الرئيسية / الآراء والمقالات / دكتور عبدالرحيم جاموس يكتب : غبار عملية سيف القدس والعمى السياسي ..!

دكتور عبدالرحيم جاموس يكتب : غبار عملية سيف القدس والعمى السياسي ..!

 عبد الرحيم جاموس عضو المجلس الوطني الفلسطيني رئيس اللجنة الشعبية في الرياض
عبد الرحيم جاموس
عضو المجلس الوطني الفلسطيني
رئيس اللجنة الشعبية في الرياض

غبار عملية سيف القدس  والعمى السياسي ..!
بقلم عبدالرحيم جاموس

في الوقت الذي ينشغل فيه شعبنا الفلسطيني  في مواجهة الإحتلال وقطعان المستوطنين في القدس والضفة ، وفي ازالة آثار العدوان الصهيوني الهمجي الأخير  على قطاع غزة و العمل على تضميد جراح شعبنا فيه،  وايواء من دمرت منازلهم  وقد زادوا عن  75 الف نسمة .ومواساة اسر شهدئه الذين تعدوا  270شهيد  .
وفي غمرة المفاوضات الجارية  التي ترعاها مصر العربية مابين فصائل المقاومة  في قطاع غزة  والكيان الصهيوني … والتي تتركز حول ادامة وقف اطلاق النار  وصولا  الى تهدئة دائمة او طويلة المدى … وبحث  آلية  وسبل اعمار ما دمره العدوان الآخير ….علما ان ما دمره عدوان  2014 م   لم يكتمل بعد …. رغم  مرور سبع سنوات عليه .. في ظل كل هذا تنشغل دوائر التنظيم الدولي لجماعة الإخوان المسلمين  وحلفائها  في كيفية استغلال  نتائج عملية(  سيف القدس ) والتعاطف الشعبي معها للإطاحة بالسلطة الفلسطينية  وبحركة فتح و ب. م. ت.ف ،  التي تمثل الشرعية الوطنية الفلسطينية …
هذا الحلم الذي سعت اليه جماعة الإخوان  منذ بدايات تأسيس ذراعها حركة حماس في فلسطين مع بدايات الإنتفاضة الاؤلى في اواخر ثمانينات القرن الماضي  ..
وهو ان تكون  جماعة الإخوان  وذراعها بديلا عن  . م. ت.ف  او ان تحلَ مكان حركة فتح والتيار الوطني في قيادة  م.ت. ف .  ..
هكذا فقد نظم مركز الزيتونة  التابع للجماعة في بيروت يوم28/05/2021 م حلقة دراسية بحثية بشان الوضع الفلسطيني ومستقبله ….
وخلص الى نتائج  تتساوق ورغبة التنظيم الدولي لجماعة الإخوان وذراعهم حركة حماس  في توليها دفة القيادة الفلسطينية…   واحلالها مكان حركة فتح والسلطة الفلسطينية و م. ت.ف   .. على قاعدة مايسمى  برنامج المقاومة  حسب راي مركز الزيتونة  ..
متهما حركة  فتح و السلطة الفلسطينية  بالتقاعس عن القيام بدورهما اثناء عملية (سيف القدس )..
بل وصل الأمر برئيس المركز د. محسن صالح  الإخواني الاردني العريق   بتسطير مقالة يطالب فيها حركة فتح مباشرة  ان تختصر الطريق  و ان تتخذ موقفا تاريخيا وشجاعا بإخلاء موقعها القيادي والريادي   لصالح  حركة حماس كرائدة لقوى المقاومة التي اثبت برنامجها النضالي صوابيته في مقابل فشل برنامج حركة فتح …!!
متهما فتح انها عقبة كأداء  تسد الطريق امام  التغيير السلمي  في النظام السياسي  الفلسطيني من خلال تعطيلها للإنتخابات … !
هكذا تثبت حركة حماس ومن وراءها التنظيم الدولي للإخوان المسلمين وحلفاؤهما   ،  من قطر وايران  وتركيا  الى قوى اليمين الصهيوني ،  الداعم الرئيسي لها منذ النشأة والتأسيس والتمكين لها في  الإنفراد في حكم قطاع غزة وادامة الإنقسام  … الخ  ان  هدف مقاومتها على مدى ثلاثين عاما   كان  هو اختطاف م. ت.ف وما يترتب عليها من تمثيل للشعب الفلسطيني  .. ولم تكن معاركها بما فيها المعركة الاخيرة المفتعلة مع العدو  الصهيوني ( سيف القدس ) تستهدف نصرة القدس والتحرير بقدر   الإطاحة بمكانة  حركة فتح والسيطرة على السلطة الفلسطينية و م.ت.ف ..  او اسقاطهما كعنوان تمثيلي شرعي للشعب الفلسطيني ..!
على حركة حماس  ان تدرك ومن ورائها جماعة التنظيم الدولي للإخوان المسلمين ،   ان الشعب الفلسطيني عصي على التطويع  والتركيع في بيت السمع والطاعة لدى المرشد او امير  للجماعة … ،  و ان قبضة فتح على مشروعها الوطني رغم كل التحديات الداخلية والخارجية  التي تواجهها  ما زالت قوية ومتينة  ، وان شرعية تمثيل م. ت.ف للشعب الفلسطيني ولنضاله ولقضيته ،  اقوى من ان تهزها الأراجيف   وخطط  ومؤامرات جماعة الإخوان مع  شبكة تحالفاتها  التي تبدأ من  اليمين الصهيوني ولا تنتهي بطهران والدوحة وكيلة  الربيع العبري الامريكي ..!
ان الشعب الفلسطيني على درجة عالية من الوعي والإدراك  لمثل هذة التطلعات  والخطط الجهنمية ،   التي تستهدف وحدته الوطنية  الراسخة  واضعافه ،  وتستهدف هويته الوطنية وتطلعه الى الإنعتاق والحرية ،  وبناء دولة  فلسطين الحديثة المستقلة  الديمقراطية  ، وان التلويح بتهديد الوحدة الإجتماعية  للشعب الفلسطيني من قبل رئيس مركز الزيتونه محسن صالح الذي يجهل تاريخ النضال الوطني الفلسطيني وطبيعته التعددية  ، ويجهل تاريخ جماعته التي بقيت في حالة هدنة تامة لمدة اربعون عاما  من  قيام الكيان الصهيوني الى عام1988م ،   بل كانت ايضا  محتضنة من قبله وموجهة لضرب الحركة الوطنية الفلسطينية في غزة والضفة وضرب شعبية ونفوذ  م. ت. ف  العلمانية حسب تعبيرات الجماعة  الإخوانية …  والشواهد والمواقف  على ذلك كثيرة وعديدة  ومثيرة  والكل معاصر لها  …!
ان غبار عملية(   سيف القدس)  قبل ان ينقشع قد اصاب  البعض  الإخواني  بالعمى السياسي   وبالعمى الوطني …. وبدلا من ان يتوجه الجميع الفلسطيني والعربي  والإسلامي  الى  العمل على  التثمير  السياسي  الواجب والصحيح  لهذة الهبة والإنتفاضة الفلسطينية الشاملة و للتضحيات  الجسام التي قدمها شعبنا في غزة وبقية انحاء فلسطين سواء في هبته الرمضانية  او عملية سيف القدس  والتي لم تنفرد فيها حركة حماس  بل كانت كافة الفصائل الوطنية الى جانبها على اختلافها بما فيها حركة فتح بإجنحتها العسكرية  اضافة الى دورها السياسي والديبلوماسي ، من خلال السلطة الفلسطينية وم ت ف  ،   واستثمار التعاطف العربي والدولي  مع القضية الفلسطينية ،  واستعادة مكانتها  ،  من اجل ان تفتح افقا  سياسيا نحو انهاء معاناة شعبنا الفلسطيني  في قطاع غزة والقدس والضفة ، والعمل على  انهاء الإحتلال الصهيوني واقتلاع الإستيطان من القدس والضفة   ،  والعمل على  تحقيق اهداف شعبنا في العودة والمساواة ،  وتقرير المصير واقامة الدولة الفلسطينية المستقلة  وعاصمتها القدس ،  فقد رأى البعض منهم بل  ويسعى الى توظيفها و نتائجها  في اطار التنافس و التناحر الداخلي  الفلسطيني،   وتحويل هذا الصمود  الرائع الى هزيمة ،   و من خلال السعي الى  اضعاف  حركة فتح والسلطة الفلسطينية وم .ت.ف …والإطاحة بهن  إن امكن ،  واحكام قبصة الإخوان المسلمين على الشعب الفلسطيني وقضيته .
على جماعة الإخوان المسلمين وذراعها في فلسطين  ان يعودا الى صوابهم  .. وان يدركا ان م. ت.ف عصية على تكون فرع الجماعة بفلسطين .. والقضية الفلسطينية عصية على المصادرة .. واستخدامها في سوق النخاسة السياسية والتأجير للمحاور والإستقطابات الإقليمية والدولية .. وعصية على الإختزال الحزبي سواء لحزب لبرالي او ماركسي او ديني  لما فيه من تناقض مع طبيعة الشعب الفلسطيني وتنوعه وتعدديته الراسخة .

وللحديث بقية .
د. عبدالرحيم جاموس
Pcommety@hotmail.com

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : تصاعد هجمات المستوطنين في الضفة

تصاعد هجمات المستوطنين في الضفة بقلم  :  سري  القدوة الأربعاء 17 نيسان / أبريل 2024. …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *