الرئيسية / الآراء والمقالات / د. عبدالرحيم جاموس يكتب : ثلاثة وثلاثون عاما على الرحيل ..!

د. عبدالرحيم جاموس يكتب : ثلاثة وثلاثون عاما على الرحيل ..!

6666
ثلاثة وثلاثون عاما على الرحيل ..!
بقلم د. عبدالرحيم جاموس
في أتون الإنتفاضة المجيدة وفي السادس عشر من نيسان للعام الف وتسعمائة وثمانية وثمانين ، تمكنت وحدة من وحدات الإرهاب الصهيوني من الوصول الى منزل الشهيد القائد خليل الوزير ابوجهاد في تونس في اطار عملية ارهابية معقدة ومركبة ومتشعبة الخيوط ، قامت بإقتحام منزله بعد اشتباك مع الحرس لتدخل الى داخل المنزل وتشتبك مع الشهيد مباشرة وجها لوجه الى ان ارتقى الى الرفيق الأعلى شهيدا مدرجا بدمائه الزكية بعد مقاومة باسلة منه للقتلة فأفرغوا في جسده أكثر من مئة رصاصة من رصاص الغل والحقد المتراكم في قلوبهم على الشهيد البطل والذي يعتبر بحق وحقيقة اول الرصاص واول الحجارة ، وصانع فجر جديد لشعبنا الفلسطيني مع اخوانه ورفاقة الميامين و صانع ثورة بعزيمة لاتلين مستمرة جيلا بعد جيل حتى النصر المبين.
كانت تظن العصابات الصهيونية أن اغتيالة سينهي الإنتفاضة المجيدة وسيطفئ لهيبها ، وسيقضي على حركة فتح وعلى الثورة الفلسطينية ،لكن النتيجة كانت عكس هذا الوهم فتصاعدت الإنتفاضة موجة وراء موجة تقض مضاجع المحتل وتكشف بؤسه وخيبة أمله وتعري جرائمه امام العالم الذي حيا شعبنا وانتفاضته وترددت اصداؤها في كل ارجاء العالم.
نعم لقد آلمنا رحيل القائد ابا جهاد وكان ضربة مؤلمة للحركة الوطنية الفلسطينية لما يمثله في مسيرتها منذ النشاة والتأسيس والإنطلاقة في الاول من يناير للعام الف وتسعمائة وخمسة وستين الى ان التحق بمن سبقه من شهداء المسيرة من رفاقه وإخوانه ابو على إياد وعبدالفتاح عيسى حمود وابو صبري وكمال ناصر وكمال عدوان وابويوسف النجار والحج حسن وجواد ابو الشعر وسعد صايل وابوحسن ومروان وحمدي والقائمة الطويلة من الشهداء الأبرار ، فقد كان شهيدنا ابوجهاد ثورة في حد ذاته ومدرسة ومعلما لكل الثوار ،وعلما من اعلام حركة التحر الوطني العالمية على امتداد مساحة النضال التحرري من الإستعمار والصهيونية والعنصرية .
رغم ألمِ الرحيل والفراق المبكر للقائد الرمز ابوجهاد إلا ان اثره باق فينا وفي الأجيال اللاحقة حتى تتحقق الأهداف الوطنية التي نذر الشهيد نفسه لأجلها .
ان الشهيد القائد ابو جهاد كان ثائراً وفارساً من فرسان فلسطين الحقيقيين في تاريخها الحديث الذين آمنوا بفلسطين ونذروا أنفسهم فداءً لها.
لقد كان رائدا من رواد فلسطين العظام الذين تركوا خلفهم تاريخا وإرثا نضالياً مشرفاً، فحق له ان يكون رمزا من رموز الثورة الفلسطينية.
لقد حمل الشهيد أبو جهاد الى جانب اخوته الشهداء منهم، والاحياء، كل أعباء مرحلة التأسيس لثورتنا المعاصرة رغم شح الإمكانات وتعقد الظروف المحلية والإقليمية، فكانت افعالهم خير شاهد على ايمانهم بفلسطين وبحتمية النصر.
ابو جهاد كان أخًا مُحبًّا لجميع اخوته الرجال الذين لم يبدلوا تبديلا، وكان ايضا أول الرصاص وأول الحجارة، فكان رجلا متزنا مفكرا ومخططا وقائدا، حافظ على بوصلة البندقية باتجاه العدو فقط، سبّاقا لتعزيز الوحدة الوطنية، آمن بأن أبناء الوطن على اختلاف توجهاتهم وانتماءاتهم خُلقوا من أجل فلسطين وتحريرها والعودة اليها والعيش في كنف الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس.
ابوجهاد سيبقى النموذج في الانتماء والقيادة والتخطيط والتضحية لكل الأجيال من بعده.
رحم الله الشهيد القائد امير الشهداء ابو جهاد وجميع شهداء شعبنا وامتنا الذين قضوا على درب الثورة والعزة والتحرير .
د. عبدالرحيم جاموس
Pcommety@hotmail.com

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : حكومة الاحتلال فوق القانون الدولي

حكومة الاحتلال فوق القانون الدولي بقلم  :  سري  القدوة الأربعاء 24 نيسان / أبريل 2024. …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *