شلهوب المسمى عمر الشريف، يقول إنه كان مهندس المرحلة الأولى من اتصالات مصر، في فترة السادات، مع إسرائيل، وأنه صاحب المبادرة والفكرة، وأنه قد توافق مع يهود مركز صناعة السينما في هوليود، على تأسيس آلية للتعاون مع حكومة مناحيم بيغن، ويزيد قائلاً إنه اتصل ببيغين وعرض عليه توجيه الدعوة الى الرئيس السادات لكي يزور القدس للتصالح مع إسرائيل، وهكذا كان.
هنا، يصح أن يؤخذ حديث ميشيل شلهوب، مثالاً على ما ينبغي اتباعه مع المتخابرين مع إسرائيل في زمن الحرب أو النزاع. فهذا اعتراف صريح، أو دليل على التخابر الذي لا يسقط مع الزمن باعتباره جريمة. تماماً مثلما هو الحال بالنسبة لفلسطينيين وعرب تخابروا مع القنصليات الأمريكية وكشفت وثائق “ويكيليكس” عن أسمائهم. فقد نقل هؤلاء لطرف معاد في النزاع، ومن ثم لإسرائيل حكماً وبالمحصلة، وقائع وأحاديث ومواقف تداولتها القيادة الفلسطينية، ومن بين هؤلاء من هم الآن، على ذات القدر من “التألق” والنجومية، اللذيْن يتمتع بهما الشلهوب!
ولعل من أطرف فقرات السفاهة التي نُقلت عن الممثل، قوله بتشفٍ وبسخرية كاشفة لتعاطف شلهوب المبكر مع إسرائيل؛ إن جمال عبد الناصر كان يتوهم القدرة على إلحاق الهزيمة بإسرائيل، وأنه “بحرب الأيام الستة التي انساق فيها بطيشه وجنونه، كان يظن نفسه سينتصر”. وهنا يتبدى جهل الممثل بالتاريخ القريب، إذ يتحدث عن هجوم عربي على إسرائيل وليس العكس، ثم يردف قائلاً إن الزعيم العربي بات بعد الهزيمة أضحوكة له ولأصدقائه!
غاية القول، ينبغي أن يُصاغ من حديث الشلهوب، قرار اتهام بالتخابر مع العدو، مثلما ينبغي أن تُصاغ قرارات مشابهة، من وثائق “ويكيليكس”. فالشق المعرفي والثقافي والسياسي، من ثورات الشارع العربي، ينبغي أن يضمن تنظيف بيئتنا من أوبئة المتخابرين. فهؤلاء خفافيش في الظلام، وجهاء في مشهد النهار. لا بد من إحالتهم الى مزابل الوعي، لكي تمضي شعوبهم على طريق العز. إنهم عناوين خيبة ونذالة!
في مهرجان الدوحة السينمائي قبل ايام كان الممثل يزداد غضباً كلما أقبل عليه المعجبون، وتصرف كالمعتوه، حتى وصل الأمر الى أن وجه صفعت بيدة على وجه مندوبة قناة “الحرة” الصحفية العراقية عايشة الدوري. فهؤلاء المتخابرون الذين عاشوا في ظلال الأعداء، ويقتاتون على موائدهم، يصفعون من يختصهم بالاحترام. لذا يتوجب أن يبادر الناس بصفعهم والبصق في وجوههم!