الرئيسية / الآراء والمقالات / علي ابو حبلة يكتب : إضراب شامل في فلسطين التاريخية لأول مرة منذ عقود

علي ابو حبلة يكتب : إضراب شامل في فلسطين التاريخية لأول مرة منذ عقود

رئيس تحرير افاق الفلسطينيه
رئيس تحرير افاق الفلسطينيه
إضراب شامل في فلسطين التاريخية لأول مرة منذ عقود
علي ابو حبلة
 
اعتادت حكومة الاحتلال الصهيوني التعامل مع الفلسطينيين على أنهم شعب منقسم ومن دون عمود فقري، وبات عليها من الآن فصاعدا تغيير مقاربتها، فقد أعلنت فعاليات شعبية وطلابية وتجارية في الضفة الغربية المحتلة، والأراضي المحتلة عام 1948 إضرابا شاملا، وذلك للمرة الأولى منذ عقود- وقد أعلنت وسائل إعلام فلسطينية- وأعلنت مجالس اتحاد الطلبة في الجامعات الفلسطينية في الضفة الغربية إضرابا شاملا يوم الثلاثاء. وجاء في بيان لها ؛ إنها تهيب بجميع القطاعات الفلسطينية المشاركة في «الإضراب الشامل في مناحي الحياة كافة لمؤازرة شعبنا الصامد في القدس والداخل وقطاع غزة». وقد دخل الإضراب الشامل في الضفة الغربية المحتلة وأراضي الـ48 حيّز التنفيذ، احتجاجاً على العدوان الإسرائيلي في القدس وقطاع غزة.
 
وكانت دعوة الأحزاب والفعاليات الشبابية إلى تنظيم فعاليات وطنية والخروج بمسيرات تضامنية في مدن الضفة الغربية المحتلة كافة وأراضي الداخل تضامناً مع غزة والقدس المحتلة. نجاح الإضراب يؤسس لبداية مرحلة جديدة للمواجهة مع الاحتلال الصهيوني ضد المخططات الهادفة لتهويد فلسطين وتمرير مخططات الاستيطان وتهويد القدس وضد سياسة الفصل العنصري .
 
عدوان الكيان الإسرائيلي على القدس وغزه وحد الشعب الفلسطيني واخفي من الخريطة الخط الأخضر ونجحت حكومة الاحتلال الصهيوني في توحيد الفلسطينيين وذكرت « صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية أن الأحداث الأخيرة وحدت الشعب الفلسطيني بعدما ظنت سلطات الاحتلال أنها نجحت في تقسيمه، وتقول إن جيل «التيك توك» فاجئ الجميع وقاد تظاهرات لا مثيل لها. وتناولت هارتس في مقالها الخط الأخضر اختفى.. «إسرائيل» نجحت في توحيد الفلسطينيين
 
ونشرت مقالاً تقول فيه إن الأحداث الأخيرة وحدّت الفلسطينيين، وأظهرت أن جيل «الـ تيك توك» أثبت أنه لن يقبل بالإذلال وقاد مظاهرات ليس لها مثيل. وفيما يلي النص المترجم: « أحداث الأسبوع الأخير، في الضفة وداخل إسرائيل، توضح لحكومة إسرائيل، وليس لها فقط: لم يعد بالإمكان التعويل على اللامبالاة التي ميزّت الجمهور الفلسطيني في العقد الأخير. من دون صلة بموقعه الجغرافي، الرابطة الوطنية لا تزال تتأجج فيه. جيل الـ تيك توك، الذي اعتُبر منهمكاً بنفسه، أثبت انه غير مستعد لتلقّي إذلال وقاد احتجاجاً لم يكن له نظير منذ عقدين، ويملك (الاحتجاج) إمكانية متفجرة وخطيرة.
 
وكانت لجنة المتابعة العربية العليا في إسرائيل الأحد دعت ، إلى إضراب شامل في المدن والبلدات العربية الثلاثاء.وقالت اللجنة في بيان بعد اجتماعها في مدينة يافا إن الدعوة إلى الإضراب تأتي «رداً على العدوان الإسرائيلي على شعبنا في قطاع غزة والقدس والمسجد الأقصى وحي الشيخ جراح، ورداً على العدوان على جماهيرنا». وطالبت لجنة المتابعة «بأن يكون إضراباً سلمياً».من جهتها، أعلنت حركة التحرير الوطني الفلسطيني «فتح»، الاثنين، عن إضراب شامل، يوم الثلاثاء، «في ظل التصعيد الإسرائيلي الأخير على قطاع غزة، وسياسات التهجير في القدس». وفي بيان لها، قالت حركة «فتح»: «في ظل تصاعد وتيرة الهجمة الصهيونية على شعبنا الصامد في الداخل المحتل، وعنجهية العدوان على قطاع غزة الحبيب، واستمرار سياسات التهجير والتهويد في القدس المحتلة، ودفاعاً عن كرامة شعبنا ومقدراته، تعلن حركة التحرير الفلسطيني (فتح) في المحافظات الشمالية، الإضراب العام والشامل لكل مناحي الحياة في الوطن، والاستنفار على نقاط التماس كافة، يوم غد الثلاثاء، الموافق 18 مايو 2021».
 
وطالبت قيادة القوى الوطنية والإسلامية، بعد اجتماعها لبحث آخر المستجدات السياسية وقضايا الوضع الداخلي، بـ»المشاركة الواسعة في الفعاليات الوطنية والجماهيرية انطلاقاً من مراكز المدن والقرى والمخيمات إلى مناطق التماس مع الاحتلال الساعة الواحدة ظهراً، مجسدين وحدة وطنية وتحت علَم فلسطين، مؤكدين دعوة لجنة المتابعة العليا في أراضي عام 48 بالإضراب الشامل».كما أعلن كل من الاتحاد العام للمعلمين الفلسطينيين، واتحاد نقابات أساتذة وموظفي الجامعات الفلسطينية، واللجنة العليا لقطاع النقل العام، ونقابة المحامين الفلسطينيين، الإضراب العام والشامل يوم غد الثلاثاء. ولقيت الدعوات تأييداً كبيراً على شبكات التواصل الاجتماعي، وانتشرت عبارات الإضراب بين النشطاء على مواقع التواصل مع شعار «من البحر إلى النهر» بما يشمل كل المناطق التي يوجد فيها الفلسطينيون، فيما أشار البعض إلى ضرورة الاشتباك مع قوات الاحتلال الإسرائيلي في جميع مناطق التماس.
 
وكان آخر إضراب شامل نفذه الفلسطينيون عام 1936 ويسمى الإضراب العام الكبير، وهو ما عُرف بأطول إضراب عام في التاريخ حيث استمر لـ6 أشهر، وانطلقت بعده ثورة فلسطين الكبرى التي اندلعت ضد الاحتلال البريطاني لأرض فلسطين وتسليمها لليهود.
 
نجاح الإضراب يؤسس لمرحلة فلسطينية جديدة وتبنّي إستراتيجية تعتمد على القوة الشعبية وعلى المجتمع الدولي وعلى رأسه الولايات المتحدة، التقاط الرسالة هي أنه بعد 73 عاماً، حان الوقت للسعي إلى إنهاء النزاع وليس إدارته. وللقيادة السياسية للمجتمع العربي أُوضح أن المواطنين العرب في فلسطين 48 لم يتخلوا عن هويتهم الوطنية (الفلسطينية).

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية

حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية بقلم  :  سري  القدوة الخميس 28 آذار / مارس …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *