الرئيسية / الآراء والمقالات / إحسان بدرة يكتب : في ذكرى نكبة فلسطين

إحسان بدرة يكتب : في ذكرى نكبة فلسطين

ناشط سياسي واجتماعي وتربوي
ناشط سياسي واجتماعي وتربوي

في ذكرى نكبة فلسطين
بقلم/ إحسان بدرة 

ناشط سياسي واجتماعي وتربوي
قبل ثلاثة وسبعين عاماً شرعت القوى الاستعمارية في تنفيذ جريمتها الكبرى على أرض فلسطين، لما أعطت الضوء الأخضر للعصابات الصهيونية لتنفيذ المشروع الصهيوني باغتصاب فلسطين ويشرد سكانها إلى بقاع المعمورة واحلال مكانهم المهاجرين الصهاينة في المدن والقرى والبلدات الفلسطينية وناهيك عن ارتكاب المجازر وسفك الدماء الفلسطينية وكل ذلك وسط عجز وخذلان من الأنظمة العربية وتواطؤ البعض الأخر كل ذلك هيأ لظهور ما يعرف بالنكبة الفلسطينية  وفتح المشهد للمشروع الصهيوني للتمدد والتغول في فلسطين.
وفي ظل المشهد الفلسطيني الدامي من الصراع الفلسطيني الصهيوني تطل علينا هذه الذكرى الأليمة والتي تريد إسرائيل اعادتها من خلال اعتداءات  قوات الاحتلال ومعها قطعان المستوطنين باستباحة حرم الأقصى والاعتداء على المصلين الآمنين مما تسبب في سقوط العشرات من الشهداء والمئات من الجرحى، علاوة على ارتكاب جرائم التطهير العرقي من خلال التهجير القسري وإخلاء 28 منزلاً يقطنها 500 مواطن فلسطيني في حي الشيخ جراح في مدينة القدس المحتلة تمهيداً لإقامة وحدات استيطانية صهيونية في الوقت نفسه يقوم الطيران الحربي الصهيوني بارتكاب المجازر الدموية في غزة وتدمير المنازل على الأطفال والنساء والشيوخ مما أسقط المئات من الشهداء والضحايا بحجة الرد على قيام المقاومة بقصف المدن المحتلة بهذه القوة الجوية من هدم الابراج والعمارات السكنية  والمكاتب الاعلامية والخدماتية  وتدمير البنية التحتية كل ذلك لدفع الشعب  الرحيل والتخلي عن القدس ونسيان حلم العودة  والاستسلام تحت وطئه الضربات الجوية ولكن هذا لم يكن اليوم لا يمان الشعب الفلسطيني بقوة ايمانه وعدالة قضيته والثقة قيادته الفلسطينية وفصائل المقاومة في غزة.
وهذه الانتفاضة الشعبية في فلسطين اندلعت لتوصل رسائل  واضحة  لكل من
–     للكيان الصهيوني المحتل وقواها العسكرية والمنية وقطعان المستوطنين  ان مدينة القدس بحواضرها الشريفة تُختصر قضية فلسطين بكل ابعادها الوطنية والقومية والإسلامية والإنسانية. فهي ليست عاصمة أبدية للشعب الفلسطيني فحسب، بل هي أيضاً أرض الإسراء والمعراج وحق أهلها بها غير قابل للتصرف وغير قابل للتفاوض على قسمتها. وإن محاولات الصهاينة اقتحام الأقصى ستسقطها قبضات المقاومين الذين يتصدون للعدو ويضعون الدفاع عن الأقصى بعتباته وحرمه وبواباته على مستوى الحياة أو الموت.
للأنظمة العربية المطبعة مع الكيان المحتل الذي هو قائم أولاً وأخيراً على الاحتلال القسري لأراضي عربية، وقائم على البطش والعدوان، وعلى الفصل العنصري، وهو بذلك كيان عنصري دخيل على المسار الإنساني للأمم ولا يمتلك أي مقومات كيان الدولة التي يمكن التطبيع معها بأي شكل من الأشكال. بل إن هذه الكيان الغاصب هدفه أن يتخذ من اتفاقيات التطبيع ستاراً لتكريس نهج الاحتلال وتهويد الأراض المغتصبة واغتصاب كامل الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني.
–    إلى قوى الثورة الفلسطينية بأنه آن الأوان للخروج من دوامة الصراع على السلطة، والارتقاء بالعلاقات الوطنية الفلسطينية إلى مستوى التحدي المصيري الذي تخوضه الجماهير الفلسطينية ضد العدو الذي أطلق العنان لمستوطنيه للاعتداء على المصلين الذين يأمون الأقصى للتعبد في شهر رمضان المبارك.
إلى المجتمع الدولي الذي بصمته وتغاضيه عن جرائم العدو الصهيوني بات يشكل غطاء دولياً لهذه الجرائم، بل إن الولايات المتحدة ودول الغرب راحت تتبجح بحق هذا العدو في الدفاع عن نفسه والتزامها بتوفير أمنه، وهي بذلك تسير على خطى استكمال اتفاقية صفقة القرن المشؤمة التي أطلقها الرئيس ترامب، لكن بات يتواصل تنفيذها في ظل الإدارة الأمريكية الجديدة برغم دعاويها الزائفة عن حق الفلسطينيين في إقامة دولتهم المستقلة.
وكذلك هذا المشهد الدامي في ذكرى النكبة فيه دعوة لدول المطبعة (البحرين والامارات العربية  وغيرهما من العرب المطبعين) إلغاء كافة اتفاقيات التطبيع مع الكيان الصهيوني وسحب السفراء في الكيان المحتل وقف الرحلات الجوية والزيارات بكافة أشكالها، وإعادة فتح مكتب مقاطعة الكيان المحتل.
ومطالبة النظام العربي الرسمي باتخاذ مواقف عملية جادة إلى جانب الحق الفلسطيني بعيداً عن البيانات الرسمية المتكررة والفارغة. إن الموقف العربي الرسمي يجب أن يتجاوز الاجتماعات وبيانات الشجب والادانة التي باتت تمثل في مجملها تخاذلا وتراجعا عن الالتزام بقضية العرب الأولى. إن الشعب الفلسطيني بحاجة اليوم وأكثر من أي وقت مضى إلى دعم صموده ومقاومته، وليس الضغط عليه ودعوته للانصياع لشروط العدو الصهيوني في تكريس التسويات المهينة.

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

كاتب ومحلل سياسي 

دكتوراة في القانون العام جامعة محمد الخامس المغرب 
محاضر في جامعة الأزهر - فلسطين

إبراد إبراهيم ابراش يكتب : الانتصار الذي تسعى له حركة حماس

الكاتب إبراهيم ابراش الانتصار الذي تسعى له حركة حماس بعد أن ساعدت حركة حماس إسرائيل، …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *