الرئيسية / الآراء والمقالات / د. فيصل عبد الرؤوف فياض يكتب : معركة الكرامة معركة الوجود الفلسطيني ورد الإعتبار العربي

د. فيصل عبد الرؤوف فياض يكتب : معركة الكرامة معركة الوجود الفلسطيني ورد الإعتبار العربي

د.-فيصل-عبد-الرؤوف-عيد-فياض
معركة الكرامة معركة الوجود الفلسطيني ورد الإعتبار العربي
د. فيصل عبد الرؤوف فياض
مما لا شك فيه فإن مأساة شعبنا الفلسطيني المرابط منذ زمن بعيد، يعاني هذا الشعب الصامد الويلات تلو الويلات، فهذا الشعب يرزح تحت ضربات الاحتلال الغاشم بين فترة وفترة قد لا تكون بعيدة، فتنطلق ترسانة العدو العسكرية لتحصد الحجر والشجر والبشر لتطحن كل من يقف في وجهها بحجة أن هذا الشعب ليس لديه حق في أرضه ووطنه بل وحتى مُطالب أن يرفع الراية البيضاء في كل مرة ويصرخ عالياً مستنجداً بالمجتمع الدولي ومؤسساته التي لا تلبي طموحات هذا الشعب القليلة والقليلة جداً منها، فبعد نكسة عام 1967م واحتلال قوات الاحتلال أرضنا العربية والفلسطينية، جاءت معركة الكرامة لتعيد المجد والكرامة للأمة العربية بأسرها على أثر هزيمة حزيران لعام 1967م، جاءت لتُحقق منظومة الردع الفلسطيني لترسانة العدو الغاشم، هذا العدو الذي استطاع في بضعة أيام قليلة احتلال جزء كبير من أرضنا العربية والفلسطينية، في مقابل تراجع وتقهقر الجيوش العربية آنذاك، لكن جاءت معركة الكرامة الباسلة لتبرهن على وّحدة الفدائية الفلسطينية وشقيقتها الأردنية في مقابلة العدو المحتل، تأكيداً على شجاعة وبسالة وفدائية ذلك المقاتل العنيد والذي لا يُشقُ له غُبار.
معركة الوجود الفلسطيني ورد الإعتبار العربي
في معركة الكرامة خاض الفلسطيني غمار المعركة مُستبسلاً مُدافعاً عن أرضه وعرضه وشرف أُمته العربية والإسلامية، حيث كانت آنذاك معركة الوجود الفلسطيني ورد الإعتبار العربي للكينونة الفلسطينية العربية، نعم وقعت معركة الكرامة بأرض الكرامة في الأردن الشقيق عام 1968م بين ثوارنا المناضلين وقوات الجيش الأردني من جهة بمعدات وعتاد قليل جدا في مقابل دولة الاحتلال الإسرائيلي و ترسانته العسكرية بعدة وعتاد كبير جدا، لكنَ إرادة الله ثم عزمية الأبطال والنية الصادقة هي من انتصرت وهي من أوقعت الهزيمة في صفوف المحتل الغاشم، حيث كانت خسائر المعركة من طرفنا كفلسطينيين (17) شهيداً من الجانب الفلسطيني، و(20) من الجانب الأردني و(65) جريحا بينهم عدد من الضباط و(10) دبابات و(10) آليات مختلفة ومدفعان، فيما قتل (70) إسرائيليا وأكثر من (100) جريح، ودمرت (45) دبابة، و(25) عربة مجنزرة و(27) آلية مختلفة، و(5) طائرات.
هؤلاء الشهداء الأكرم منا جميعاً جعلوا من أجسادهم جسورا تمر عليها جحافل الثوار نحو الانتصار والتحرير، ليخلدوا أسماءهم من نور في صفحات المجد والعز والفخار
هم منارة الثورة الفلسطينية الخالدة، ورمز عزتها وكرامتها وهم عنوانها الثوري المُستمر وجذوة لهيبها المتوهج، متسلحين بإرادة قوية وعزيمة متجددة خلف قيادتنا الحكيمة ممثلة بفخامة الرئيس “أبو مازن” وكل الأحرار من أجل بناء دولتنا المستقلة وعاصمتها القدس، وأخيراً، رحم الله شهداء معركة الكرامة الخالدة وكل شهداءنا الأبرار.

عن الصباح الفلسطينية

شاهد أيضاً

عضو نقابة اتحاد كُتاب، وأدباء مصر
رئيس ومؤسس المركز القومي لعلماء فلسـطين

د جمال ابو نحل يكتب : أيقونة سلاطين هذا الزمان فخامة سلطان عُمان هَيثمُ الهُمام

أيقونة سلاطين هذا الزمان فخامة سلطان عُمان هَيثمُ الهُمام من عاش لشعبه، ولِوطنه عاش كبيرً، …

أضف تعليقاً

لن يتم نشر عنوان بريدك الإلكتروني. الحقول الإلزامية مشار إليها بـ *