الرئيسية / الآراء والمقالات / عزيز بن طارش سعدان يكتب : التسلط وعلماء الطغيان

عزيز بن طارش سعدان يكتب : التسلط وعلماء الطغيان

AAA5555

التسلط وعلماء الطغيان

بقلم النقيب عزيز بن طارش سعدان

(يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ وَاخْشَوْا يَوْمًا لَا يَجْزِي وَالِدٌ عَنْ وَلَدِهِ وَلَا مَوْلُودٌ هُوَ جَازٍ عَنْ وَالِدِهِ شَيْئًا إِنَّ وَعْدَ اللَّهِ حَقٌّ فَلَا تَغُرَّنَّكُمُ الْحَيَاةُ الدُّنْيَا وَلَا يَغُرَّنَّكُمْ بِاللَّهِ الْغَرُورُ (33))
لا يمكن أن نبرر أي مرجعية من المراجع الإسلامية سواء سنية أو شيعية فعلماء السلطان من كل جنس ولون من جميع المذاهب الإسلامية وإذا حكمنا على العلماء جميعاً فذلك لا يجوز فهناك علماء يعملون من أجل الدين والعقيدة وعملهم خالص لله تعالى ومن أجل الإسلام والمسلمين، وفي المقابل هناك علماء سلطان وعلماء فتنة وعلماء شهوة وإغواء للشباب من أجل الشهوة وحتى يكون لديهم أكبر عدد من المنتمين إلى مذهبهم، ولعل القارئ الكريم يعرف ما أعني وأقول عن تلك المذاهب ولذلك علينا الرجوع إلى سيرة الرسول صلى الله عليه وعلى آله وسلم وصحابته الكرام رضي الله عنهم لأن فيها النجاة لك مسلم ليكون بعيداً عن اتباع فتاوى العلماء المتبعين لهوى التسلط وطغيانه قال تعالى (مَنْ جَاءَ بِالْحَسَنَةِ فَلَهُ عَشْرُ أَمْثَالِهَا وَمَنْ جَاءَ بِالسَّيِّئَةِ فَلَا يُجْزَى إِلَّا مِثْلَهَا وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (160)).
إن علماء السلطان والقوانين الوضعية للبشر هي التي تدمر البشرية وتضع الإنسان تحت الطغيان لقوله تعالى (كَلَّا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَيَطْغَى (6)) وعند الطغيان تظهر العبودية والجبروت والتكبر والعلو في الإنسان على أخيه الإنسان وبذلك يحدث الظلم على البشرية من بعضهم البعض تحت تسلط السلطان ويحصل الجهل والفقر في المجتمعات البشرية، وذلك يهدم مكارم الأخلاق داخل الشعوب سواء كانت شرقية أو غربية أو الشرق الأوسط ذلك الاسم الاستعماري الجديدة الذي أُطلق علينا.
إن الاسلام بما يحمله من مكارم الأخلاق للبشرية هو جدير بأن يكون قانون للبشرية جمعاء في جميع المجالات فالله كرّم الإنسان وخلقه في أحسن تقويم قال تعالى (لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي أَحْسَنِ تَقْوِيمٍ (4)). فالإسلام يرفع الإنسان إلى مكارم الأخلاق والفضائل والقيم الحميدة والعدل بين الكبير والصغير قال تعالى (إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالْإِحْسَانِ)(هَلْ يَسْتَوِي هُوَ وَمَنْ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَهُوَ عَلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (76) إِنَّ اللَّهَ يَأْمُرُكُمْ أَنْ تُؤَدُّوا الْأَمَانَاتِ إِلَى أَهْلِهَا وَإِذَا حَكَمْتُمْ بَيْنَ النَّاسِ أَنْ تَحْكُمُوا بِالْعَدْلِ إِنَّ اللَّهَ نِعِمَّا يَعِظُكُمْ بِهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ سَمِيعًا بَصِيرًا (58)وكذألك امرنا الاسلام بشورى(وَالَّذِينَ اسْتَجَابُوا لِرَبِّهِمْ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَمْرُهُمْ شُورَى بَيْنَهُمْ وَمِمَّا رَزَقْنَاهُمْ يُنْفِقُونَ (38)) إن في ذلك توضيح كامل في كل شأن من شئون المجتمع وبذلك تكون الأمة هي المرجع لتختار من يحكمها وتقوم بعمل النظام الذي تريده ولكل شعب من شعوب العالم خصوصيته في النظام سواء كان برلماني أو رئاسي لأن الله تعالى جعل النظام يقوم وفق ما يراه البشر وما يوافق هواهم على أن لا يخرجوا من النصوص الثابتة في الحقوق والواجبات والأخلاق والمواريث والقصاص المشرعة من عند الله والتي لم يترك فيها شيء للبشر وشرّعها من عنده سواء تحليل أو تحريم لأن الله حددها من عنده ولا يجوز الخروج عنها كما أمر بالشورى حتي بين الزوج وزوجته قال تعالى (فَإِنْ أَرَادَا فِصَالًا عَنْ تَرَاضٍ مِنْهُمَا وَتَشَاوُرٍ فَلَا جُنَاحَ عَلَيْهِمَا). والرسول (ص) كان مأمور بمشاورة الصحابة في كل شأن من شئون الأمة غير التبليغ الذي خصه الله به لأن ذلك أمراً ألهي لقوله تعالى (فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لَانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الْأَمْرِ) وبعد التشاور فإن عليك العزم بعد الشورى والتوكل على الله تعالى (فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ (159)) على الا يكون الاعتماد على النصر بالشورى بل يكون النصر من عند الله لقوله تعالى (إِنْ يَنْصُرْكُمُ اللَّهُ فَلَا غَالِبَ لَكُمْ وَإِنْ يَخْذُلْكُمْ فَمَنْ ذَا الَّذِي يَنْصُرُكُمْ مِنْ بَعْدِهِ وَعَلَى اللَّهِ فَلْيَتَوَكَّلِ الْمُؤْمِنُونَ (160))
إن الحرية التي يتباهى بها المجتمع الغربي أو المجتمع الشرقي في العصر الحالي لا ترفع الإنسان إلى الحرية التي جاء بها الإسلام ولا ترفع الإنسان إلى مكارم الأخلاق للبشرية، فمبادئ الإسلام هي الكفيلة برفع الإنسان إلى القيم والأخلاق النبيلة ويحافظ على كل الحقوق العامة والخاصة إذا طُبق بكل مبادئه التي كانت في العصر النبوي وعصر الخلفاء الراشدين رضي الله عنهم. ان علماء السلطان وفقهاء القانون عملوا على إخضاع الأمة وانزلاقها إلى الظلم والطغيان وذلك هدم لكل القيم الإنسانية وتضييع لكل الحقوق والحريات وتم تجريد الإنسان من كل حقوقه العامة والخاصة. إن علماء وفقهاء القانون الذين يهيئون كل شيء للطغاة من أجل التسلط على البشر ويحصل السلطان على كل الجبروت ووو الخ وما يصنعونه وفق هوى السلطان من فتاوى وقوانين تجعل الإنسان تحت العبودية وإذا خالف فإن الحبس أو القتل أو النفي هو المصير المحتوم والخضوع للاستعباد جائز في نضرهم.
إن الواجب علينا التوضيح للبشرية عن حكومة الكون التي تقوم على البرهان، وتقدم البلاغ قبل الحساب، وتقيم العدل بالحجة والبرهان بين البشر بكل الاطياف من السلطان حتي أصغر إنسان كما كان في عصر من العصور المتقدمة في صدر الإسلام الذي جاء وحرر البشرية من عبودية الفرد إلى عبودية الخالق الذي خلقة في أحسن تقويم وحرره من عبودية البشر إلى عبودية رب البشر قال تعالى (وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ اللَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ (34) وَإِذْ قَالَ إِبْرَاهِيمُ رَبِّ اجْعَلْ هَذَا الْبَلَدَ آمِنًا وَاجْنُبْنِي وَبَنِيَّ أَنْ نَعْبُدَ الْأَصْنَامَ (35) رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (36)وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَنْ يَغُلَّ وَمَنْ يَغْلُلْ يَأْتِ بِمَا غَلَّ يَوْمَ الْقِيَامَةِ ثُمَّ تُوَفَّى كُلُّ نَفْسٍ مَا كَسَبَتْ وَهُمْ لَا يُظْلَمُونَ (161) أَفَمَنِ اتَّبَعَ رِضْوَانَ اللَّهِ كَمَنْ بَاءَ بِسَخَطٍ مِنَ اللَّهِ وَمَأْوَاهُ جَهَنَّمُ وَبِئْسَ الْمَصِيرُ (162) هُمْ دَرَجَاتٌ عِنْدَ اللَّهِ وَاللَّهُ بَصِيرٌ بِمَا يَعْمَلُونَ (163) لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلَالٍ مُبِينٍ (164) أَوَلَمَّا أَصَابَتْكُمْ مُصِيبَةٌ قَدْ أَصَبْتُمْ مِثْلَيْهَا قُلْتُمْ أَنَّى هَذَا قُلْ هُوَ مِنْ عِنْدِ أَنْفُسِكُمْ إِنَّ اللَّهَ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ (165) وَلَقَدْ صَرَّفْنَا فِي هَذَا الْقُرْآنِ لِلنَّاسِ مِنْ كُلِّ مَثَلٍ وَكَانَ الْإِنْسَانُ أَكْثَرَ شَيْءٍ جَدَلًا (54) وَمَا مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا إِذْ جَاءَهُمُ الْهُدَى وَيَسْتَغْفِرُوا رَبَّهُمْ إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذَابُ قُبُلًا (55) وَمَا نُرْسِلُ الْمُرْسَلِينَ إِلَّا مُبَشِّرِينَ وَمُنْذِرِينَ وَيُجَادِلُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِالْبَاطِلِ لِيُدْحِضُوا بِهِ الْحَقَّ وَاتَّخَذُوا آيَاتِي وَمَا أُنْذِرُوا هُزُوًا (56) وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ ذُكِّرَ بِآيَاتِ رَبِّهِ فَأَعْرَضَ عَنْهَا وَنَسِيَ مَا قَدَّمَتْ يَدَاهُ إِنَّا جَعَلْنَا عَلَى قُلُوبِهِمْ أَكِنَّةً أَنْ يَفْقَهُوهُ وَفِي آذَانِهِمْ وَقْرًا وَإِنْ تَدْعُهُمْ إِلَى الْهُدَى فَلَنْ يَهْتَدُوا إِذًا أَبَدًا (57)).

shababunity@gmail.com

بقلم النقيب عزيز بن طارش سعدان شيخ قبلي الجوف برط ذو محمد اليمن

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية

حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية بقلم  :  سري  القدوة الخميس 28 آذار / مارس …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *