الرئيسية / الآراء والمقالات / عائد زقوت يكتب : طريق الشام الجديد

عائد زقوت يكتب : طريق الشام الجديد

عائد زقوت

طريق الشام الجديد
عائد زقوت

إن الأحداث التي تعرضت لها المملكة الأردنية في سابق الأيام القريبة من محاولة لتغيير النظام في المملكة حسب ما أعلنته الجهات الرسمية الأردنية، والمواقف الرسمية العربية تجاه ما حدث، يُعيد للأذهان مسلسل الربيع العربي قصة وسيناريو واخراج البيت الأبيض الأميركي، وهذا ما تشير إليه السياسات اليسارية الأميركية بقيادة بايدن تجاه الدول العربية الداعية لتقسيمها وتغير أنظمة الحكم فيها بأي وسيلة متاحة قادرة على تحقيق أهدافها، ويبدو واضحا أن برنامج الإدارة الأميركية الحالية هو امتداد للإدارة السابقة للديمقراطيين بقيادة أوباما تجاه المنطقة العربية، فهل ما حصل في الأردن  هو اعادة لخلط الأوراق في المنطقة احياءً  لخطة الربيع العربي، ام أنه تصفية حساب مع الأردن نتيجة لمواقفه المؤازرة للأنظمة  التي استهدفتها ثورات الربيع العربي، والموقف المساند للفلسطينيين من صفقة القرن، كذلك التوتر في العلاقة مع دولة الاحتلال وفي مقدمتها مشكلة المياه، والوصاية على المقدسات الإسلامية في القدس الشريف، أم أن كل هذه المعطيات لم تكن هي المحرك للأحداث في الأردن فقط، بل المحرك الخفي هي الرغبة الأميركية المتقاطعة مع دولة الاحتلال في وقف التحركات  الأردنية المصرية والعراقية لإنشاء الشام الجديد وهو تكتل اقتصادي يجمع بين مقدرات الدول الثلاث، مع انشاء خط نفطي يمتد من البصرة مرورا بالأردن وصولا إلى مصر، وبهذا يكون نواة لتجمع اقتصادي عربي ذو أبعاد استراتيجية سياسية واقتصادية وأمنية، وذلك للحد من التدخلات الإقليمية في الشأن العربي، وفتح آفاقٍ جديدة للتعامل مع دول المنطقة في مواجهة المشاريع الاحتلالية، فكان لزاماً على الولايات المتحدة الأميركية أن تستخدم أوراقها في المنطقة لتأد أي وليد يمكن أن يجمع بين أبناء الأمة العربية تحت أي سقف وبغض النظر عن الأهداف المرجوة منه، فهل لنا ان ندرك ان ما يجري في الأردن وما يجري في مصر على صعيد التحدي الصارخ المهين من قبل أثيوبيا لمصر فيما يتعلق بسد النهضة، وكأنها بسلوكها وسياساتها تستدعي الحرب العسكرية، وهي دولة حبيسة، تعاني من حروب أهلية مستدامة، وعلى الرغم من ذلك تمارس لغة الغطرسة والقوة !؟ وكذلك الحال بالنسبة للعراق الذي لا زال غارقا في بحر من الدماء ومحاصرا بالسطوة والنفوذ الإيراني من جهة والتدخل التركي من جهة أخرى، فالمنطقة العربية مسرح مفتوح على مصراعيه لجميع اللاعبين والعابثين بمصائر شعوبها، وفي مقدمتها دولة الاحتلال ومن خلفها الولايات المتحدة الأميركية، والغائب الحاضر فيها دوماً هم شعوبها وحكامها، فهل يمكن لنا في ضوء الحراك المصري الأردني العراقي أن نمني النفس برؤية الشام الجديد بلا أي دور لدولة الاحتلال وحلفائها، أم تستطيع الولايات المتحدة الأميركية من بسط إرادتها بإحياء رؤيتها في منح تيار الإسلام السياسي من السيطرة على مقاليد الدول في المنطقة العربية، وتحطيم رؤية الدول الثلاث، أم تستمر ثورة الإرادة وخاصة لدى مصر في مواجهة الغطرسة الأميركية وإفساد مخططاتها في المنطقة، وشق طريقها نحو التعمير والبناء واحياء الأمة من جديد .

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية

حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية بقلم  :  سري  القدوة الخميس 28 آذار / مارس …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *