الرئيسية / الآراء والمقالات / حسن الحسن يكتب : وداعا احمد دغلس

حسن الحسن يكتب : وداعا احمد دغلس

16852

وداعا احمد دغلس
كتب حسن الحسن – المانيا
 
ولد احمد في يافا بتاريخ 6 ابريل 1939 وتوفي في فيينا بتاريخ 7 ابريل/نيسان 2021.
2003 .. في برلين واجهنا معا جماعة الاخوان (المسلمين) في مؤتمر اطلقوا عليه اسم (مؤتمر حق العودة). وتعمق التنسيق بيننا حتى اصبح متطابقا بخصوص الحركة في اوروبا وتوحيد الجهود والاستنهاض وتشكيل قيادة للساحة الاوروبية .. ووحدة الجاليات على الساحة الاوروبية ومواجهة الارتدادات التي ارادت ان تشرذم الجاليات وتشريع انقساماتها .. كما كنا متفقان تماما بانه من الخطأ الكبير تحويل الجاليات الفلسطينية الى تجمعات فصائلية وعقد موءتمرات الجاليات بحضور فصائلي كبير كما حصل في برشلونا وفيينا!
4546
حمل احمد راية توحيد الجاليات منذ البدء في لقاء زيوريخ وجنيف في سويسرا, وكنا نناقش كل صغيرة وكبيرة .. كنا نختلف ونتوافق ونحزن ونفرح لكل حدث في الوطن المحتل او في مخيمات الشتات. يوميا مكالمات لعدة مرات ولعدة ساعات حتى لا يبقى اي شاردة او واردة بدون تثبيت توافققنا عليها.
احمد كان عنوان فلسطين في فيينا .. لم يصل اي قيادي الى هناك دون ان يكون احمد اول مستقبليه ويقدم خدماته السياسية والانسانية والاجتماعية بما فيها زوجة حكيم الثورة جورج حبش التي كانت قد وصلت فيينا للعلاج. كان احمد سفير فوق العادة لفلسطين في النمسا. من اجل فلسطين وفتح كان لا يقعد هادئا وكان دائما ينصحني ان ادير بالي على عائلتي وألا ستطلب زوجتي الطلاق كما حصل معه ..
التركيز على الحرية والديمقراطية كان من اساسيات العمل. الاندماج باحزاب المجتمعات التي نعيش معها لنستطيع التأثير التي تخص فلسطين. اتخاذ الجاليات لغة البلد التي نقيم فيها كان امرا ضروريا لفتح الابواب للجيل الثاني والثالث. كان احمد رائدا للتصدي للانقلابيين في قطاع غزة، إذ شارك بحركة تمرد التي شكلت لإشعال الارض تحت اقدام الاحتلال والانقلابيين.. وعودة وحدة شعبنا.
كان احمد صحفيا فوق العادة للفكر الحر الديمقراطي الفتحاوي التي ملئت مئات المقالات والتحليلات والتعليقات التي كتبها ونشرها. وكان مراسلا لوكالة وفا منذ البدايات .. وعضو جمعية الصحفيين الاجانب في النمسا .. وكان نائبا لرئيسها. اسس جمعية المسلمين الليبراليين في فيينا للتصدي للذين يسيئون للديانة الاسلامية ..
وفي بدايات الثورة شارك بالتدريبات في الاردن وعمل ناشطا بالقطاع الغربي مع الشهيد كمال عدوان والشهيد ابو جهاد .. وفي عام الانشقاق 1983 التزم بقيادة الحركة الشرعية ضد المنشقين المدعومين من النظام في دمشق، مما جعلهم ينتقمون منه بقلع عينه.
عاد الى الوطن .. وقاوم الشعور بالغربة في الوطن .. وصمد هناك وتزوج وانجب صبيا عمره الان حوالي خمس سنوات .. كما ساهم بصناعة رمزًا من رموز فلسطين وهو تمثال طريف الطول الذي يتوسط قرية بُرقة قرب نابلس .. ومع انجازه بادر بإنجاز تمثال آخر لجفرا واتصلنا باقربائها في مخيم برج البراجنة في بيروت ..
كان ناقدا للأخطاء التي ترتكبها قيادة السلطة .. وضد الفساد المنتشر في دوائر الوزارات .. وكان حساسا لاستخدام مصطلحات مثل سعادة ومعالي وفخامة .. وكلمة اخ أفضل منها كلها .. إذ اصبح عندنا عدد كبير من مَن يحمل رتب عسكرية وهم ليسوا عسكريون ..
ترجل اخي الحبيب احمد بعد مكالمة هاتفية طويلة .. كانت مكالمة الوداع الاخير. رحمك الله يا احمد واسكنك فسيح جناته مع كل الفدائيين الشهداء .. سنفتقدك في هذه المرحلة التي نمر فيها .. سنفتقد قلمك الحر الديمقراطي متخطيا جميع الحواجز والحدود .. ونعدك بتكملة المشوار .. طريق الديمقراطية والحرية والاستقلال وبناء دولتنا وعاصمتها القدس المحتلة على تراب فلسطيننا ..

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية

حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية بقلم  :  سري  القدوة الخميس 28 آذار / مارس …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *