الرئيسية / الآراء والمقالات / د.صالح الشقباوي يكتب : الكتابة حرية

د.صالح الشقباوي يكتب : الكتابة حرية

اكاديمي فلسطيني واستاذ محاضر  في الجامعات الجزائرية
اكاديمي فلسطيني واستاذ محاضر في الجامعات الجزائرية

تعتبر الكتابة تفريغ لفائض النص العقلي المجرد الذي ينتجه الذهن مرورا في مناطق الذاكرة بكل اتساعاتها وأحجامها كي تخرج من النص المجرد إلى النص المعقول وبذلك تحاكي مسار الواقع الذي تحاكيها الأفكار عبر الكلمات الدالة لذا فإننا نجد أن القيمة الفعلية للكتابة تحددها منظومة المفاعيل الرمزية التي تتحد وتمازج أداوتها واقع الشيء الذي قد توصفه بخصائص معينة تنطبق مع الحقيقة التي يعيشها الواصف للموصوف ويحاكيها المحاكى للمحكي بكلام أدق أقول ان الكتابة فن تعاطي العقل مع الواقع وصياغة مفاهيم دالة عليه تحمل في ذاتها خصائصه المعقولة والتي تنطبق كليا مع المجرد الواصف لذلك المعقول الذي تترائى أجزائه لمنظومة المرايا العاكسة لمدلولات العقل ،   التي تنتهج منهجا ديالكتيكيا قادر على تفكيك خصائص الشيء المراد وصفه لتحويلها الى قانون ثابت يساهم في انضاج الفكر الانساني ، فلا يعقل أن أوصف الحركة الصهيونية بمفاهيمي الفلسطينية كحركة وطنية عادلة ، لأن ذلك يتنافى وقوانين العقل الانساني الرافض لكل استبداد يقوم على حق القوة ويستولي على منظومة جغرافية يمارس عبث الاستبدال والتغيير في بنية انساقها التاريخية ، فإسرائيل هي فلسطين ، جغرافيا واحدة لمفهومين وهنا تبرز اشكالية الدال على المدلول وتتناقض في بنية المفاهيم الفلسطينية التي تؤكد في مسارها المؤكد والعيني أنها جغرافيا ملكها الفلسطينيون منذ الكنعانيون الذين استضافوا على أرضهم الاسباط الاثنا عشر الذين جاؤوا من حران بعد أن أصاب القحط والجفاف بلادهم كلاجئين يطلبون الكلأ والعيش المؤقت ، فوق أحضان هذه الجغرافيا ، وبالتالي فأن فكرة الامتلاك لاتخضع لشروط القوة التي يمارسها العقل الصهيوني على المكان والزمان بأبعاده الثلاث الماضي والحاضر والمستقبل ، اذا ان تجريد الكيانية بمفهومها الفردي يعطيها حق الدفاع عن ذاتها بكل الوسائل المشروعة ، لذا تقع الحركة الصهيونية في التناقض الثيولوجي والتناقض الديالكتيكي والتاريخي عندما تقول أن هذه الجغرافيا هي ملك لها ، بعد أن وعد الرب أبراهام بها حيث أن الموعود بهذه الجغرافيا هو أصلا وارد لها من أور ، فكيف للرب أن يعط شيئا امتلكه أصحابه قبل مئات السنين من قدوم ابراهام المهاجر اليها وهنا أشكك بصحة هذا الوعد الذي تحتويه أسفار التوراة ، خاصة سفر الخروج في الأصحاح الثالث عشر .
إن قضية أبراهام هي قضية أصاغها العقل اليهودي الذي نطق بلسان الرب يهوى وأعطى حقا لمن لايستحق ، فبالتالي فلسطين هي أرض كنعانية عربية فلسطينية وهي الجغرافيا الوحيدة في العالم التي تحمل اسم أصحابها الفلسطينيون ، هم الذين اعطوا اسمهم للمكان ، واضافوا عليه هالة مقدسة من المعنى والقصدية والرمزية ، وبالتالي فإن الحق الفلسطيني في الامتلاك ناجز تاريخيا .

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عمر حلمي الغول

عمر حلمي الغول يكتب : نواقص القرار الاممي

نبض الحياة نواقص القرار الاممي عمر حلمي الغول بين مد وجزر على مدار 171 يوما …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *