عدلي صادق: عدلي صادق : طوبى للشيخ خليل ومن معه بتاريخ الأحد 30 أكتوبر 2011
الموضوع: قضايا وآراء
|
 طوبى للشيخ خليل ومن معه عدلي صادق رحم الله شهداء فلسطين، الذين طالتهم النيران الغادرة من الجو.
طوبى للشيخ خليل ومن معه عدلي صادق رحم الله شهداء فلسطين، الذين طالتهم النيران الغادرة من الجو. كان قصف أبنائنا حقيراً وغادراً، إذ تفهم المجاهدون الدواعي الوطنية للهدنة، والتزموا بالموقف الفلسطيني العام، ولم يكونوا بصدد القيام بأية عمليات ضد عدو ليس له عهد. كل ما فعلوه أنهم أحيوا ذكرى استشهاد قائدهم الشقاقي، ومارسوا الحد الممكن من الواجبات، وهو الحفاظ على حيويتهم لكي يكونوا على جاهزية معقولة، في حال هجوم متوقع من المحتلين. غير أن هؤلاء المحتلين يستمرئون دائماً سفك دم الأحرار الفلسطينيين، حتى وإن انصرفوا الى حياة طبيعية كما سائر البشر. وكان الفعل الغاشم اللئيم، الذي راحت ضحيته مجموعة من مجاهدي الحركة الفلسطينية التي تفهمت المقتضيات الوطنية، التي أوجبت التهدئة، حفاظاً على مقدرات شعبنا ومراعاة لأوقاته وإدراكاً منها للاختلال الهائل في موازين القوى! من بين الشهداء المغدورين، كان أحمد الشيخ خليل، ابن الأسرة الطيبة المجاهدة، التي فقدت من أعضائها، قبل الشهيد أحمد، وعلى طريق الحرية، محمد وأشرف وشرف. فقد كان محمد، قائداً ميدانياً مؤمناً شجاعاً، قضى بنيران غاشمة من الجو، وفي داخل سيارة، أي بالطريقة نفسها التي استشهد بها شقيقه أحمد أمس! إن الإصرار من جانب المعتدين، على الاستمرار في جرائم القتل، يؤكد مرة أخرى، على أنهم لا يغيرون نواياهم ولا طبائعهم، مهما جنح الفلسطينيون الى التهدئة. فهؤلاء لا تؤثر فيهم تهدئة، ولا تؤثر السياسة والمسالمة، ولا الإعلان عن الاقتناع بالتعايش. ومن يتابع طروحات قادتهم وزعمائهم، يذهله مدى حقدهم الأسود حتى على ضحاياهم في القبور، وتدل كل تعبيراتهم على تصميم على منع الشعب الفلسطيني من ممارسة الشىء ونقيضه: السياسة مع التهدئة، والمقاومة مع رفض عبودية الذُعر والامتثال! تراهم، في هذا السياق، لا يفرقون من ينتظر توافر العناصر الضرورية اللازمة لاستئناف المفاوضات وصولاً الى التسوية، ومن يقاتل أو يتهيأ لقتال، أو من يحافظ على جاهزيته للدفاع عن النفس في حال العدوان. وفي هذا السياق، يحبطون السياسة ويحبطون المقاومة. في الأولى، وصلوا الى مرحلة جعل الرئيس الفلسطيني محمود عباس عقبة يريدون زوالها، وفي الثانية، استهدفوا المقاومين، سواء كانوا يقاتلون في دفاع مشروع عن النفس، أو يتهيأون لقتال، أو يحافظون على جاهزيتهم القتالية، أو حتى يحافظون على لياقتهم البدنية! من ذا الذي يمكنه، في هذا العالم الظالم، أن ينصفنا وأن يكبح هؤلاء المجرمين، الذين نجحوا ـ للأسف ـ في تطبيع حواس الكثيرين، من معسكر الهوان والذلة، على عدم الاكتراث بدم أبنائنا وأرواحهم؟. ها هم يفتحون النار دون أن يرميهم الجانب الفلسطيني المحاصر المظلوم، بأية نيران. وفي حال الرد عليهم، بما يتوافر من سلاح، سرعان ما يذهبون الى تصعيد لكي يشغلوا مجتمعهم والمنطقة بكل أطرافها، والعالم، بحيثيات سياق آخر، يجعلون فيه أنفسهم، معرضين للخطر، مدافعين عن أنفسهم، محاربين لـ "إرهاب" ضحاياهم، ويلفقون الوقائع والأسباب! على طريق الحرية، سقط شهداء فلسطين أمس. وعلى طريق الشرف الوطني والواجب الشرعي في الدفاع عن النفس، ارتقى محمد الشيخ خليل الى عليين. التحق بأشقائه الأربعة فكان خامسهم. طوبى له ولإخوته الشهداء في الأسرة وفي الحركة ومن الشعب كله. عميق المواساة لعائلة الشيخ خليل، ولأسرة الشهداء الخمسة، التي اعتنقت الشرف بكل معانية وحيثياته الدينية والاجتماعية والجهادية، وفقدت أشرف وشرف ومحمود، مع القائد محمد، قبل أن يرتقي رابعهم أحمد أمس. طوبى للشيخ خليل ورفاقه، وإنا لله وإنا اليه راجعون! www.adlisadek.net
adlishaban@hotmail.com
|
|
| |
تقييم المقال |  | المعدل: 0 تصويتات: 0
|
|
|