الرئيسية / الآراء والمقالات / عائد زقوت يكتب : اسلاميو الداخل المحتل تصويب البوصلة ضرورة

عائد زقوت يكتب : اسلاميو الداخل المحتل تصويب البوصلة ضرورة

WhatsApp Image 2021-03-23 at 8.47.43 AM

اسلاميو الداخل المحتل تصويب البوصلة ضرورة

عائد زقوت

انقضت الانتخابات البرلمانية الرابعة في غضون عامين لدولة الكيان الاحتلالية الاحلالية ولم يستطيع نتنياهو الذي بذل خلال عامين جهودا مضنية من أجل تنصيب نفسه ملكاً لدولة الاحتلال بلا منازع، إلا أنه لم يصل لمبتغاه، حيث لم تسفر نتائج الانتخابات عن أغلبية ضامنة لتشكيل حكومة مستقرة إلا من خلال انشقاق بعض الأحزاب، أو الدعم المباشر او غير المباشر من الحركة الاسلامية الجنوبية بزعامة منصور عباس الذي مهد المسرح العربي لنتنياهو ليصول ويجول فيه ليشتت الصوت العربي لضمان عدم حصولهم على مزايا الكتلة الوازنة فيما يعرف بالكنيست ولقد كان له ما أراد، وبغض النظر عن حصول قائمة عباس على أربعة مقاعد خلافاً لاستطلاعات الرأي التي كانت تشير إلى عدم تجاوزه نسبة الحسم، فإن الأحزاب العربية قد فشلت في هذه الانتخابات على الحفاظ على ثقلها السابق وتراجعت من خمسة عشر عضوا إلى عشرة أعضاء لقائمتين، لأسباب عديدة ومختلفة، ولا مجال هنا لتناولها ولكن عين الأمر ، أنَّ نتائج الانتخابات أثبتت غياب البعد السياسي والوطني في خيارات الناخب الفلسطيني في الداخل المحتل، واقتصرت على القضايا الاقتصادية والأمنية والاجتماعية وهذا يعني انصهار فلسطينيي الداخل بقضايا المواطنة على حساب القضية الوطنية، وهنا تقع المسؤولية بالدرجة الأولى على قادة الأحزاب الفلسطينية في الداخل المحتل، وفي مقدمتهم منصور عباس رئيس الحركة الإسلامية في الجنوب والذي جعل من قضايا المواطنة على أهميتها، المعيار الأساسي لتوجيه صوت الناخبين، وتحديد موقفه من الشراكة في حكومة الاحتلال بشكل مباشر أو غير مباشر، وبهذا يكون نتنياهو قد حقق النصر الأهم على صعيد تنكره ومحاربته الحقوق الفلسطينية، حيث أثمرت سياساته على تصدير القضايا الإنسانية بصفتها محل النزاع مع الفلسطينين في كافة أماكن تواجدهم على أرض فلسطين التاريخية، فهل سنرى رئيس القائمة الموحدة وزيراً في حكومة تصادق على مشروعية الاستيطان وهدم البيوت، وسفك الدماء، أو يساند حكومة من الخارج برئاسة نتنياهو، والسؤال من أين استمد منصور هذه القوة في خروجه من القائمة المشتركة؟، وعلى ماذا اعتمد في رهانه على نتنياهو؟ ولماذا اكتفت الحركة الإسلامية في الداخل المحتل بتبرير موقفها من منصور، بالانشقاق الحاصل في الحركة رداً على نهجه تجاه القضية الوطنية؟! ألم يكن بمقدور الحركة اتخاذ الإجراءات المتبعة تنظيمياً لوقف هذا الانزلاق إلى الهاوية أم أن وراء الأكمة ما وراءها، لقد كشفت الأحداث عن ساقها، ولم يعد ممكناً لأحد البحث عن مبررات، فعلى قادة الأحزاب الفلسطينية العربية في الداخل المحتل بكافة تلاوينهم، وخاصة الحركة الإسلامية، أن يراجعوا حساباتهم ويتخلوا عن نرجسيتهم أو يترجلوا عن مواقعهم لصالح قيادات جديدة أكثر اتساقاً مع الجماهير وتلمساً لحاجتهم، واحداث التوازن بين القضية الوطنية والمواطنة التي لا غنى عنها .

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عمر حلمي الغول

عمر حلمي الغول يكتب : نواقص القرار الاممي

نبض الحياة نواقص القرار الاممي عمر حلمي الغول بين مد وجزر على مدار 171 يوما …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *