( اضاءة ) الرئيس محمود عباس |  |
|
|
ملفات خاصة |  |
|
|
اللواء ركن / عرابي كلوب ( مشاعل على الطريق ) |  |
|
|
اشراقة الصباح |  |
|
|
حتي نلتقي ( يكتيها رئيس التحرير ) |  |
|
|
القائمة الرئيسية |  |
|
|
من يتصفح الأن |  | يوجد حاليا, 743 ضيف/ضيوف 0 عضو/أعضاء يتصفحون الموقع.
أنت غير مسجل لدينا. تستطيع التسجيل مجانا بالضغط هنا
|
|
الهروب من سجن الرملة رواية حقيقية |  |
|
|
مقالات رئيس التحرير |  |
حتى نلتقي
1995 - 2005
ذاكرة وطن
سري القدوة
|
|
علي الدرب ماضون |  |
|
|
مشاغبات : يوميا عبر الصباح |  |
|
|
البحث في جميع المواضيع |  |
|
|
 | |
رحلة العمر: الصباح تعيد نشر رحلة العمر مع د.حيدر عبد الشافي بتاريخ الثلاثاء 14 ديسمبر 2010
الموضوع: متابعات إعلامية
|
اجري سري القدوة رئيس تحرير الصباح والصحافي احمد اليازجي مقابلة هامة منذ أكثر من عامين كانت بمثابة رحلة العمر مع المناضل الدكتور حيدر عبد الشافي وهي مقابلة نادرة وقيمة وشيقة في نفس
الصباح تعيد نشر رحلة العمر مع د.حيدر عبد الشافي
رحلة العمر رافقه فيها / سري القدوة وأحمد اليازجي
اجري سري القدوة رئيس تحرير الصباح والصحافي احمد اليازجي مقابلة هامة منذ أكثر من عامين كانت بمثابة رحلة العمر مع المناضل الدكتور حيدر عبد الشافي وهي مقابلة نادرة وقيمة وشيقة في نفس الوقت لما فيها من تاريخ رصدا وحدثا وحقيقة ومن هنا كان بواجبنا في هيئة تحرير جريدة الصباح الحصول علي المقابلة فكان للراصد الإعلامي الزميل هشام ساق الله هذا الإنسان الموسوعة الرائعة القيام بدورة وإعادة توزيع المقابلة التي افتقدتها جريدة الصباح دور حيث يتناول اللقاء مع د.حيدر عبد الشافي جميع مفاصل حياته منذ الطفولة ، تعيد الصباح نشر هذه المقابلة لعلها تكون اضاءة على مفاصل حياة وكفاح هذا الرجل الصلب الذي دافع عن قضيتنا الفلسطينية دون كلل أو ملل .
غزة_الصباح :
رحلة العمر مع د.حيدر عبد الشافي
حيدر عبد الشافي أنا لست شيوعيا
ولا أنتمي لأي حزب سياسي
ترأست الوفد الفلسطيني إلى مدريد بقرار من الرئيس ياسر عرفات والقيادة الفلسطينية
قدمت استقالتي إلى الرئيس ياسر عرفات فور علمي بمفاوضات أوسلو السرية
أرى بأن السلام ضرورة ملحة للاستقرار بالمنطقة
لا يمكن أن نبني مجتمعا ودولة دون النظام
علاقتي بالرئيس عرفات هي علاقة مودة ومحبة
جمعية الهلال الأحمر لن تخضع لأي حزب سياسي
عملت طبيبا في الجيش العربي الأردني
أبكاه في طفولته في مدينة الخليل مقتل البقال اليهودي اليمني
رحلة العمر رافقه فيها / سري القدوة وأحمد اليازجي
لم يتردد د. حيدر عبد الشافي في استقبالنا لإجراء حوار العمر معه ، وكعادته كان ينتظرنا في بيته بمدينة غزة الساعة التاسعة والنصف صباحا بالضبط ، هذا الرجل الذي عرفناه بأنه رجل النظام ، حيث يحترم الوقت ويعمل من أجل النظام.
د. عبد الشافي من مواليد غزة عام 1919 وتخرج من أوائل أطباء قطاع غزة عام 1943 ، حيث عمل بكثافة في خدمة الحالة الإنسانية لرعاية اللاجئين الفلسطينيين .
تأثر الدكتور عبد الشافي في والده الشيخ محيي الدين الذي اعتبره ملهم حياته.
البقال اليهودي اليمني ترك آثار بالغة في حياة الدكتور حيدر بعد سماع نبأ مقتله على أثر اندلاع ثورة 1929، حيث كان يداعب طفولته في الخليل .
د. حيدر عبد الشافي قدم استقالته فورا للرئيس الزعيم الخالد ياسر عرفات من رئاسة مؤتمر وفد فلسطين المشارك في مؤتمر مدريد فور علمه بوجود مفاوضات سرية بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل .
برر لنا د. الشافي استقالته من المجلس التشريعي على أثر حوار بين الرئيس ياسر عرفات وأحد أعضاء المجلس لمشاركة ياسر عرفات النقاش في قضايا المجلس حيث قال عبد الشافي : إن الرئيس من حقه حضور اجتماعات المجلس بصفته رئيسا وليس من حقه المشاركة في النقاشات إلا إذا طلب منه ذلك .
قال الدكتور عبد الشافي أنه ليس شيوعيا ولا ينتمي إلى الحزب الشيوعي ولا ينتمي إلى أي حزب سياسي ، ويفضل أن يمارس حياته حراً بعيداً عن حزبية الأحزاب ، ولكن أكد على أهمية الأحزاب في الحياة السياسية .
د. حيدر عبد الشافي دعا أبناء الشعب الفلسطيني إلى تطبيق النظام الذي يعتبره منهجاً للحياة والذي يعتبره ضرورة ملحة لتطبيق القانون والابتعاد عن الحزبية والفئوية والمصالح العائلية والذاتية على حساب المصلحة العامة .
الدكتور حيدر عبد الشافي عبر عن حاجة المجتمع الفلسطيني بتطبيق النظام بمقولة الإسرائيلي موشيه ديان عندما سأل كيف ينظر إلى مستقبل الفلسطينيين ؟ فأجاب : : 'أنا غير قلق بالنسبة للمستقبل ، ولكن عندما أرى الفلسطينيين يقفون في صف منظم لركوب الباص أشعر بالقلق' .
نفي الدكتور حيدر بشكل مطلق بأن جمعية الهلال الأحمر الفلسطيني التي يرأسها هي جمعية حزبية وحول الأموال التي تتلقاها الجمعية تمنى أن تكون إدارة أموالها بمنتهى الشفافية معتبراً بأن جمعية الهلال الأحمر هي امتداد لفكره وحياته والتي تقدم خدمات إنسانية هامة بمساعدة الأهالي على العيش الكريم.
اعتبر الدكتور حيدر عبد الشافي الدكتور مصطفى البرغوتي رفيق دربه الذي أطلق معه المبادرة الوطنية ودافع عن فكرة المبادرة معتبرا أنها خطوة على طريق المشاركة السياسية الفاعل مع كافة القوى الفلسطينية .
قال حيدر عبد الشافي إن الديمقراطية الفلسطينية لم تكتمل بعد مطالبا الفصائل الفلسطينية في تجسيد ديمقراطية حقة بعيدة عن المصالح العائلية والفئوية الضيقة.
وفي رسالته إلى حركة فتح حث أعضاء الحركة على الثبات في الموقف والدفاع عن الحقوق المشروعة للشعب الفلسطيني من اجل مستقبل أفضل مطالبا الحركة بالعمل ضمن مبدأ النظام .
تمنى الدكتور حيدر عبد الشافي أن يوفق الرئيس محمود عباس في حياته وعمله حيث قال إنه يتحمل المسؤولية الكبيرة ورأى أنه من الضروري والمهم التعاون معه في شتى المجالات.
لقد أدركنا الوقت بسرعة في حديث الذكريات مع الدكتور حيدر عبد الشافي الذي كان سمح الوجه وشهم في رجولته ، حيث شعرنا أننا نعرفه منذ زمن ، فكان محبب على قلوبنا ، تلمسنا الحيادية المطلقة في أفكاره والاعتدال في طرحه والحرص على المستقبل الفلسطيني في كلماته .
من هو د. حيدر عبد الشافي ؟
من مواليد غزة 10 حزيران 1919 ، والدي الشيخ محي الدين عبد الشافي كان مأمور أوقاف غزة وأنتخب بعدها عضو المجلس الإسلامي الأعلى ، تلقيت تعليمي الابتدائي وقسم من الثانوي بغزة وأكملت دراسة الثانوية في الكلية العربية في القدس والتحقت في الجامعة الأمريكية في بيروت حيث درست الطب وتخرجت في حزيران 1943م . متزوج ولي بنت وثلاث أولاد.
د. حيدر اسم وتاريخ ، كيف كانت طفولتكم التي صنعت هذا التاريخ ؟
انتقل والدي إلى مدينة الخليل كمدير للأوقاف خلال بداية دراستي الابتدائية ، ومكثنا في الخليل سنتين درست الأول والثاني الابتدائي ثم أكملت دراستي في غزة ومن ثم الدراسة الثانوية في الكلية العربية في القدس وبعد أن توقفت الدراسة تماما في إضراب 1936 انتقلت إلى الجامعة الأمريكية أكملت في السنة الأولى دراستي الثانوية والتحقت بدراسة الطب ، كان والدي رحمه الله حريص جداً على استكمال دراستي .
بعد تخرجي من الجامعة 1943 عملت في مستشفى الحكومة في يافا كطبيب مقيم ، وكان لي صديق الدكتور بهاء الدين النمري يعمل طبيب مع الجيش العربي في الأردن ، وأقنعني أن ألتحق في الجيش العربي في الأردن 1944، وبالفعل التحقت بالجيش وعملت كطبيب في الكتيبة الثانية وكان الإعداد للحرب العالمية الثانية ، وكان يعتبر الجيش الأردني ترتيبه الجيش التاسع للحلفاء.
كان الحلفاء يفكرون بفتح جبهة في جنوب 'اليونان' ضد الألمان، وكان الجيش العربي جزأ من هذه الجبهة ، وانتقل الجيش الأردني من الصحراء الأردنية 'الأزرق' إلى غزة وعسكرنا في المغازي ، وكان الجنرال جلوب باشا قائد الجيش الأردني وتحدث على أساس فتح جبهة ثانية في اليونان ، ولكن لم ننتقل لليونان بسبب تقدم الجبهة الأولى في فرنسا ضد الألمان وكان لا داعي لفتح جبهة جنوبي أوروبا ضد الألمان .
الهجرة
شهدت فترة 48 نزوح الفلسطينيين من طولكرم جنوباً ، حيث كنت آنذاك أمين سر الجمعية الطبية التي تشكلت في سنة 1943 وكان يرأسها الحاج طاهر الخطيب رحمه الله من القدس ومن أعضائها سليم ياسين أحد الأطباء المشهورين ومنير وحيد وفؤاد مسلم من نابلس، حيث لم يتعد عدد الأطباء في جنوب غزة بثمانية أطباء .
عملنا على العناية بجموع اللاجئين بجهد كبير من إسكان وخدمات طبية وتعليمية وأعتبر أننا حققنا في الجمعية إنجاز فلسطيني كبير في هذا المجال حيث أن عدد اللاجئين كان أربع أضعاف من عدد سكان قطاع غزة الذي لم يتعد آنذاك 20 ألف ، وقدوم اللاجئين إلى القطاع شكل حالة مفاجأة تطلبت العناية الكاملة ، كل هذه الضرورات تم الاستجابة لها من خلال العمل الداخلي بمساهمة فريق الأمم المتحدة.
الأثر الفاعل
في مسلكي بشكل عام التزمت به وفي عملي الطبي وأي ميدان عملت فيه كان الأثر الفاعل في كل ذلك لوالدي رحمه الله لانه كان له نزوع إلى الخدمة العامة 'خدمة المواطن الفلسطيني' ومن حيث المبادئ والتعامل مع المجتمع فيما يتعلق بالناحية الأخلاقية .
هناك مفاصل أساسيا بالتاريخ الفلسطيني وانتم عاشرتموها ابتداء من النكبة عام 48 ومرورا بالنكسة عام 67 والانتفاضة الفلسطينية 87 ومن ثم انتفاضة الأقصى 2000 ، كيف تقيم هذا التاريخ المرير لشعب شرد عن أرضه ، وماذا تعني هذه المفاصل في حياة الدكتور عبد الشافي ؟
هذه المسيرة لها وجوه مختلفة أولا نزوع الشعب الفلسطيني لنصرة قضيته وحقه في وطنه فلسطين ، وأنا لا أستطيع أن أبالغ في مدى تضحيات ما قدم الشعب في هذا الطريق ، وسجل الشهداء من الشعب الفلسطيني هو سجل يدلل بأن الشعب الفلسطيني لم يتقاعس في القتال من أجل حقه. لكن الإخفاق الأساسي في مسيرة الشعب الفلسطيني كان ومازال هو إهمال مبدأ النظام .
إلى يومنا هذا لا نعير مبدأ النظام الاهتمام المطلوب وهو أحد نكساتنا المتكررة ولدينا الولع بالارتجالية.
آن الأوان أن نهتم بالنظام ونغير 'لا يغير الله ما بقوم إلا أن يغيروا ما بأنفسهم' ، والمصلحة الوطنية تقتضي أن نوحد عملنا ولكن قصورنا الأساسي هي أننا نقدم التزاماتنا الفئوية والحزبية على الصالح العام ، هل يوجد أسوأ من ذلك؟
كيف كنتم تعيشون في ظل الاحتلال وكيف كانت متابعة الأمور الحياتية بالنسبة للمواطن الفلسطيني ؟
الاحتلال خلق جو مثقل بالمعاناة والحاجة إلى العناية بالمواطنين من جهات مختلفة، أولاً من جهة معيشية 'البقاء' ثم الخدمات المطلوبة التعليمية والصحية وغير ذلك ، والأمم المتحدة كان لها دور كبير . وكان هناك تعاون بين الجمعية الطبية ووكالة الغوث في الحقل الطبي لخدمة المواطنين وبالتعاون مع وكالة الغوث أنشأنا عيادات في رفح وخانيونس وقراها وفي منطقة الوسطى وغزة وشمالها .
هل سبق اعتقالكم أو استدعائكم من قبل سلطات الاحتلال الإسرائيلي ؟
عام 1962 استدعاني الحاكم العسكري العام الإسرائيلي على أثر مظاهرات ضد الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة وتم نفيي إلى وسط سيناء في منطقة تسمى 'نخل' قريبة من شمال العقبة في محمية للجيش الإسرائيلي وبعد بضعة أشهر رجعت إلى غزة ، وبعدها تم إبعادي مع مجموعة من نابلس إلى لبنان ومكثنا في لبنان لمدة سنة شهور ، وتم السماح لي بالعودة بعد تدخل الأمم المتحدة ونزلت في عكا واستضافتني عائلة هناك ومن بعدها عدنا إلى غزة .
وفي عام 1967 تم تحديد إقامتي في مدينة غزة من قبل الاحتلال الإسرائيلي .
ما هي قصة تشكيل الوفد الفلسطيني إلى مدريد الذي كان برئاستكم ؟
حين تم عقد مؤتمر مدريد بمبادرة من الولايات المتحدة الأمريكية انتدبت من قبل منظمة التحرير الفلسطينية لرئاسة الوفد الفلسطيني المكون من حنان عشراوي ، صائب العاجز ، فيصل الحسيني ، وغسان الخطيب، وفي الخلاصة تم تشكيل الهيئة الفلسطينية المستقلة.
ماذا يعني المفاوض الفلسطيني بالنسبة للدكتور حيدر عبدالشافي ؟
المفاوض الفلسطيني يدافع عن قضية حق أمام العدوان الإسرائيلي والادعاءات الصهيونية ووقوف العالم مع الاتجاه الصهيوني وبالمقابل لم يؤكد الحق الفلسطيني ، حيث لم يكن عند العالم القدرة أن ينتصر للحق الفلسطيني.
هل ترى بأن هناك فائدة أن يكون الوفد الفلسطيني المشارك في مدريد ضمن الوفد الأردني ؟
من حيث الواقع كان هناك استقلالية في أدائنا وتصرفاتنا ، وكان الوفد الأردني متفهم لهذا الواقع.
قرأت كلمة الوفد الفلسطيني في مدريد ورئيس الوزراء آنذاك شامير قرأ كلمة الوفد الإسرائيلي ، هل ترى بعد مرور هذا الزمن أن مؤتمر مدريد كان مهما في الحياة السياسية الفلسطينية ؟
بدون شك ، كونه مؤتمر دولي ووجود الفلسطيني في هذا المؤتمر كان أهم خطوة إعلامية بالنسبة للقضية الفلسطينية للعالم أجمع ، بعد أن كان العالم يسمع بدون اهتمام جدي ، جاء المؤتمر ورفع القضية إلى الواقع الملموس وجسد القضية الفلسطينية.
كيف تقيم عملية الاعتراف بمنظمة التحرير الفلسطينية من قبل إسرائيل والولايات المتحدة الأمريكية ؟
مجرد الاعتراف بقيادة فلسطينية قائمة هذا يتضمن الاعتراف بالحق الفلسطيني ، وبقي الباب مفتوح للحديث عن تجسيد الحق الفلسطيني بغض النظر عن تشدد إسرائيل فيما تقبل به مادياً بتجسيد الحق الفلسطيني.
الاعتراف من حيث المبدأ هو أمر مهم ولا نستطيع أن نقلل من أهميته.
هل شكلت اتفاقيات أوسلو واقع جديد للشعب الفلسطيني ؟
الاتفاقية كانت على طريق تحقيق الحق الفلسطيني ، كون أن إسرائيل لم تلتزم لحتى الآن بروح ونص الاتفاقية فهذا لا يقلل من أهميتها ، وتبقى اتفاقية أوسلو هي الركيزة الأساسية التي تجسد الحق الفلسطيني والتي يستند عليها الكفاح الفلسطيني المستمر لتحقيق الحق الفلسطيني.
دعنا نتحدث بصراحة عن قصة أوسلو ، هل كنت تعلم بأن هناك مفاوضات سرية بين منظمة التحرير الفلسطينية وإسرائيل ؟
لا أعلم ، وعندما علمت طلبة من الأخ أبو عمار بإعفائي من المهمة وبالفعل أعفيت نفسي ، حيث أنها خطوة غير أخلاقية فلا يجوز أن أفاوض في جهة وتجري مفاوضات سرية في جهة أخرى دون علمي ، وفور علمي استقلت.
كيف تقيم سلوك القيادة الفلسطينية تجاه اتفاقيات اوسلو ؟
لم أنكر حق القيادة في أسلوبها واستراتيجيتها ، وفي هذا السياق هي غير مهتمة أن تطلع الكل على ما يجري وهي لديها مسؤولية كبيرة وتملك مطلق الحرية في تصرفها ، العمل القيادي عمل مثقل بالمسئولية وبالجدية ومن هنا حرية الحركة بما لا يخضع للاهتمامات. المهم هو الصالح العام كما تراه القيادة.
كيف تقيم عودة القوات ، وطبيعة عمل السلطة الوطنية الفلسطينية ؟
خطوة جيدة وتسير في الاتجاه الصحيح ، لكن الشيء المفقود بالنسبة لنا هو مبدأ النظام وهي مشكلتنا الأساسية والتي ما زالت قائمة ، وإذا تواصلنا بهذا النهج لن نصل إلى شيء .
الكثير لم يفهم النظام ، أول ما يعنيه النظام هو تفعيل وتأكيد القانون ، وثانيا تقديم الصالح العام على المصالح الذاتية والعائلية والحزبية ، وتحديد الأولويات وتوزيع الأدوار ، وأشياء كثيرة يجب أن نأخذ بها ونمارسها.
كنت مؤسس للحزب الشيوعي الفلسطيني ومن ثم أسستم وآخرين حزب الشعب أو تحول الحزب إلى هذا الاسم ، ومن ثم أسستم حزبا سياسيا ، ومن ثم أسستم المبادرة الوطنية ، فهل هذا التسلسل يعني استقرار في الحياة السياسية لحيدر عبد الشافي أم أنه تخبط ؟
الانطباع الشائع عند الناس أنني شيوعي أو مؤسس للشيوعية ، أنا لم يكن لي علاقة تنظيمية بالحزب الشيوعي ، لكنني قريب وصديق لبعض الشيوعيين.
أنا لم أشكل أي حزب سياسي ولم أنتمي إلى أي حزب سياسي ، أنا إنسان حر طليق ولي رأيي الخاص مع احترامي لكل الأشخاص والأحزاب ، الانتماء للحزب له أهمية ويشكل مسؤولية ، وأنا أفضل أن أكون حر وأقر رأيي بحرية.
رحلة العمر رافقه فيها / سري القدوة وأحمد اليازجي
هل تؤمن بالفكر الشيوعي وهل تعتقد أن هذا الفكر شكل او يشكل محورا عقائديا للحياة ؟
الفكر الشيوعي فكر أثبت وجوده وفعاليته بالمجتمع الدولي بشكل عام ولا يحتاج إلى تأكيد مني أو من غيري ، والشيوعية شقت طريقها في العالم بشكل فاعل.
ماذا تعني منظمة التحرير الفلسطينية بالنسبة للدكتور عبدالشافي ؟
قيادة فلسطينية تأسست بشكل موضوعي وشرعي كقيادة للشعب الفلسطيني لنصرة حقه في فلسطين ، وأنا مع كل الخطوات الجدية التي تفعل أداء هذه القيادة وتوصلها إلى ما يستجيب للحق الفلسطيني أمام ما يتعرض له من عدوان صهيوني.
قطاع غزة سجن كبير إذا صح تعبيرنا ، كيف تعيشون بهذا السجن ، ما هي رسالتك للمواطن الذي يعيش هذا الحصار ؟
كما يعرف الجميع نحن أمام تحديات كبيرة جداً ، تحديات بمستوى نكون أو لا نكون ، تحديات تتعلق بمستقبل أبناءنا وأحفادنا ، وبات من الضروري أن نتقي الله في أنفسنا وأن نعمل على ممارسة النظام إذا أردنا أن نخرج من هذا الواقع المؤلم ، وأنا أقول إذا لم نمارس النظام بشكل جدي فلا مستقبل لنا .
وأريد أن أذكر بكلمة قالها أعدائنا ، عندما سأل الإسرائيلي موشيه ديان كيف ينظر إلى المستقبل ؟ قال : 'أنا غير قلق بالنسبة للمستقبل ، ولكن عندما أرى الفلسطينيين يرقفون في صف منظم لركوب الباص أشعر بالقلق' . وكلمة دايان تعبر بأن الفلسطينيين إذا لجأوا إلى النظام فسيكون من الصعب على الإسرائيليين التوصل إلى أهدافهم.
في انتخابات المجلس التشريعي حصدتم أعلى الأصوات بدائرة غزة ودخلت التشريعي ممثلا لمن انتخبوك ، فلماذا قدمتم الاستقالة ؟
رشحت نفسي في المجلس التشريعي لإيماني وعقيدتي بأن إتاحة الفرصة للإنسان الفلسطيني أن يعبر عن رأيه ويكون له رأي مؤثر في مسيرة الأمور ، هي قضية في غاية الأهمية ، ومن هنا كانت عقيدتي أن المجلس التشريعي المنتخب يمثل حصيلة أراء المجتمع . وفعلاً رشحت نفسي ونجحت وكان رجائي للمجلس أن يمارس دوره بجدية ومسؤولية ويتصدى لكل التحديات القائمة للتأكيد على الحق الفلسطيني ، وكان من المهم جداً أن يقوم المجلس بحرية تامة وبدون عراقيل ، وكان المفروض على المجلس كمجلس منتخب أن يمارس دوره كممثل للشعب الفلسطيني بجدية كاملة ، بمعنى أن يفرض رأيه على السلطة التنفيذية وأن يحاسبها في أدائها ، هذا كان رجائي وأملي حين رشحت نفسي.
وكنت أمني نفسي بأن المجلس يقوم بهذا الدور بشكل فاعل ومؤثر ، وبدأنا في اجتماعات المجلس ، وكان الأخ أبو عمار رحمه الله من حقه كرئيس دولة أن يحضر جلسات المجلس ولكن لم يكن له الحق أن يشارك في نقاشات المجلس إلا إذا طلب منه ، وكان المجلس يجتمع في أماكن مختلفة للاختلاط بالناس ، وإثارة اهتماماتهم وعندما كنا مجتمعين في رفح وكان وفد أجنبي يحضر الجلسات ليقيموا عمل الفلسطينيين ، وكان الأخ أبوعمار رحمه الله جالس على المنصة وقام أحد الأعضاء بمداخلة أو أنه سأل سؤال لم أذكر ، وإذا بأبي عمار يردعه ويطلب إسكاته – كان د. حيدر يضحك ويقول : 'شر البلية ما يضحك'- ، اعتبرتها فضيحة خصوصا بوجود الوفد الأجنبي ، فرفعت يدي وقلت 'نقطة نظام' ، وأعطيت الحق لأتكلم ، وقلت : 'بأي حق للرئيس أن يقاطع عضو مجلس وهو ليس عضو في المجلس' ، وإذا جمهرة من الأعضاء قالوا : 'نعم له حق' . واستقلت في اليوم التالي.
هل أنت نادم على تقديم الاستقالة من المجلس التشريعي؟
أنا غير نادم لأنني قمت بعمل ضروري ومحق، وهذا يدل على عمق التيهان الذي نحن فيه.
هل لك أن تعطينا موقف مؤثر في حياتك ؟
عندما كنت في بدايات المرحلة الابتدائية في الخليل ، كانت هناك جالية يهودية ، وكنا نسكن مقابل عائلة يهودية ، وكل يوم سبت كانت جارتنا اليهودية تطلب مني أتطفئ الأضواء في شقتهم ، وكانت أغلب بقالات الأغذية في الحي تابعة لليهود ، وكان يأتي الكاهن اليهودي يوسف يزور والدي حيث كان والدي مأمور أوقاف ومسئول عن الحرم الشريف الذي هو مقدس من قبل اليهود أيضاً. وكلما يقابلني صاحب البقالة اليهودي وهو من أصل يمني الذي كان يعرف أنني من غزة يعدد لي أسماء الأكلات الغزاوية 'سماقية وفقاعية ...' والذي قتل لاحقا في ثورة 1929. وبعد أن عدنا إلى غزة كان بدايات الحركة الصهيونية وأدت إلى ثورة 1929 وسمعنا أخبار الثورة وكان في غزة تقريبا عائلتين أو ثلاث من اليهود هربوا إلى تل أبيب ، وأذكر مساكن عائلات يهود سمعنا أنهم قتلوا في الخليل وبالمقابل هناك عائلات يهود حوتها واستضافتها عائلات فلسطينية .
عندما سمعت بقتل العائلات اليهودية في الخليل بكيت.
ماذا تعني الكرامة بالنسبة للدكتور عبدالشافي ؟
الكرامة بنظري بشكل مبدأي هي الوقوف مع الحق والعناية الأخلاقية بالإنسان.
صنفت دائما بأنك أب للمعارضة ، فماذا تعني المعارضة في المفهوم السياسي للدكتور عبدالشافي ؟
وجهة نظر تختلف عن وجهة نظر آخرين ، وأعتقد أن المعارضة لا تكون إلا بنصرة الحق والصواب ، وهناك معارضات لأسباب شخصية وحزبية ونصرة الباطل.
كيف تقرأ شارون وما هي انطباعاتك للمستقبل ؟
شارون قائد صهيوني له تاريخ فاعل في نوة الحركة الصهيونية ، واثبت كفاءته وجراءته في هذا المجال بشكل واضح ولا أحد يمكنه إنكار ذلك ، وبالتالي نحن ننظر إلى شارون عدو أساسي للحق الفلسطيني.
والمستقبل هو رهن أدائنا وممارستنا الجادة بمبدأ النظام ، والنظام هو العامل الأساسي الذي يمكن أن يخرجنا من مأزقنا إذا صدقنا بالنظام.
كيف تقيم خطة الفصل الإسرائيلية ، وهل ترى فيها مشروع من الممكن أن يحقق سلاما على المدى الاستراتيجي ؟
كل ما تهدف إليه إسرائيل لا يحقق السلام المنشود ضمن طموحاتها وتطلعاتها التي تتناقض مع الحق الفلسطيني ، وموقفنا المعلن موقف معتدل 'حينما نقبل دولة في حدود 67 التي تمثل أقل من ربع فلسطين' والذي لا تقبل إسرائيل به ، ومعنى ذلك أنها ستواصل عدوانها ضد الحق الفلسطيني.
وجهتم نداء للمواطن الفلسطيني لينتخب د. مصطفى البرغوتي ، هل أنت راض عن أداء البرغوتي ، وهل كان نداءكم صحيحاً ؟
أنا والبرغوتي شركاء في المبادرة الوطنية ومن هنا بطبيعة الحال ناديت بانتخاب البرغوتي وكلي ثقة بقدرته وموقفه السياسي المعلن ، ولعل ما يأتي يبرر هذه الثقة.
في الحقيقة هناك بداخل المبادرة الوطنية استقالات وتفسخ في صفوفها ، فهل ترى أن ذلك من الممكن أن يحفظ وحدة المبادرة ويشكل معارضة سليمة ؟
المبادرة تهدف إلى تحقيق موقف فلسطيني متحد على أسس ديمقراطية ، وتسعى إلى أن يكون هناك لقاء شامل لكل القوى الفلسطينية للحوار الموضوعي حول كيفية التصدي للتحديات القائمة وأن ننتصر للحق الفلسطيني بشكل منظم.
أين يقف الدكتور حيدر عبدالشافي من الرئيس محمود عباس ؟
محمود عباس كرئيس يتحمل هذه المسؤولية الثقيلة هو بحاجة لان نساعده ونسانده ونؤيده في مسؤوليته الكبيرة ، التأييد المتفتح وليس الأعمى ، ونحن ندرك المسؤولية التي يتحملها ومن واجبنا أن نتابع ولدينا الحافز أن نتحدث ويكون لنا رأي فيما يجري ، ونكون صادقين مع الرئيس في هذا الموضوع.
كيف كانت علاقتكم مع الرئيس الزعيم الخالد ياسر عرفات ؟
كانت علاقة مودة ، لكن أنا لم أحجم عن نقد أداء الرئيس عرفات وعن إشعاره بهذا بأمل أن يأخذ هذه الآراء باهتمام ، الرئيس بحاجة إلى التأييد وبنفس الوقت إطلاعه على تقييم أداءه.
كيف تقيم عملية استشهاده أولا بصفتكم طبيبا وثانيا بصفتكم سياسياً ؟
لا يوجد عندي معلومات كافية ، لا أستطيع أن أعلق .
هل أنت راض عن نقل السلطات التي تمت حتى الآن ؟
إلى الآن لا يوجد أي اعتراض ، ونحن أمام تحديات أسأل الله أن يهدينا إلى طريق الصواب، ويجب أن نحترم مبدأ الديمقراطية وتفعيل أدائنا في احترام القانون وتحديد الأولويات وتقديم المصالح العامة على مصالحنا الذاتية والعائلة والحزبية .
كنت من أبرز المعارضين للزعيم الخالد ياسر عرفات وسياسته ، هل ترى بعد استشهاده بأنك كنت محقا في هذه السياسة ؟
نعم ، لم يكن لي مأرب شخصي من الرئيس أبو عمار ، كل ما نعاني منه وكل سلبياتنا أرجعها إلى عدم اهتمامنا بمبدأ النظام ومازال هذا المطلب الملح أن نعمل على ممارسة النظام بشكل جدي ومسؤول.
تصل العديد من الأموال إلى مؤسسات غير حكومية تشرف ، وهناك اتهامات لهذه المؤسسات بأنها لا تتمتع بالشفافية في إدارة الأموال ، ماذا يقول الدكتور حيدر بذلك عن تجربته مع جمعية الهلال الأحمر ؟
أرجو أن يكون هناك شفافية ، تأسست جمعية الهلال الأحمر عام 1969 بعد العدوان الصهيوني وهي تتصدى لكل الإشكاليات التي تنجم عن واقع الاحتلال للحد منها والمساهمة في حلها ، والجمعية لها دور مزدوج في عناية فعالة في المجال الصحي من جهة وعناية معنوية في رفع معنويات الجمهور في ظل العدوان من جهة أخرى ، وآمل أن يكون الهلال الأحمر حقق دوره في هذا الطريق .
كيف يقضي الدكتور حيدر عبد الشافي يومه وماذا يعني الوقت بالنسبة للدكتور حيدر؟
|
|
|
|