عدلي صادق: عدلي صادق : في منتهى التياسة ! بتاريخ الثلاثاء 12 يوليو 2011
الموضوع: قضايا وآراء
|
 في منتهى "التياسة"! عدلي صادق
لا نعلم ما هي قدرة الحكومات العربية "الصديقة" للولايات المتحدة،
في منتهى "التياسة"! عدلي صادق لا نعلم ما هي قدرة الحكومات العربية "الصديقة" للولايات المتحدة، المُحتفى برموزها ووجهائها لدى الإدارة ولدى الكونغرس؛ على التوجه الجماعي الى أصدقاء إسرائيل في مجلسي الشيوخ والنواب الأمريكييْن (ولو كان ذلك تحت عنوان الرغبة في السلام وفي نبذ العنف) لإسماعهم تقييماً علمياً ومحايداً، لتفوهاتهم وآرائهم في قضايا العرب والمسلمين. فما يقولونه، يزداد جنوناً يوماً بعد يوم، ولا علاقة له بالحقائق المجردة، بل إنه لا يليق بلغة نواب وشيوخ، في مؤسسة تشريعية ورقابية للدولة الأعظم في العالم؟! فليس ضرورياً، وربما ليس ممكناً، أن يطلب وفد عربي، من حلفاء إسرائيل والمغرمين بها، أن يكفوا عن التحالف أو أن يقلعوا عن غرامهم. والضروري هو إسماعهم ما يُقنعهم وينبههم، الى أن ما يقولونه ينم عن منطق قاصر مُغرق في الجهل، وأشبه بما يسميه العامة في بلادنا "الهبلنات". ويمكن أن يُقال لهم، إن المشاعر والخيارات حق لكل إنسان، ولهم أن يعشقوا إسرائيل قدر ما شاؤوا، لكن وسيلة التعبير المعتمدة، عن عشق إسرائيل، في "كونغرس أمريكا" بشدّها وقدّها، باتت مقرفة ومثيرة لسخرية العارفين والمحايدين والأخيار، في المجتمع الأمريكي، بل في المجتمع الإسرائيلي نفسه! * * * لو أخذنا بعض العيّنات، مما يقوله سيناتورات أمريكيون، عن تطورات الأحداث في منطقتنا؛ سنجد أنفسنا أمام جهالات لا تصدر عن عضو في مجلس قروي في الريف العربي، إذا تحدث في مسألة تتعلق بالشأن البرازيلي، لم يكن قرأ أو سمع عنها أكثر من سطر أوسطرين. فالسيناتور الأمريكي من الحزب الجمهوري مارك كريك Mark Krik الذي تحسبه من تكرار زياراته للأقطار العربية ذات الأهمية الجيوسياسية، أنه من العقول الاستراتيجية التي تستعيد أنموذج الجنرال ماك آرثر؛ يدعو أوباما الى إصدار التعليمات للأسطول الأمريكي، بمهاجمة القوارب التي رغبت في الإبحار الى غزة، للتضامن مع أهلها ضد الحصار، ولإيصال مساعدات عينية. ومن المفارقات العجيبة، أن كريك هذا، كان من ضباط البحرية الامريكية، قبل انتخابه في ولاية ألينوي، أي إنه يدرك حجم "التياسة" في دعوة الأسطول الأمريكي لمهاجمة قوارب مدنيين، متجهين الى غزة، من بينهم متقاعدون أمريكيون كانوا في البحرية الأمريكية نفسها، أي إنهم من زملائه القُدامى. وعلى العموم، عُرف هذا المعتوه بتصريحاته العنصرية، المتعلقة بالأقطار ذات الحكومات الصديقة للولايات المتحدة، كأن يقول إنه لا يعارض التمييز العرقي، ضد الشُبان العرب "من الدول المنتجة للإرهاب". فأمام منطق كهذا، نصبح أمام رجل جاهل، يأخذ خلق الله بالجملة، ولا ينتقي مصطلحاته. فإسرائيل نفسها، لن يجعلها دهاؤها، تقبل على نفسها، الإنحدار الى هذا المستوى الوضيع، من التعبير السياسي! هناك على سبيل المثال أيضاً، ريك بيري، حاكم ولاية تكساس. هو معتوه آخر، يدل على بؤس وعي الشرائح المتنفذة في الولايات المتحدة، ويبرهن على ضآلة وعيها. فالرجل يبعث برسالة الى وزير العدل الأمريكي فيقول له: اكتب اليكم يا عزيزي، لأحثكم على أن تتبعوا كل الوسائل القانونية، لإيقاف مثل هذا التحرك للقوارب التي تخرق القانون، بعزمها التوجه الى غزة". فالمذكور يطلب من وزير العدل إجراءات قانونية. وبأي قانون؟ هو لا يعرف، وإنما يضع الامر في عُهدة وزير العدل، كمسؤول أدرى منه. والأنكى أن ريك بيري هذا، بات من الطامحين الى رئاسة الولايات المتحدة! * * * يطول الحديث عن تفوهات لمتخلفين وفاقدي معرفة سياسية، من أعضاء الكونغرس، الذين يدافعون عن إسرائيل بمنطق يثير سخرية الإسرائيليين أنفسهم ويرونه أشبه بالكوميديا الحميدة. نستذكر من بين هؤلاء، مجنونة الصهيونية سوزان كولينز، التي صرحت أن الأمم المتحدة، تحتفظ بسجل من حوادث الاختطاف التي قام بها الفلسطينيون، وبالتالي ينبغي أن تُجيز اختطاف من يتوجهون الى غزة بالقوارب! صحيح إن هؤلاء يعكسون حال العجز لدى الطبقة السياسية الامريكية، عن الأخذ بأي قدر من العقلانية في سياستهم الخارجية؛ لكن الصحيح كذلك، أن استراتيجية التعاطي العربي مع الأمريكيين، ليس فيها ما يذكرهم بمصالح بلادهم مع العالم العربي. فالمعتوهون من فاقدي المعرفة، يمكن أن يستفيقوا على إشارات المصالح التي تعصف بها السياسات الخاطئة، الموغلة في إهانة الشعوب، وفي نكران الحقيقة. وقبل التوصل الى استراتيجية العمل السياسي العربي المرتجاة، حيال أمريكا، فإننا نتساءل: هل في وسعنا أن ندعو الى مهمة لوفد عربي، يُسافر الى واشنطن، لتحقيق هدف محدد، وهو لفت انتباه أعضاء الكونغرس وتعريفهم بحقيقة بسيطة، قوامها أنهم قاصرو فهم، ومثيرون لسخرية الناس، ولا علاقة لهم بالسياسة، ولا بالوقائع ـ ناهيك عن العدالة ـ بل إنهم لا يرون أبعد من مواطىء اقدامهم، وبخاصة عندما يطالبون بأن يهجم أسطولهم على قوارب "تهدد أمن إسرائيل وتعرضها لخطر الفناء". فلا بأس من أن يستعرض معهم وفد عربي تبتعثه حكومات "صديقة" تصريحاتهم ويناقشها بوسائل إيضاحية مدرسية، ثم يقول لهم، إنكم مع احترامنا لبلدكم وكونغرسكم، في منتهى "التياسة" وهذا هو العجيب والمقرف! www.adlisadek.net adlishaban@hotmail.com
|
|
| |
تقييم المقال |  | المعدل: 0 تصويتات: 0
|
|
|