الرئيسية / الآراء والمقالات / عاطف المشهراوي يكتب : جميل عيدها .. والأجمل برها ..

عاطف المشهراوي يكتب : جميل عيدها .. والأجمل برها ..

عاطلف المشهرواي

جميل عيدها .. والأجمل برها ..
 
بقلم/ أ. عاطف صالح المشهراوي
 
أمسكت بقلمي وحاولت أن اسطر ما يجول في خاطري وما أشعر به من أحاسيس تجاه الأم فعجز القلم عن وصف شلال مشاعري المتدفق ووقف ساكناً لا يستطيع التعبير ، فمهما وصفت الأم أو عبرت عن مشاعرى تجاها فلن أوافيها حقها ، حيث أنها أحقُ الناس بحسن صحابتي ، فهى رحمة من الله لى فى الدنيا والآخرة ، وصدق رسول الله صلى الله عليه وسلم عندما سُئل من أحق الناس بصحابتي ؟ قال : (أمك). قال : ثم من ؟ قال : (أمك). قال : ثم من ؟ قال : (أمك). قال : ثم من ؟ قال : (أبوك) .
فجنة الآخرة تحت أقدامها وجنة الدنيا بين ضلوعها وأطرافها ، فعطائها لا نهاية له منذ أن حملتنى في أحشائها ومن ثم بين ذراعيها حتى آخر يوم في حياتها ، وهى التي كانت تعطى ولا تنتظر المقابل ، ترعاني باللطف وتحمل ألمي ، فهي الحنونة على بقائي وإدامة حياتي حتى أصبحت بهذه القوة التي أنا عليها ، فسهرها الطويل طول تلك الليالي لأجلي حتى أحيا حياة سعيدة آمنة لا أشعر بالبرد ولا الجوع ولا الضياع ، فهي علمتني وساعدتني للوصول إلى بر الأمان في الدنيا والآخرة .
 
لذا وجب علي َأن أبرها وأدعو لها بالخير والمغفرة والقبول ، وأطلب متوسلاً من الله أن يجعل لها نصيباً من كل أجر يُكتب لي للوصول بها إلى جنة الفردوس ، وفاءًا لها وبرًا بها على ما قدمته لي وما فعلته من أجلي .
 
فالأم كالبستان الذى نستظل بأشجاره ونأكل من ثماره ، وهى نبع الماء العذب المصفى الذى لا يجف ولا ينضب ، نرتوى منه حين يحيط بنا جفاف المشاعر من كل المحيطين بنا .
 
الأم كالشمس التى تنير دروبنا فتوجهنا للصواب وتصحح مسارنا فى طريق الحياة ، وهى كالبلسم لجروحنا فهي تداوينا ، فعطائها لا نهاية له منذ أن حملتنى في أحشائها ومن ثم بين ذراعيها حتى آخر يوم في حياتها ، فهى تعطى ولا تنتظر المقابل ، فأسأل الله أن يجازيها خير الجزاء على ما قدمته من أجلى .
 
كانت أمي رحمها الله إمرأة بسيطة متواضعة مؤمنة محبة للناس ولأبنائها ولزوجها {والدي الفاضل} ، قاست حرمان اليتم ومرارة اللجوء والتشرد خلال النكبة ، ورغم أنها تزوجت في سن مبكرة إلا أنها كانت مثالا ً للزوجة المخلصة . فكانت العقل الذي نحادثه ونتناقش معه لينير لنا دربنا في الحياة ، فعندما تتعبنا الحياة كانت الروح والريحان ، فكل مصيبة تهون ، وكل هم يزول ، فكنت بقربها قوي جرئ ، إذا ضاقت بي الدنيا وسعني قلبها وصدرها ، وإذا أتعبتني الحياة فعند أمي مفتاح الجنة .
 
كنت في ظل أمي أتوسد الحب وألتحف بالحنان ، فكنت دائماً أشعر بالأمان ، كانت أمي حكمة ،كانت أمي الكتاب الذي أقرأ فيه سر سعادتي في الدنيا والآخرة وأرى من خلاله تاريخ وسير حياتي ، فهي كانت دوما ً تقرأ أسراري .
 
كانت أمي إذا مسني مكروه أو إذا أراد بي أحد سوء تتحول إلى بركان ثائر وغضب كاسر ، فلم لا؟ وهي الأرض التي ولدت منها من العدم إلى الوجود .
 
كانت ترعاني ليل نهار ، تخاف عليَ من النسمة الرقيقة ، تُكابد السهر إذا مرضت ، وتشعر بالراحة إن شُفيت ، تفكر ليل نهار إن ضاق عليها العيش كيف ستطعمني ، تود لو أنها تقتطع من لحمها كي تطعمني ، علمتني الحروف الأولى كما علّمتني الخطوات الأولى حتي أسير في الحياة وأكبر ، ويكبر حلم أمّي بي أكثر ، وتبتسم وهي تنظر إليَ حتى أصبحت الشاب الذي يتحدث عن المستقبل ، وتبتسم وتنظر إليَ عندما تأهلت للزواج ، وتبتسم وتبكي فرحاً عندما كانت تنظر إلى أحفادها لتعيد لنفسها ذكريات كان محورها أنا ، عندما كنت الطفل وهي الأم . فأمي هي أسمى درجات الحب والحنان والعطف ، ومهما كتبت من سطور أو أصدرت كتباً فلن أقدر أن أوصف أمي وأهمية دورها العظيم ، فمن حقها عليَ ضرورة طاعتها وبرها واحترامها سواءاً في مرحلة الصغر أو في مرحلة الكبر فللأم فضل عظيم على الأبناء وللوالدين بصفة عامة .
 
في السماء جنة وفي الأرض أمي ، ليس لها يوم محدد ، فكل الأيام أعياد لأمي ، سواء احتفلنا بعيد الأم أو بع الأب أو بعيد الأسرة , تظل جميع الأيام والساعات والدقائق عيد لها ، لا أوفى أمي حقها فلتكن كل الأيام أعياد للأمهات ، وليطيل الله أعمار الأمهات الأحياء ، وليرحم أمهاتنا الأموات .
كل عام وأنتن بألف خير أمهاتنا حبيباتنا

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

سفير الاعلام العربي في فلسطين
رئيس تحرير جريدة الصباح الفلسطينية

سري القدوة يكتب : حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية

حرب الإبادة الجماعية والأزمات الداخلية الإسرائيلية بقلم  :  سري  القدوة الخميس 28 آذار / مارس …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *