الرئيسية / ادب وثقافة / سليم النجار يكتب : المراة الفلسطينية السيرة الشعبية الفلسطينية في الكويت

سليم النجار يكتب : المراة الفلسطينية السيرة الشعبية الفلسطينية في الكويت

المراة الفلسطينية

الحلقة العاشرة
السيرة الشعبية الفلسطينية في الكويت
انا لم اكمل سؤالي بعد
سليم النجار
رأيتني في طريق الموت الذي يتعرض له شعبي الآن في غزة ٠٠٠ كنت فيه كالتائه ؛ اسير فيه دون توقف وغير عابئ بمن حولي ؛ كانت دوائر تحلّق حولي وانا أصطدم باكتاف صور الشهداء ؛ كأني ابحث عن شيء ما ؛ ربما كنت ابحث عن نفسي ٠٠٠ ربما ٠٠٠ ولكنني لم اعثر عليها ٠٠٠ حتى ظلّي ؛ شعرت أنني كِدت افقده ٠٠٠ !
بعناية أسترخيتُ على كرسيّ وكأنني انتظر المزيد ؛ لكنها توقفت ٠٠
قلمي بدور اصرّ على السرد ٠٠
وهكذا كان ٠٠
 
لقد تبّين بعد البحث والتقصّي من قبل الجهات الأمنية أن امام مسجد حارة المضخة قد داوم في المسجد لمدة شهر ثم اختفى ؛ وقدجرى تعميم اسمه في المطار وعلى الحدود ٠ وفي غمرة كل ذلك كان الغبار ” الطوز” قد تكثف غطاؤه على الفحاحيل كان الغبار ” الطوز ” قد تكثف غطاؤه على الفحاحيل ٠
بعد الخبثاء من اهالي حارة سوق الصباح اشاعوا أن امام المسجد كان يردد في جلساته الخاصة ( وجود طفل في حضنك حَليقْ أن يضعك في أجواء مغايرة ٠٠ فالزمن قد يقسو علينا ولكنه في نفس الوقت قد يمنحنا هدّية ) ٠
لكن البعض الآخر من الخبثاء تمادوا في سرد ما قاله الأمام عن حبه للإطفال ٠٠
الطفلُ طعمٌ ورائحةٌ )
ما بين الطعم والرائحة ٠٠ ضاعت قصة الطفل إن صحت الرّواية ٠٠ واستمرت هذه الحكاية التي انتشرت في كل الحارات الفلسطينية في الكويت ٠٠ الفاعل هارب والمفعول به مجهول ٠٠ لا عزاء للسرد
خرجنا للتو من المدرسة وكانت الساعة تقارب الساعة التاسعة إلا ربع مساءً ٠٠
فجأة لمحتُ بصيصاً ينبعث من ركن ما لا استطيع تبيانه الشارع مازال مكتظاً بالأطفال ؛ كل الأشخاص الذين أراهم لا اعرف أحداً منهم ٠٠ بدات اسمع أصواتهم الحماسية
الفلسطنييون باعوا اراضيهم ٠٠ انتم خون ٠٠
وبسرعة البرق تتطور الأمر بيننا واشتبكنا معهم ٠٠وبدات الحجارة هي اللغة السائدة بيننا ٠٠
في هذه الاثناء والمعركة حامية الوطيس لمحت شخصا آخر ؛ رايت من بعيد فعرفته مباشرة ؛ إنه معلم الموسيقى الذي أعيانا بتلك النوتات اللعينة ؛ يحمل عودًا في يده وكان يحث الخطى مسرًعا ؛ تذكرته جيدًا عندما يأتي الفصل ويطلب منّا ان ننصت جيدًا للحن الحياة ؛ نصغي إليه ؛ لكنّنا لا نسمع أي لحن ويطلب منّا ان نستمع جيدًا في الخارج ٠ نقول له :
يا استاذ لا نسمع شيئا يرد علينا : انصتوا جيدًا فاللحن يأتي من هناك ٠٠
جريت خلفه مباشرة واستطعت امسك به سلّمت عليه بحرارة وود ؛ وقلت له ساعدنا والاحجار تتطاير من فوق رؤسنا ٠٠ تركني لحال سبيلي وذهب لحال سبيله ٠٠ بجسمه الممتلئ وكرشه المدود الذي يحمله امامه ٠٠
 
كانت هذه الحفلات شبه يومية ٠٠
صمتُ لحظة ؛ ثم تابعت ٠٠
بالكاد استطعت ألملم جزئيات من الحكاية ٠٠ لسردها لوالدي ٠٠ وعند وصولي لمقطع شتمي ووصفي اني فلسطيني ؛ بدات دموعي تنهمر دون توقف ٠٠ وقتها عرفت اني فلسطيني من اقراني اصحاب الدشاديش ٠٠ تساءلت فيما بعد ٠٠ مرارًا وتكرارًا لماذا يكرهوننا ؟!
جاء الليل ٠٠ لاقع في سهوة الذاكرة والغفلة من الوقت ٠٠
ما قاله والدي لي وضعني أمام مشهد صادم حقن رأسي بكمّ من الذهول ٠٠
كل ما استطعت قوله ساخرا وبحركة طفولية بفتح فمي عن ضحكة مطعوجة نزقة ٠٠ تائهة حائرة ٠٠ فلسطيني ٠٠ فلسطيني ٠٠ كأنني اكتشفت سِرّ جديد ٠٠ وبخبث ودهاء قلت :
فلسطيني ٠٠ فلسطيني ٠٠ ومع مرور الايام اصبح مذاق هذه الكلمة طعمها كاالشكولاتة المرّة ٠٠
مرّة أخرى ٠٠
لحظات من الصمت ثم تابعت :
– انا وأمي كنا بمثابة عنصر وسطي وسط كل ذلك ؛ لكن شعور بالخوف كان يومض مثل اضواء النيون في رأسين الحين والأخر ؛ أمي ثقافتها محافظة ؛ قوية ضد من يحاججها في قناعاتها الراسخة ؛ لم تستوعب خبر طلاق ام قصي جارتنا في الحارة ؛ وتوافد الرجال من اهل الخير في حارة سوق الصباح لأقناع ابوقصي العدول عن هذا الفعل الشنيع ٠٠ لكن فشلت محاولاتهم ٠٠ وكانت صرخات ابوقصي تتوالى ؛ ومنذ ذلك اليوم ظّل الصراخ لعبته المفضلة ٠٠
الآن استمع لصرخات امّهات الشهداء وهن يودعن فلذات اكبادهن ٠٠ والفضائيات تصرخ ببث الخبر

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

ثائر حمّاد وادي الحرامية

في كتاب ( أنا وحصاني ) للأسير ثائر حماد

في كتاب ( أنا وحصاني ) للأسير ثائر حماد  غصون غانم  ثائر حماد حضوره حفل …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *