الرئيسية / تحقيقات و حوارات / أسواق القدس العتيقة

أسواق القدس العتيقة

27901

 
أسواق القدس العتيقة
 

رام الله / الصباح / كتب أ.د. حنا عيسى

أستاذ القانون الدولي

أمين عام الهيئة الاسلامية المسيحية لنصرة القدس والمقدسات
 
“في القدس أبنية حجارتُها اقتباسات من الإنجيل والقرآن”
(تميم البرغوثي)
 
أسواق القدس هي واحدة من أبرز معالم المدينة المقدسة، وهي تجاور الحرم القدسي الشريف، و تعانق أسواره وتلتصق بها التصاقاً تاماً، حتى أصبحت جزءاً من هذه الأسوار. وتمتاز الأسواق ببهاء قبابها وبديع مناظرها، إذ تحلق بالمرء إلى فضاءات التاريخ حيث كانت هذه الأسواق في عزها أيام الأيوبيين والفاطميين والمماليك والعثمانيين.
 
وأسواق القدس عبارة عن شوارع صغيرة على جوانبها محال تعتليها منازل مقببة الأسقف، وعلى نوافذها مشربيات خشبية، وفي كل شارع طويل تستقر محال تجارية تبيع نفس النوع من البضائع، ويطلق عليها اسم البضائع التي تبيعها.
 
ويعود تاريخ هذه الأسواق إلى قبيل الاحتلال الإسرائيلي عام 1948م، فقد بنيت في عهد الأمويين، وحدثت في العهد العباسي، وبعد ذلك طبع المماليك صبغتهم عليها، وآخر اللمسات المعمارية أيضا كانت عثمانية الشكل، وقد طرأ عليها تغيير بعد عام 1967م، حيث طمست أعداد منها، وبني مكانها الحي اليهودي الذي يقوم على (116) دونما من مجموع مساحة البلدة القديمة البالغة (871) دونما، وما تزال أسواق القدس، أو ما بقي منها، ميزة للمدينة
 
أسواق القدس:
 سوق العطارين: وهي سوق مسقوف تقع بين سوق اللحامين وسوق التجار، وفي سقفها نوافذ كثيرة لنفاذ أشعة الشمس، ويصل طوله إلى 300م وعرضه متران ونصف، ويوجد فيه مائه وستة حوانيت متعددة منها خمسة حوانيت متخصصة في بيع العطارة أوْقَفَهُ صلاح الدين الأيوبي على مدرسته الصلاحية في القدس.
 سوق اللحامين: تبدأ من سوق البازار في الشرق وتسير إلى سوق النحاسين في الشمال، وهي سوق قديمة ومغطاة، ويوجد في سقفها نوافذ للتهوية والإضاءة. عرف بهذا الإسم لوجود كثير من محلات بيع اللحوم الطازجة والأسماك.
 سوق باب القطانين: وهو من أقدم أسواق القدس، يبلغ طوله 100متر وعرضه 10 أمتار، وعلى جانبيه دكاكين، وكانت عند إنشائها سنة 737هـ/ 1336م معدة لبيع جميع أنواع الأقمشة والبضائع التي كانت تحملها القوافل التجارية من الهند إلى القدس عن طريق بُصرى وبغداد والموصل.
 سوق الحصر: وهي سوق قديمة وصغيرة، تقع في آخر سوق البازار من الشرق تجاه سوق اللحامين من الجنوب. سمي بهذا الاسم لكثرة بائعي الحصر والسجاد، حيث كان مرتعاً لتجار الحصر والسجاد.
 سوق البازار: وهو سوق تمتد من سويقة علون غرباً حتى ملتقى سوق الحصر وسوق اللحامين شرقا. وفيه تباع الفواكه والخضراوات ويمتاز بأرضه المرْصوفة بشكل رائع جميل.
 سوق باب السلسلة: يتفرع من هذه السوق إلى جهة الجنوب زقاق يتخلله الكثير من الدرج، وكان يوصل إلى حائط البراق الواقع إلى الغرب من المسجد الأقصى المبارك، وكانت هذه السوق في الجانب الأخير لسوق التجار من الشرق وتتصل به وبسوق الدلالين.
 سوق اليهود: هو مستحدث بعد النصف الثاني من القرن التاسع عشر، ويقع مقابل سوق التجار والصياغ ولم يكن يفصل بينهما إلا بعض الدكاكين، وهي سوق طويلة تلتقي بالسوق الكبيرة من الشمال، وكان معظم سكانها من اليهود إلى عام 1936م حيث تناقص وجودهم بعد هذا التاريخ بسبب الثورة التي شهدتها القدس وسائر الأراضي الفلسطينية، إلا أنهم عادوا بعد عام 1967م واحتلوا مساحات أكبر من البلدة القديمة بما فيها الأسواق، قسم هدموه وأزالوه من الوجود بما فيه من أبنية وأسواق ومدارس، وقسم آخر سيطروا عليه واستغلوه لأغراضهم الخاصة.
 السوق الجديدة: تقع بباب الخليل وعلى بعد سبعين ذراعاً منه إلى الشرق تجاه القلعة.
 سوق الباب الجديدة: هو سوق تقع قرب باب الجديد أحد الأبواب الشمالية لمدينة القدس. فتح زمن السلطان عبد المجيد الثاني شمال المدينة والكازانوفا.
 سوق التجار:ومن أسمائها سوق الصياغ، وهي تقع شرق سوق العطارين وتسير على محاذاة نصفها القبلي ثم تتصل بها، وجنوب سوق الباشورة، وهي سوق قديمة مسقوفة وبسقفها تنفذ أشعة الشمس والهواء.
 السوق الكبيرة: ويسمونها سوق الخضرة تبدأ عند ملتقى سوق اليهود بسوق التجار غرباً، وتمتد حتى باب السلسلة شرقاً، وهي مقبوة ولها نوافذ في سطحها، وفي منتصفها إلى الشمال خان رحب يعرف بخان السلطان فيه بعض المطاحن والمعاصر.
 سوق الباشورة: تقع جنوب سوق العطارين، والباشورة كلمة تعني القلعة، وكانت فيما مضى مقر الحكام المماليك وهو من الأسواق القديمه التي يعود تاريخها للعصر الروماني.
 سوق النحاسين: تقع إلى الشمال من سوق اللحامين وإلى الجنوب من باب خان الزيت.
 سويقة علون: تمتد من موقع الموقف الكائن تجاه القلعة من الغرب حتى ملتقى طريق البازار وحارة النصارى من الشرق. وسميت بهذا الإسم نسبة إلى عائلة علون المقدسية، وهي من الأسواق المزدهره بالسياح الأجانب حيث أنها تقع في حي النصارى قرب باب الخليل.
 سوق باب حطة :وهي سوق تقع في حي باب حطة شمال الحرم القدسي، وأما اليوم فهي أقل الأسواق حركة ونشاطاً. وهي مستقلة عن جميع أسواق المدينة ومنفردة عنها.
 سوق باب خان الزيت: عرف السوق بهذا الإسم نسبة إلى وجود خان أثري فيه يعرف باسم “خان الزيت” حيث كان في أوائل القرن الماضي في القرن العشرين يمتاز بمعاصر زيت الزيتون، وكان في كل معصرة مخزن كبير (خان) لزيت الزيتون.
 سوق باب العمود: تقع بين خان الزيت جنوبا وباب العمود شمالا، ويوجد بين السوقين زقاق يوصل من جهة الغرب إلى الخانقاه الصلاحية، ثم حارة النصارى.
 سوق افتيموس: اشترى أرضه البطريرك أثنابيوس سنة 1837م من آل العلمي، فهي من أملاك البطريركية الأرثوذكسية، وقد بنى فوقها الأرشمندريت أفتيموس سوقا سميت باسمه.
 سوق حارة النصارى: تقع بين سويقة علون في الجنوب والخانفاه الصلاحية في الشمال، وهي سوق طويلة وكبيرة ومرصوفة رصفا جميلا، ويتفرع منه سوق آخر باتجاه الكنيسة، وهي سوق مغطاة بقبو، وبعد بابها الشرقي الموصل لساحة الكنيسة.
 سوق الخواجات: يقع إلى يسار سوق العطارين، ويشتهر هذا السوق بالمحلات التي تحيك الملابس التراثية القديمة مثل القمباز والعبايات وكان يشتهر ببيع الذهب أما حاليا فمحاله التجارية تقتصر على الأقمشة.

لن يقفل باب مدينتنا ..باب العمود”بوابة دمشق”

يقع في منتصف الحائط الشمالي لسور القدس ، وهو أكبر أبواب المدينة وأكثرها إتقانا لفن العمارة الذي أشتهر به العثمانيين من بين أبواب المدينة الستة الباقية ، لقد احتفظ الباب بشكل مدخله الأصلي ، وهو على شكل حرف (L) باللغة الإنجليزية ، والشارع المؤدي إلى باب العمود هو شارع نابلس الرئيسي ، ويقود الباب إلى الجزء الإسلامي من المدينة وهو الأكبر والأكثر حيوية من بين أجزاء المدينة القديمة ، وتعلو هذا الباب قوس مستديرة قائمة بين برجين.

أما سبب تسمية باب العمود فقد كشفت حفريات جرت عام 1936م وجود بابين يعود أحدهما إلى زمن الإمبراطور (هادريانوس) الذي أسس مدينة “ايلياء كابيتولينا”، أما الباب الثاني فهو “هيرودوتس اغريباس” في منتصف القرن الأول الميلادي، وتظهر الكتابة فوق باب” هادريانوس” اسم المدينة الجديدة، والباب عبارة عن قوس ضخمة ترتكز على دعامتين من الحجارة القديمة المنحوتة نحتاً ناعماً، وقد أضيف عمود داخل الباب في أيام الإمبراطور هادريانوس نفسه، حيث يظهر العمود في خريطة الفسيفساء التي عثر عليها في الكنيسة البيزنطية في”مأدبا”، وقد بقى هذا العمود حتى الفتح الإسلامي ولذلك سمى العرب الباب “باب العمود”، وكان يدعى من قبل بوابة دمشق لأنه كان مخرج القوافل إليها.

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

received_421978380379975

يوم الارض اهم مراحل النضال للشعب الفلسطيني ضد المشروع الصهيوني

الأسير رائد عبد الجليل ٠٠٠ شكل يوم الارض اهم مراحل النضال للشعب الفلسطيني ضد المشروع …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *