الرئيسية / الفلسطينيون في المهجر / سليم النجار يكتب : المراة الفلسطينية السيرة الشعبية الفلسطينية في الكويت

سليم النجار يكتب : المراة الفلسطينية السيرة الشعبية الفلسطينية في الكويت

المراة الفلسطينية

لا اذكر متى بدأت شخصيتي غير مطواعة وتتحرك بغير انضباط ٠ عشنا مترابطين بعيدين عن امور بعضنا ؛ والآن ما يؤرقني أنه كان هناك وقت كثيراًما القيت القبض على نفسي بسلوك او تصرف لم أكن أرتضيه لنفسي وضدّ قناعاتي ٠
قلت ضاحكاً :
على بركة الله
صمتُ ثم أكملتُ ٠٠٠
أخبرني عبدالجبّار الأفغاني ؛ الذي كان يعمل في تصليح الأحذية ؛ وله ركن خاص به ؛ في سوق الصباح ؛ جثته الضخمة وقطعة القماش التي تغتصب رأسه ؛ لا اذكر على وجه التحديد كيف تكونت علاقتي معه ؟
وبعد اللقاء الثاني ٠٠ وبدون مقدمات انتم الفلسطنييون شيوعيون لا تعرفون الصلاة إلا يوم الجمعة يمتلا المسجد بكم ٠
تذكرت حكايا والدي مع الدكتور فوزي ؛ الذي كان يُصر بين مقطع وآخر ؛ التأكيد ان الدكتور فوزي من الجبهة الشعبية لتحرير فلسطين ؛ وقتها تولد لدي احساس ان الحوار بين طباخ ودكتور غير متكافئ ٠٠٠
وكان والدي يردد مقولات الدكتور ٠٠٠ العدالة الاجتماعية ٠٠٠ تحالف الفقراء ٠٠٠ وشتمه للأغنياء ٠٠٠ وفي ذات الوقت لا يخفي والدي إعجابه بعطوره ؛ وحذائه الذي يلمع ٠٠٠ وكان سعيداً سعيداً بمقولات الدكتور ٠٠٠٠
ساد الصمت قليلا عند ذكر العطور وقلت :
للكذب طعمُ الأملِ ٠٠
صُعق والدي مني ٠٠ وصرخ في وجهي :
كيف تقول عن الدكتور كاذب ؟!
حدقتُ في وجهه ألم يلحظ الدكتور انزعاجك من حفلة يوم امس ؛ وأدرك ما ارمي إليه ٠٠٠ المصريّ حارس العمارة الذي تنمر علينا وهو يطلب إيجار البيت المتأخر ؛ وانت تقف مبرراً سبب تأخرك عن دفع إيجار البيت الخمسة والثلاثون دينار ؛ والمصريّ يصول ويجول ٠٠
الآن :
أتذكر ٠٠ شكل والدي أمام المصريّ ٠٠ كالأرض التي تزمعُ مغادرتها وهدَر دمها ولم تتمكان قدماه الضخمتان ٠٠
نظري يتنقّل بين الماضي والحاضر منسائلا :
 
في أي يوم تُرى يقع الخطأ كما اعتقد ٠٠
كان ومازال ٠٠ يُعاتبني اصدقائي كثيراً على عادة متأصلة في طبعي ؛ إذْ انسى نفسي وأنا اكتب ٠٠
دّب الخوف والقلق والهلع بين اهالي حارات الفحاحيل ؛ التي تحولت إلى واحات من الخوف ؛ واختفي الاولاد منها ؛ واصبحت الحارات صحراء جرداء ؛ عادة إلى اصلها ٠٠ بعد ان شاع خبر اغتصاب عدد من الاولاد ٠٠ وكالعادة الأهالي لم يذكروا الفاعل ٠٠ واختلفت الأراء حول هوية الفاعل ؛ لكن كان هناك إجماع وطني عارم على هوية الضحية ٠٠
في اللقطة الأخيرة
بعض الظرفاء من أهالي حارة سوق الصباح ؛ قالوا ؛ والذي تصدر القول كمال الحلاّق ؛ الذي ذاع صيته في كل الحارات واصبح ذو شأن ؛ وتوافد عليه الزبائن ؛ بعد ان اكد اننا كنا مبذرين ؛ مستشهداً بصحة قوله ؛ كانت قطعة الذهب يتم وضعها على ” بوز الكندرة ” ؛ ابو عاطف الميكانيكي صاحب كراج الوحدة في المنطقة الصناعية ؛ غضب من هذا الصيت لكمال الحلاّق ؛ وقال هو الآخر : .أن الله يعاقبنا على قلة الدين عندنا ؛ ويدلل على ذلك انه سمع من والده حكاية على الشكل الأتي :
في احد القرى الساحلية المشهورة بينابيعها ٠٠ كانت مركز للنور ٠٠ وهذا التواجد الإنساني فرصة تاريخية لبعض الشباب ؛ وبعد مفاوضات سهله مع شيخ النور ؛ وافق الشيخ الجليل على حضور الشباب إلى احد الخيام لتناول الخمرة ماركة الويسكي التي عرفها الشباب من الإنجليز اللذين كانوا حكام البلاد والعباد ؛ وتم تنفيد الاتفاقية بين الطرفين ؛ الشباب بعدتهم الويسكي والمزّات وشهواتهم ؛ والطرف الثاني النوريات اللواتي يبدأن بالرقص ومسّن يعزف على البزق والختيارة تضرب على الطبلة ؛ وفي احد الأيام قدموا الشباب كالعادة على الخيمة المستهدفة التي تقع على اطراف القرية ؛ وجدوا الوجوم على الوجوه ؛ تساءلوا ما الخبر ؛ رد عليهم المسّن ان الختيارة ماتت ؛ وهي مددة على الأرض ؛ انتبهوا الشباب ؛ بالفعل الختيارة راقدة على طولها ؛ وساد الصمت وتيسد الموقف ؛ وامام هذه الحالة الطارئة قام احد الشباب وذهب خارج الخيمة متجهاً للحمار ؛ وتنتاول كأس ويسكي وعاد ؛ وهكذا دواليك ؛ انتبه الشباب ؛ لذلك وفعلوا ما فعل الشاب ؛ ودارت الكؤوس في رؤوسهم ؛ وابتكر شاب إخر فكرة ؛ تم الإجماع عليها من قبل الحضور ؛ ان تدق احدى النوريات على الطبلة دقة حزن ؛ وبعد قليل طلب شاب آخر من المسّن العزف على الزق ؛ عزف حزين من اجل المتوفاة ؛ اشتعل الجو والنوريات بدان الرقص ؛ تذكروا الشباب ان هناك متوفاة داخل الخيمة وحرام بقاءه في هذا الجو ؛ على الفور تحركوا لمعالجة قصة الحرام وشاركهم المسّن وحملوها إلى خارج الخيمة ؛ حتى انتهاء الحفلة وبعدها لكل حادث حديث ٠٠
لقد صدق من قال ٠٠ أن الله جَلَ جلاله لن ينسى ٠٠ وعاقبنا ٠٠ أليس نحن هنا ٠٠ ؟
سكت ابو عاطف مع تنهيدة مرُه واكمل ٠٠ نطلب المغفرة والسماح

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

شاعرة وااعلامية فلسطينية

ولدت عاشقه لوطنها فلسطين فتألقت ريشتها

ولدت عاشقه لوطنها فلسطين فتألقت ريشتها بقلم الشاعر والكاتب الفلسطيني (هاني مصبح) الروائية الفلسطينية باسله …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *