عدلي صادق: عدلي صادق : من فقه المصالحة: يأجوج ومأجوج بتاريخ الأحد 12 فبراير 2012
الموضوع: قضايا وآراء
|
 من فقه المصالحة: يأجوج ومأجوج عدلي صادق أغلب الظن، أن التمحيص الفقهي أو الشرعي، لمسألة الوفاق الفلسطيني،
من فقه المصالحة: يأجوج ومأجوج عدلي صادق أغلب الظن، أن التمحيص الفقهي أو الشرعي، لمسألة الوفاق الفلسطيني، لم يطرأ على "بال" الحمساويين الرافضين لإعلان الدوحة. وربما يكون الاعتبار الشرعي، قد ورد في السجال بينهم، بعد تحديد المواقف وحسمها، كأن يعرض المؤيدون على الرافضين، الأسانيد الشرعية والفقهية لوجوب القبول، أو يعرض الرافضون على المؤيدين، أسانيد مضادة، أوجبت الرفض. وباعتبار أنني مع وجهة نظر المؤيدين، سأرشق الرافضين ببعض الظنون أو الشكوك، في أن تكون شريعة الله قد خطرت أصلاً على خواطرهم القلقة، علماً بأن الشريعة الإسلامية وفقهها، هما حديث الليل والنهار عندهم، لا سيما وهم يتخذون منها ستراً وحجاباً، كلما انكشف أمر جارح، في ممارساتهم اليومية، وعلماً كذلك، بأن المنسية والمهملة والمطروحة للسخرية إن ذُكرت، منذ الانقلاب الدموي حتى الآن، هي كل ضوابط ومحاذير وموجبات الوثيقة الدستورية، التي نسميها "النظام الأساسي". لكن ما حدث فجأة، هو أن استند الرافضون الى هذه الوثيقة العلمانية، دون شرع الله، وعمدوا الى تأويلها، عندما عاجلوا الشعب الفلسطيني بالرفض! قاعدة القياس التي اجتمع عليها الفقهاء عند الحكم في كل شأن، هي الجواب عن السؤال: أين غلبة الضرر على المصلحة، في الأمر الذي هو في موضع القياس؟ بل إن القطع بالرفض الذي يعادل التحريم، لا يكون بغير نص قرآني، لذا فإن الفقهاء الورعين، حين يتأففون من شأن أو من عمل، دون أن يكون هناك ما ينص على تحريمه، لا يقولون بحرمته ولا بالاستعاذة بالله منه، وإنما يتمتمون بصوت خفيض، بما يفيد انه مكروه. أما حين تكون المصلحة غالبة في القياس، فإن الكراهة والسماجة والشُبهة الشرعية، تكمن في الاستنكاف عن الأمر الذي فيه يلوكون! إصرار هنية على زيارة إيران، على الرغم من تنبيهات الذين زارهم قبلها، ومجاهرة الكثيرين بضرورة تعليق الزيارة للمقتضى السياسي، واحتراماً لدم الشعب السوري؛ يندرج في تقديري، ضمن سياق التنافس على الزعامة الحمساوية والالتفاف على رئيس المكتب السياسي للحركة خالد مشعل. ويقيني أن هنية يريد أن يكون التمويل مباشراً، لكي يفقد مشعل ورقة القوة. فهنية يطرح نفسه زعيماً بشفاعة الخطابة المدوية التي شب في رحابها، والإيرانيون يرغبون في تسجيل نقطة تأثير في مجرى السجال الداخلي في فلسطين والمنطقة، ولم يعد مشعل يلائمهم. لكننا بالعودة الى موضوع التمحيص الشرعي لخطوة المصالحة، نفترض جدلاً أن "فتح" هي المعادل الموضوعي ليأجوج ومأجوج، وأن متزعميها هم من فئة ولاة الأمر الفاسقين الظالمين، الذين استعصى على المتوضئين المؤمنين شطبهم بغير فتنة؛ أليس في شرع الله، ما يدعو الى أخذهم باللين، وبالصبر الجميل، واعتماد ما يسميه الشرع "المناصحة" بحيث يسقط عن مؤمني الأنفاق والمكوس، والبندقية مع والعصا المنتصبة في وجه الناس، استهداء بالحكم الرباني بإسقاط قتال يأجوج ومأجوج، عن كاهل عباده المؤمنين؟! هذان الذميمان، اليأجوج والمأجوج ـ لمن لا يعرفهما ـ هما إسمان في الأساطير والأخرويات اليهودية خاصة، يتصلان بأحوال الغم والكرب، وقد ورد في القرآن الكريم، أنهما مفسدان في الأرض وظالمان، وجهاهما عريضان مدوران كالتروس، ماكثان الى يوم قيام الساعة حسب أحاديث نبوية، لا يُقهران إلا بما سماه كتاب الله لفظاً في سورة الكهف "زُبرَ حديد" مستحيل، لذا فقد أسقط الله عن المؤمنين قتالهما الى يوم الساعة! فما بالنا ونحن "فتح" حركة الشهداء، صاحبة المآثر في التاريخ الوطني المعاصر؛ ضممنا على الجرح، ومددنا اليد للمصالحة، وآثرنا السكينة والوئام والوحدة، وكل هذا نابع من تعالٍ وسلوك، لا يشبهان أبداً يأجوج ومأجوج. اللهم اهد قومي إنهم.. لا يعلمون! www.adlisadek.net adlishaban@hotmail.com
|
|
| |
تقييم المقال |  | المعدل: 0 تصويتات: 0
|
|
|