الرئيسية / الآراء والمقالات / محمد صالح الشنطي يكتب : رسالة مفتوحة للأخ ناصر القدوة ورفاقه…! العَودُأحمد و أنبل و أسمى

محمد صالح الشنطي يكتب : رسالة مفتوحة للأخ ناصر القدوة ورفاقه…! العَودُأحمد و أنبل و أسمى

2300

رسالة مفتوحة للأخ ناصر القدوة ورفاقه…!
بقلم د. محمد صالح الشنطي
العَودُأحمد و أنبل و أسمى

الأخ ناصر القدوة  المحترم
السلام عليكم و رحمة الله و بركاته ، وبعد:

أكتب إليك بوصفي مواطنا عربيا غيورا على الوطن الأشم فلسطين و الوطن العربي الكبير  في الدرجة الأولى ، ولست متأكدا من أنك ستقرأ رسالتي ، كما أنني لست في شك من أن كلماتي ستؤثر في موقفك ، وقد بذل رفاقك جهودا مضنية لإقناعك بالعدول عن رأيك في تشكيل القائمة الخاصة بعيدا عن الحركة الأم، لكنني أعوّل على  ما عُرفت به من حب لوطنك و انتماء أصيل لفتح ، و ما اتسمت به من حرص على تراثك الذي يتصل بأوثق سبب بالراحل الرمز ياسر عرفات ، وربما بلغت بي الطموحات حدّ اليقين بأنك ستثبت أنك أكبر من كل الخطابات الانفصالية التي تتعّلل بمختلف أشكال الحجج من نقد للقيادة ، فالنقد الذاتي أمر مشروع و مستحب على ألا يصل إلى حد الانفصال ، أناشد ضميرك الوطني الحر أن تعدل أنت والمناضل الكبير مروان البرغوثي عن هذا الفعل الذي لا نشكّ في لحظة عن صدق دوافعه؛ ولكننا متأكدون من فداحة خطورته وهدميّته التي يرمي إليها العدو و يشجعها ، وأطراف أخرى دولية وإقليمية هي الآن أشد شعورا بالسعادة لهذا الشق الفادح في الحركة الوطنية الفلسطينية من أي وقت مضى ، لقد عايش جيلنا – وهانحن قد تجاوزنا العقد السابع من عمرنا، كل المحاولات السابقة لشق حركة فتح  قد فشلت – و نحن على مسافة منها  بوصفنا مستقلين نرى المشهد بكل أطيافه  – نرى  كل الحركات الانفصالية و كيف انتهت إلى ما تشهدونه بأم أعينكم ، وفي ضوء  ذلك كله أود أن أحاورك عن بعد فلعل و عسى ؛ فقد وضع الله سره في أضعف خلقه ؛ أعلم أنك ابن أخت الشهيد الرمز ياسر عرفات – و أنك كنت ممثلا لفلسطين في الأمم المتحدة ، ثم وزيرا لخارجيتها ثم عضوا في اللجنة المركزية لحركة فتح ، و أعلم أيضا أنك ملمٌ بتاريخ هذه الحركة و لم يغب عن بالك ما عانته الحركة من عقوق بعض أبنائها ،في لحظات مفصلية في تاريخها خصوصا بعد الخروج من بيروت ، وما رافق ذلك من توزّع أبنائها  في أقطار عربية عدة ، و ما آل إليه أمر المنشقين من مصائر محزنة و مؤسفة ، وظلت الحركة قوية صامدة،  فهي صلب النضال الفلسطيني و صمام أمانه ، وقد يشاطرك البعض فيما ذهبت إليه من نقد لبعض سياسات القيادة ، خصوصا وهي محاصرة مسوّرة بأسوار الحواجز و التحكّم و الدسائس و المؤمرات و المال السياسي السخي  ، وربما لا ترضى عن بعض من هم في سدة القيادة ، ولكن الأمر مختلف لأنه غير عادي وحالاته استثنائية ، وأي قيادة جديدة ستجد نفسها في المأزق ذاته ، وقد حرص العدو على أن يحدث ما حدث ، فذلك يرضيه و يبهجه ، تلك خدمة مجانية لا تقدر بثمن ؛ ماذا سيقول التاريخ عنك أخي ناصر والأخ مروان  ، خذلت حركتك و أسهمت في خدمة العدو ، أناشد نبلك و إخلاصك و أناشد أسيرنا المناضل مروان البرغوثي أن ترتفعا فوق كل اعتبار ، و أن تنسحبوا لصالح الحركة الأم و ألا تكونوا رديفا لقائمة المنشقين المعروفين بما نترفع عن وصفهم به .
مع تقديري و احترامي
محمد الشنطي
8/04/2021 م

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية

حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية بقلم  :  سري  القدوة الخميس 28 آذار / مارس …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *