الرئيسية / الآراء والمقالات / علي ابو حبلة يكتب : الأردن: القدس خط أحمر والمساس بها لعب بالنار

علي ابو حبلة يكتب : الأردن: القدس خط أحمر والمساس بها لعب بالنار

علي ابو حبلة

الأردن: القدس خط أحمر والمساس بها لعب بالنار
علي ابو حبلة

الاهتمام الهاشمي بالقدس يأتي من منطلق عقدي وديني وتاريخي وحضاري للمحافظة على هذه المدينة المقدسة. فهذا الشريف الحسين بن علي (ملك العرب) اهتم بالقدس وفلسطين عامة وحافظ عليها. وظهرت بوادر اهتمام الحسين بالقدس منذ بداية القرن العشرين، ففي موسم حج عام 1923 التقى وجهاء فلسطين وقال لهم» كونوا على ثقة أننا نحافظ على أصغر قرية في فلسطين محافظتنا على بيت الله الحرام، ونريق في سبيل ذلك.

وفي حديث لصحيفة النهار اللبنانية في 1/3/1969م « حدد المغفور له الحسين المكانة الخاصة التي تحتلها القدس لدى الهاشميين مؤكداً عروبتها وأحقية الهاشميين والعرب فيها قائلاً: «القدس لها مكانة لا أستطيع أن أصفها لك بالنسبة لي كهاشمي وبالنسبة إلي وإلى أسرتي التي ضحت باستمرار في سبيلها، من الثورة العربية الكبرى حتى اليوم. قائد هذه الثورة يرقد في القدس، وجدي هناك، انها كل شيء. والقدس لها عندي المكانة نفسها كمسلم وعربي. وكفاحنا من اجلها وفي سبيل الاحتفاظ بها كفاح لا يهدأ. القدس عربية والقدس، حقنا ولن نفرط في هذا الحق ولو كلفنا حياتنا. تسألني عن القدس وتريد جواباً بكلمات؟ ( القدس كل شيء»).

ولما تسلم جلالة الملك عبدالله الثاني ابن الحسين سلطاته الدستورية في 7 شباط 1999م، سارعلى نهج سلفه الهاشميون الأخيار في أمر القدس وحدد الموقف الأردني من قضية القدس في الكثير من المحافل المحلية والعربية والدولية، ففي حديث لجلالته لمجلة الحوادث اللبنانية في 17/9/1999م قال جلالته «القدس بالنسبة لنا ارض فلسطينية محتلة ينطبق عليها ما ينطبق على سائر الأراضي الفلسطينية المحتلة…نحن ندعم نساند الأشقاء الفلسطينيين للتوصل إلى كامل حقوقهم… نحن نؤمن بان القضية الفلسطينية هي لب الصراع في الشرق الأوسط وأنه لا يمكن ان يتحقق السلام المنشود بدون تسوية هذه القضية تسوية عادلة»( ).

ويشدد الملك عبدالله الثاني على ضرورة التزام إسرائيل بقرارات الشرعية الدولية وتطبيق قرارات مجلس الأمن الدولية. وصر على ثوابت الموقف الأردني بخصوص القدس باعتبارها جزءا من الأراضي الفلسطينية المحتلة وينطبق عليها قرار مجلس الأمن 242 و338 ويقول الملك عبد الله الثاني بهذا الخصوص «…موقفنا تجاه القدس واضح وثابت ومبدئي في اعتبار القدس جزءا من الأراضي المحتلة وهذا ما عبر عنه بكل وضوح أيمن الصفدي وزير الخارجية الأردني الذي

أدان «الهجمات العنصرية» الإسرائيلية ضد الفلسطينيين في #القدس الشرقية داعيا إلى «تحرك دولي لحمايتهم»، وحذر إسرائيل من ان «القدس خط أحمر والمساس بها لعب بالنار».وكتب الصفدي على صفحته على تويتر باللغة العربية «ندين الهجمات العنصرية على البلدة القديمة (في) القدس المحتلة ونحذر من تبعاتها»، مؤكدا أنه «لا بد من تحرك دولي فاعل لحماية المقدسيين من الاعتداءات وما تمثل من كراهية وعنصرية». وبعدما رأى أن «مسؤولية وقف الاعتداءات وفق القانون الدولي (…) تقع على سلطات الاحتلال»، حذر من أن «القدس خط أحمر والمساس بها لعب بالنار».

الموقف الأردني ثابت ومبدئي حيث يؤكد الملك الأردني على أن القدس الشرقية مدينة عربية فلسطينية محتلة، شأنها شأن جميع الأراضي العربية المحتلة.

الأردن بمكوناته الشعبية والرسمية كافة يقف إلى جانب الشعب الفلسطيني ودعم صمود المقدسيين بكل ما يملك من إمكانيات ويدين بأشد العبارات الاعتداءات على المقدسيين، ويقف في وجه الاستيطان الغير شرعي، ويندد تطرف وعنصرية الاحتلال ومستوطنيه، وقد أثبت الأردن بقيادة الملك عبد الله الثاني حنكة سياسية فائقة وقدرة على إدارة الأزمات المتلاحقة في الصراع العربي – الإسرائيلي. وأن مسؤولية دعم صمود الشعب الفلسطيني على أرضه مسؤولية مشتركة لا يستطيع الأردن تحملها وحده، عربيا، فإن من يهمه أن تبقى القدس عربية مدعو اليوم لوقفة جادة لدعم صمود المقدسيين الفلسطينيين على أرض فلسطين والتحرك الجاد والفعلي لوقف ممارسات سلطات الاحتلال ومستوطنيه ضد الشعب الفلسطيني وضرورة التصدي لمخطط تهويد القدس، وعلى المجتمع الدولي أن يضع حدا لتحدي إسرائيل لقرارات الشرعية الدولية تدعو لوقفة جادة لدعم الصمود الفلسطيني وحقه في تقرير مصيره وحق المقدسيين في ممارسة حقهم في الترشح والانتخاب على أرض القدس المحتلة. وفي المحصلة أن إسرائيل هي من ستتحمل تداعيات أحداث القدس الناتجة عن عنصريتها وعنصرية مستوطنيها.

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية

حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية بقلم  :  سري  القدوة الخميس 28 آذار / مارس …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *