عدلي صادق: عدلي صادق : مرحى للكواكبي بتاريخ الثلاثاء 15 نوفمبر 2011
الموضوع: قضايا وآراء
|
 مرحى للكواكبي عدلي صادق هو العربي السوري من حلب، والعلاّمة والرائد الإصلاحي،
مرحى للكواكبي عدلي صادق هو العربي السوري من حلب، والعلاّمة والرائد الإصلاحي، صاحب النفس الأبية، المولود قبل منتصف القرن التاسع عشر بعام واحد. ثائر على الاستبداد، منادٍ بالحرية والعدل. للحرية عنده أسبقية على العدالة، كأنه يعرف أن الليبيين مثلاً سيثورون في بداية العشرية الثانية من القرن الحادي والعشرين، لانتزاع الحرية، ومن ثم يبدأون رحلة الذهاب الى العدالة! كان للرجل جسارته ووضوح باهر لرؤيته، ظل يتغنى بالحرية كعروس يعشقها، واتخذ من الاستبداد عدوه الأكبر. جعل محاربة الاستبداد موضوعاً سياسياً بامتياز، وسبق رواد الثورية في العالم، عندما وضع مقدمة موجزة وبليغة لهذه المحاربة، بالأسلوب نفسه الذي اتبعه ثوريون مرموقون: الترقي في الإدراك، يوصل الى الإحساس بالظلم. من هنا، بدأ يخط نظرية إسلامية في الحرية وفي العدالة، معتمداً على شواهد من القرآن الكريم وعلى لقطات من العصر الإسلامي الأول، مضفياً عليها اتجاهات منهجية، ذات طابع نقدي وموضوعي، فاستحق أن يعتبره الباحثون، ممثل الحلقة الوسطى بين محمد عبده وعلي عبد الرازق، في التوفيق بين دولة المسلمين، وطابعها المدني! * * * الثورة، في سجالات الكواكبي، هي "حدث فجائي غير مألوف" لن تصل الى إقناع الرأي العام البعيد (الذي يسميه "الفكر العام") بالسرعة المطلوبة حتى يؤيدها، لأن العوام لا تقنع ولا تذعن لغير المألوف، إلا بعد زمن طويل. ويقول الرجل "عقب مشهد دموي، يوقعه المستبد على المظلوم، أو حتى حادث تضييق يوجب تظاهر قسم كبير من النساء، أو عقب ظهور موالاة شديدة من المستبد لمن تعتبره الأمة عدواً لشرفها، تكون الثورة"! فالله سبحانه، جعل الأمم مسؤولة عن إعمال حكمته في سنن الاجتماع عليها، فإذا لم تُحسن الأمة سياسة نفسها، أذلها الله بالاستبداد. أما إذا عادت وبلغت رشدها، وهذا هو معنى آخر من معاني الوعي، استرجعت عزها وحريتها... هكذا يقول الكواكبي السوري الحلبي. ويُضيف: "يتبدى ظهور التلهف الحقيقي على نوال الحرية، في الطبقات العُليا، بينما التمني يتبدى في الطبقات السُفلى، وحتى يشعر المستبد بالخطر، ويأخذ التحذر الشديد والتنكيل، وحتى تحصل أو تُستَحصل الفرصة المناسببة، فحينئذٍ لها الخيار إن شاءت أن تكلف المستبد ذاته لاستبدال اصول الاستبداد المهيئة التي تطلبها وترى نجاحها فيها، والمستبد في تلك الحال، لا يسعه إلا الإجابة طوعاً أو كرها، وهكذا يتم السير الطبيعي ولا مبدل لسنته"! * * * وعن الحكام الذين يتلطون بالدين، تحدث الكواكبي بازدراء عن حق "الأمير" في الحكم لمجرد أنه مسلم فقال:"كأن مجرد كون الأمير مسلماً، يُغني عن كل شىء حتى عن العدل، وكأن طاعته واجبة على المسلمين وإن كان يُخرّب بلادهم ويقتل أولادهم ويقودهم ويسلمهم لحكومات أجنبية" أما أعوان المستبدين، أو "المتمجدون" حسب تعبير الكواكبي، فهؤلاء يريدون أن يخدعوا العامة، وما يخدعون إلا أنفسهم. و"المستبدون يُكثرون من المتمجدين، ليتمكن بواسطتهم من أن يُغرر بالأمة على إضرار نفسها، تحت اسم منفعتها"! كأنما هذا الكلام، وغيره الكثير، مما كتب الكواكبي، يُلقى اليوم على أسماع مواطني حلب الشهباء التي انجبته، فيحث الناس على أن استرجاع عزهم وحريتهم. فمرحى بالكواكبي! www.adlisadek.net adlishaban@hotmail.com
|
|
| |
تقييم المقال |  | المعدل: 0 تصويتات: 0
|
|
|