز الاعتداءات التي تعرض لها الصحافيون، ووثقتها عدسات الكاميرات في حي الشيخ جراح، تحديداً اعتقال الصحافية زينة حلواني والتعامل معها بعنف إلى جانب المصور الصحافي وهبي مكية الذي تعرض للضرب ونزف جسمه، واعتقال الصحافية جيفارا البديري والاعتداء عليها وعلى المصور الصحافي الذي كان برفقتها، واعتقال الناشطة والصحافية منى الكرد وشقيقها، علماً أن كل الذين تعرضوا للاعتقال أُفرج عنهم، بعد أن فرض غرامات عالية وقُيدت حركتهم.
 
وتسعى قوات الاحتلال من خلال استهدافها الصحافيين إلى ترهيبهم، ودفعهم إلى مغادرة النقاط الساخنة، وعدم تغطية اعتداءاتها على المواطنين المتضامنين والمعتصمين في القدس.
 
وخلال مقابلة أجرتها “القدس” مع المصور الصحافي وهبي مكية، الذي تعرض للاعتقال والضرب، كما أُصيب بقنبلتي صوت بقدمه، مساء الأحد، أثناء وجوده أمام مقر الشرطة الإسرائيلية في شارع صلاح الدين بالقدس خلال مؤتمر صحافي بعد اعتقال الناشطة منى الكرد، قال: “إن ما تقوم به قوات الاحتلال من استهداف للصحافيين هو خطة جديدة تهدف إلى ترهيبهم ومنعهم من الوجود في المناطق الساخنة لمنع نقل الأحداث والاعتداءات ضد المواطنين المقدسيين”.
 
وأضاف: “هذه الإجراءات عرقلت عملنا كصحافيين، وهم يبذلون جهداً كبيراً لمنع نقل الصورة، لذلك يستهدفون المصورين الصحافيين أكثر من الآخرين، ويتعمدون تحطيم معداتهم”.
 
وتابع: هذه الاعتداءات على الصحافيين جاءت برد فعل عكسي على قوات الاحتلال، حيث ازداد إصرارنا على الوجود في كل المواقع التي تدور بها الأحداث بالقدس وتغطيتها أولاً باول.
 
وأوضح مكية لـ”القدس” أن سلطات الاحتلال تمنع حملة بطاقة نقابة الصحافيين الفلسطينيين من الوصول إلى حي الشخ جراح، وتطلب منهم بطاقة صحافة إسرائيلية، مشيراً إلى أن الإجراءات التنكيلية والاعتداءات تقع في كل أماكن وجود الصحافيين”.
 
وتقول الناشطة والصحافية المقدسية يارا يعيش لـ”القدس”: “إن استهداف الصحافيين من خلال الاعتداء عليهم واعتقالهم هو محاولة لإسكاتهم، ومنع إيصال الرسائل للعالم من أهالي الشيخ جراح وحي بطن الهوى في سلوان، خصوصاً بعد النجاح الذي تحقق في هذا الجانب على مستوى العالم.
 
وأوضحت أن “ما يجري من اعتداءات هو بمثابة سياسة ممنهجة من قوات الاحتلال، إذ إن التهم التي توجه للصحافيين والنشطاء، تكون مختلقة ويثبت زيفها في كل حالة اعتقال، وآخرها عندما اعتقلوا الصحافية جيفارا البديري، حيث ادعت قوات الاحتلال أنها اعتدت على إحدى المجندات، فيما أظهرت التسجيلات المصورة عكس ذلك تماماً”.
 
وتؤكد الصحفية يعيش أن قوات الاحتلال تحاول السيطرة من خلال إبعاد الصحافيين عن النقاط الساخنة بالقدس، من خلال الاعتقال والإبعاد وفرض الغرامات الباهظة عليهم قبل الإفراج عنهم، بهدف ردعهم من الوجود في هذه الأماكن للتعتيم على ما يحصل وما يخطط له لاحقاً، وعلى وجه الخصوص في حيي الشيخ جراح وبطن الهوى.
 
وتقول: “هذه رسالة واضحة من قوات الاحتلال بأنها تريد أن تفرض قراراتها في القدس، ولا يوجد أي قانون دولي يمكن أن يحمي النشطاء والصحفيون”.
 
وتضيف: “لقد بدأوا بالاستهداف المباشر للصحافيين بالضرب وإطلاق الرصاص المعدني المغلف بالمطاط وقنابل الغاز المسيل للدموع وقنابل الصوت نحوهم بغية إلحاق الأذى بهم”.
 
وكانت شبكة المنظمات الأهلية الفلسطينية أعربت عن قلقها لتصاعد الاعتداءات التي تمارسها سلطات الاحتلال الإسرائيلي بحق الصحافيين الفلسطينيين، والعاملين في المؤسسات الإعلامية.
 
وأعلنت وقوفها إلى جانب الجسم الصحافي الفلسطيني في ظل هذه الاعتداءات التي أخذت منحى خطيراً خلال الفترة القريبة الماضية.
 
وطالبت الشبكة بالتحرك الفوري على المستوى الدولي لحماية الصحافيين الذين يتم استهدافهم بشكل مباشر ومقصود، والعمل على وقف الاعتداءات الاحتلالية بحقهم التي كان آخرها اعتقال الناشطة منى الكرد من بيتها في القدس الأحد، والاعتداء على مراسلة قناة الجزيرة ومصورها السبت، واحتجازها ساعات طويلة، إضافة إلى سلسلة طويلة طالت بشكل خاص صحافيين وصحافيات خلال تغطيتهم المسيرات والفعاليات الشعبية التي تشهدها العديد من المناطق في الضفة الغربية، وأخذت منحى أكثر خطورة منذ تفجر الأوضاع في أعقاب استهداف حي الشيخ جراح في القدس المحتلة والأحياء الأُخرى، مثل بطن الهوى في سلوان، ضمن محاولات فرض التهجير القسري بحق سكان هذه الأحياء في إطار استهداف الوجود الفلسطيني في المدينة، والأراضي الفلسطينية بشكل عام .
 
وقال المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان، الأحد، إن تصاعد الاعتداءات على الصحافيين خلال العام 2021 تجعل قوات الاحتلال العدو الأول للصحافة خلال العام، خصوصاً في مدينة القدس، وخلال العدوان الأخير على قطاع غزة.
 
كما أكد أن استهداف الصحافيين يشكل جريمة منظمة لإخراس صوت الصحافة، ولمنعها من تغطية ما تقترفه قوات الاحتلال من جرائم بحق المدنيين في الأرض الفلسطينية المحتلة.
 
ودعا المركز الفلسطيني لحقوق الإنسان جميع الهيئات والمؤسسات الصحافية الدولية إلى الاستمرار في متابعة ما يتعرض له الصحافيون في الأرض الفلسطينية المحتلة، وبذل كافة الجهود على المستوى الدولي لضمان ممارسة الضغط على حكومة دولة الاحتلال لوقف الاعتداءات على الصحافيين والمؤسسات الصحافية.
 
كما دعا المركز المقرر الخاص المعني بتعزيز وحماية الحق في حرية الرأي والتعبير إلى التدخل الفوري لوقف اعتداءات قوات الاحتلال ضد الصحافيين الفلسطينيين والمؤسسات الصحافية.

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

الدكتور محمد مصطفى

المرجعية السياسية للحكومة هي منظمة التحرير الفلسطينية، وبرنامجها السياسي، والتزاماتها الدولية

الرئيس يصدر قرارا بقانون بمنح الثقة للحكومة التاسعة عشرة ومرسوما بشأن اعتماد تشكيلتها برئاسة الدكتور …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *