الرئيسية / الآراء والمقالات / د. محمد صالح الشنطي يكتب : الشيزوفرينيا السياسية و أوهام الوحدة

د. محمد صالح الشنطي يكتب : الشيزوفرينيا السياسية و أوهام الوحدة

محمد صالح الشنطي

الشيزوفرينيا السياسية و أوهام الوحدة
بقلم د. محمد صالح الشنطي
(2)
الشيزوفرينيا تعني  الفصام و لاضطرا ب العقلي الشديد يفسر فيه الأشخاص الواقع بشكل غير طبيعي. وقد ينتج عن الإصابة بالانفصام في الشخصية مجموعة من الهلوسات والأوهام والاضطراب البالغ في التفكير والسلوك ، وهو ما يعرقل   أداء الوظائف اليومية، ويمكن أن يسبب الإعاقة والشلل الذهني و السلوكي.
لاأعبر عن الواقع بهذا المصطلح مجازاً على سبيل الطرافة ؛ ولكن من خلال رؤية علميّة شديدة الوضوح ، ولنا أن نستقرئ الأعراض الحقيقيّة لهذا المرض النفسي عبر قراءتنا للظواهر الماثلة أمامنا ؛ وأهم أعراض الشيزوفرينيا :
أولا – الضلالات ، وهي المعتقدات الكاذبة ، مثل الإحساس بالقدرة الخارقة و بالعظمة وصوابيّة الرأي على نحو مطلق ، وهذا ما نلمسه على أرض الواقع ، فقد ظن بعضنا أنهم يمتلكون قدرة خارقة على هزيمة العدو وردعه من خلال التمركز في بقعة ضيقة لا تزيد مساحتها عن 350 كيلو مترا ًمربعاً محاصرة من جهاتها الأربع ، منافذها بيد غيرها مكشوفة الظهر من خلال طائرات العدو التي تحوم في فضائها ليل نهار،  و تعطي الأوامر للإخلاء وتهيمن على الحركة في الشارع و البيت مدجّجة بترسانة رقمية رهيبة ، وكذلك ترسانة من أحدث الأسلحة ، وإخواننا يعتقدون أن إسرائيل لاترى و لا تسمع ، و تهريب السلاح يتم جهاراً نهاراً أمام العدسات الكاشفة في البحر و الجو والبر تطبق على كل المقدّرات ، ومجاهيل المعادلة السياسية الجبرية تُفكّ طلاسمها في أقبية الموساد و الجواسيس الذين تجندهم يخترقون نخاع عظم المنظومة الحاسوبية للمقاومة ، والدليل أولئك الجواسيس الذين كانوا في أخطر المواقع وفرّوا بأجهزتهم في الوقت المناسب إلى إسرائيل ؛ ولكن الذاكرة المخروقة لدينا عاجزة عن التجميع ،  ويحّدّثونك عن القوة الخارقة وفئران العدو المذعورة التي تلوذ بملاجئها وعوائلنا تهيم على و جهها في الطرقات دون وجود أي ملجأ .
ثانيا – الهلوسات و الأوهام ، وتتمثّل في اعتقاد المريض أنه يرى و يسمع أشياء لا وجود لها ، تتمثّل في أن صواريخ المقاومة تغطي إسرائيل و تحكم السيطرة على أجواء القدس وتل أبيب و عسقلان و النقب وتدعوا الإعلام إلى حفلة إطلاق رشقات من الصواريخ في تمام الساعة التاسعة وكأنهم مدعوون إلى حفل عيد الميلاد، دون التفات للسيطرة التامة على أجواء غزة ، وعدم التوازن في التصرّفات و القرارات العشوائية بناء على تلك الأوهام والاعتقاد بأن مجرد وقف إطلاق النار نصر مبين دون حساب للأرباح و الخسائر والإمكانات الحقيقية و النتائج الكارثيّة .
ثالثا – التفكير المرتجل غير المنظم و الوقوع في حبائل الوهم وإقناع الآخرين بما يخالف الواقع وتزيينه لهم : التفكير في الربط بين قضية القدس وحصار القطاع ثم فك الارتباط و القبول بمجرد وقف إطلاق النار، و مجرد قبول إسرائيل بذلك نصر مبين بغض النّظرعن قراءة تسلسل الأحداث و العشوائية و التخبّط في اتخاذ القرار وهيمنة رأي فريق على بقية الفرقاء وفرضه بالصراخ والهتاف و الديماجوجيا.
رابعا – السلوك الحركي غير المنظم ، حيث تطلق الصواريخ دون برنامج منظّم محدّد الأهداف و بغض النظر عن التوقيت المناسب والهدف المطلوب و نشاط القبة الحديدية  ، مجرد ردات فعل لما يقوم به العدو ؛ في حين يعلن العدو أن لديه بنك أهداف محدّدة  وفق برنامج مدروس ، ما أسفر عن تدمير البنية التحتية وضرب منصّات الصواريخ واستشهاد خيرة الشباب .
هذه هي الشيزفرونيا السياسية أم الوحدة المبتغاة فبعيدة المنال لأن الفصائل التي تستمد مقومات وجودها من مصادر إقليمية لها أجندتها تتحكّم بإرادة القوى و التنظيمات التي تعيش على معوناتها ، فهي مشلولة الإرادة ، وهذا ما نشهده من حرب إعلامية تشنّها القوى المسلحة بسلاح إيران عبر تخوين السلطة  و الهزء بها و الاعتداء على هيبتها في القدس حين هاجمت  مفتي القدس  وروّجت عنه الأكاذيب و الافتراءات وهتفت بألفاظ نابية ضد السلطة وهزئت بالرموز الوطنية و خصوصا القائد الشهيد أبو عمار . وتحاول أن تستولي على أموال الإعمار عبر تخوين السلطة الشرعية كما كانت تفعل دائما .
تاريخ حافل بالمفاوضات و الاتفاقات و كلها باطل الأباطيل و قبض الريح فالتماس الوحدة الوطنية مع تلك القوى وهم لا طائل تحته .

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عبد الرحيم جاموس
عضو المجلس الوطني الفلسطيني
رئيس اللجنة الشعبية في الرياض

د عبد الرحيم جاموس يكتب : لا يرحلون ..!

لا يرحلون ..! بقلم د. عبدالرحيم جاموس  الشعراءُ يذهبونُ او يرحلون.. كما يرحلُ الثوارُ دون …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *