الرئيسية / الآراء والمقالات / عاطف صالح المشهراوي يكتب : أسرانا الفلسطينيون .. ألمٌ وصمودٌ داخل السجون

عاطف صالح المشهراوي يكتب : أسرانا الفلسطينيون .. ألمٌ وصمودٌ داخل السجون

عاطلف المشهرواي

أسرانا الفلسطينيون .. ألمٌ وصمودٌ داخل السجون
 
بقلم : أ . عاطف صالح المشهراوي
 
كانت ولا زالت قضية أسرانا البواسل تُعتبر من أهم القضايا الوطنية المركزية الأساسية الهامة والأكثر حساسية ، والتي توحد شعبنا لتحريرهم من سجون الاحتلال .. إنها القضية التي تؤرق كل المخلصين والغيورين والحريصين على مصالح شعبنا وقضيته الوطنية في طريق جهاده ونضاله من أجل إنجاز الاستقلال والحرية من الاحتلال .
 
لذا كان واجباً على شعبنا الفلسطيني أن يجعل يوماً وطنياً لأسرانا القابعين في سجون الاحتلال الذين يتعرضون للإجراءات التعسفية والممارسات القمعية الإجرامية التي تستهدف صمودهم ، ويتعرضون للقتل المتعمد والتعذيب الوحشي ، فهم يعانون عذابات القيود والسلاسل ويتجرعون مرارة الوجع والألم والحرمان في الزنازين وأقبعة التحقيق وغيرها من الانتهاكات الإجرامية .
 
حسب آخر الإحصائيات الإعلامية فإن هناك ما يقارب مليون فلسطيني اعتقلوا منذ عام 1967 ، بينـهم 15 ألف فلسطينية وعشرات آلاف الأطفال، وان الكثير منهم يتعرضون للتعذيب خلال التحقيق معهم على يد جنود المحققين الإسرائيليين بأشكال متعددة ومتنوعة ، وفرض العقوبات التي وصلت إلى حد القتل للمعتقلين الجدد إضافةً إلى أن عدد كبير منهم مرضى بأمراض مزمنة ويتعرضون للموت في أي لحظة نتيجة تدهور أوضاعهم الصحية وسط استهتار واضح ومتعمد من قبل سلطات الاحتلال بهدف تحطيم المستقبل الفلسطيني .
 
لذا لا بد من ضرورة العمل الجاد لتحقيق الوحدة الوطنية والمصالحة الفلسطينية وتطور إستراتيجية وطنية تتناسب مع محنة الأسر القاسية التي يعيشها أسرانا داخل سجون الاحتلال .
 
معاناة أسرانا تستوجب من الجميع بذل المزيد من الجهود لأجل خدمة قضية الحركة الأسيرة ، ولا بد من ضرورة إيجاد إستراتيجية وطنية شاملة تُساهم في الإفراج عن كافة الأسرى ، وضرورة إشراك جميع الفصائل السياسية للتنسيق الكامل معها من أجل رفع كفاءة الأداء الفلسطيني العام بما يتعلق بقضية الأسرى وسرعة الانضمام لمحكمة الجنايات الدولية لمحاكمة مجرمي الحرب ،بالإضافة إلى أهمية تفعيل دور السفارات والبعثات الفلسطينية الدبلوماسية في الخارج .
 
في فعاليات يوم الأسير وجب على شعبنا الفلسطيني في الوطن والشتات أن يُحيي هذا اليوم وكل يوم بشتى الوسائل المتعددة وبكل الأشكال الجهادية والنضالية ، وأن يكون توجهاً وطنياً لدعم قضية أسرانا الأبطال من خلال شبكة إسناد وتأييد حقيقية جماهيرية وإعلامية لمساندتهم حتى يكتب الله لهم التحرير والنصر والخلاص تقديراً ووفاءًا لهم ولقضيتهم العادلة ومكانتهم لدى شعبهم ووطنهم .
 
حقاً يجب تضافر كل الجهود والتفاف شعبنا حول قضية الأسرى والمعتقلين الأبطال وتكامل الدور الرسمي بمواصلة الجهود من أجل إطلاق سراحهم جميعاً دون قيد أو شرط ، وفضح ممارسات وسياسات الاحتلال الإجرامية التي تستهدف صمود أسرانا ،وخاصة الاعتقال الإداري والإهمال الطبي المتعمد والمحاكم الصورية التي تطلق الأحكام العالية وإبقاء سياسة العزل الانفرادي .
 
لذا فإننا نطالب كل الأحرار للعمل الجاد بضرورة الإفراج عن كافة أسرانا من سجون الاحتلال ، وندعو الحكومات العربية والإسلامية بقياداتها وعلمائها وشعوبها إلى دعم ومناصرة قضية أسرانا بكل الوسائل الممكنة والوقوف عند مسؤولياتهم وضرورة وضع حداً لمثل هذه الجرائم التي تجري علناً بحقهم ، حيث أن هذه القضية ليست قضية فلسطين وحدها ،بل هي قضية الأمة التي تُشغلنا على مدار الساعة .
 
نطالب المؤسسات الحقوقية والإنسانية التي تتشدق بحقوق الإنسان والإنسانية بأن تمارس الضغط على الاحتلال من أجل إنهاء معاناة أسرانا ، فإنهم أمانة في أعناقهم ، كما ونطالب المجتمع الدولي بعدم الكيل بمكيالين ، وأن ينظر إلى الواقع الأليم الذي يعيشه الأسرى في سجون الاحتلال .
 
أملنا في شعبنا الفلسطيني وفى أحرار العالم أن تكون قضية الأسرى محور اهتمامهم ، فقضيتهم تحتاج إلى جهد الجميع وفى كل الأوقات حتى نُوفى هؤلاء الأبطال جزء يسير من حقهم علينا ، وأن نقول لهم بأننا معكم ولن نترككم وحدكم في المواجهة ، ولن نتخلى عنكم حتى ينعم الله عليكم بالحرية والأمان .
 
وفي هذا الصدد فإننا نثمن عاليا دور المقاومة الفلسطينية في تحريك قضية الأسرى التي تحتل سلم أولويات شعبنا بكافة أطيافه وفصائله والتي لم ولن تدخر جهداً للعمل على تحريرهم من سجون الاحتلال البربرية ، فكل التحية لكل مجاهد يدفع نحو تعزيز الُلحمة الوطنية وتعزيز الموقف على الساحة النضالية حتى يتخندق الجميع وفق خطة وبرنامج نضالي مشترك متفق ومتوافق عليه للبدء بانتزاع الحقوق التي اغتُصبت وسُلبت من قبل النازي الصهيوني على مدار السنوات الماضية .
 
بقي لنا القول بأن أبطالنا الأسرى يقاومون بطش السجان بإرادة قوية وعزيمة صلبة لا تعرف اللين أو الانكسار ، ويواجهون كل يوم قوانين صهيونية عنصرية تشد الخناق عليهم وتمتهن كرامتهم الآدمية وتحرمهم من أبسط حقوقهم الإنسانية على مرأى ومسمع من العالَم الظالم والعربي الإسلامي الصامت ، لكنهم في الوقت ذاته يحملون روح الأمل والتحدي دون أي ملل أو كلل .
 
فيا أسرانا الأبطال حقاً أننا بعيدون عنكم في المسافات ولكننا قريبون منكم بالذكريات ، نخاطب فيكم الصبر والصمود والثبات ، وفي يومكم الوطني هذا نبعث لكم بأسمى الآيات .. آيات الفخر والاعتزاز والحب والتقدير ،وكل عام وأنتم إلى الحرية أقرب ..
– صحفي وكاتب إعلامي أكاديمي

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر
رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين

د جمال ابو نحل يكتب : أيقونة سلاطين هذا الزمان فخامة سلطان عُمان هَيثمُ الهُمام

أيقونة سلاطين هذا الزمان فخامة سلطان عُمان هَيثمُ الهُمام من عاش لشعبه، ولِوطنه عاش كبيرً، …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *