عدلي صادق: عدلي صادق : يفتشّون عن أبوّة زائفة بتاريخ السبت 09 يوليو 2011
الموضوع: قضايا وآراء
|
 يفتشّون عن أبوّة زائفة عدلي صادق
السفير الأمريكي في سورية، يبحث عن أبوّة زائفة وغير مشروعة، للثورة السورية،
يفتشّون عن أبوّة زائفة عدلي صادق السفير الأمريكي في سورية، يبحث عن أبوّة زائفة وغير مشروعة، للثورة السورية، وللحموين الغاضبين، الذين فجروا مكبوتهم ضد نظام فاسد ومستبد، أشبعهم قتلاً بعشرات الألوف، على امتداد شهر شباط (فبراير) في تلك السنة الكبيسة المشؤومة (1982). ويقيني إن أجهزة أمن النظام السوري، تعمدت فتح الطريق لكي يصل السفيرين الأمريكي والفرنسي الى مدينة حماة الجريحة. ففي وسع أية سلطة أن تعتذر للديبلوماسي، عن السماح له بالتوجه الى مناطق التوتر، ولو بذريعة الإذن من الخارجية أو الخوف على حياته. وبالطبع كان هدف العسس السوري، أن يصبح وصول سفيري أمريكا وفرنسا الى حماة، وسيلة إيضاحية فيستقيم الزعم، بأنه قد توفر الـ "دليل الواضح على تورط الولايات المتحدة في الأحداث الجارية في سوريا، ومحاولتها لتحريض على تصعيد الأوضاع التي تخل بأمن سورية واستقرارها". فالمراد هو إقناع الأمة، بأن واشنطن هي ملهمة الثائرين، حتى وإن كانت بعض لافتات المدن السورية ومن بينها حماة، تؤكد على أن من بين أسباب الثورة، هو ارتهان الحاكمين في دمشق لأمريكا، وهذا يتبدى جلياً واستراتيجياً عند كل المنعطفات التاريخية! * * * أعرف السفير الأمريكي لدى سورية روبرت ستيفن فورد، الذي استحث زميله الفرنسي على زيارة حماة. فهو ممن يجيدون العربية بطلاقة، متخصص في الفتن، تدرج في السلك الديبلوماسي الأمريكي، في كل من مصر والبحرين والجزائر والعراق. وتعتبره الخارجية الأمريكية "أكفأ مستعربيها". ففي بغداد، عمل مستشاراً لـ "سلطة التحالف المؤقتة" بعد الاحتلال مباشرة، ثم أرسله بوش الإبن للعمل سفيراً لدى الجزائر، فمكث نحو عامين. أما أوباما، فقد أرسله الى سورية من وراء ظهر الكونغرس، بموجب التعيين الرئاسي في فترة استراحة المؤسسة التشريعية Recess Appointment بينما موقف حلفاء إسرائيل هو أنهم لا يريدون إعادة أي سفير لسورية، بعد سحب السفيرة مارغريت سكوبي، على إثر حادث اغتيال رفيق الحريري في لبنان. فالقانون الأمريكي يُجيز للرئيس تعيين أي موظف فيدرالي رفيع، في فترة انقطاع مجلس الشيوخ ودون مصادقته. ومثلما هو المنهج التشريعي الأمريكي، الذي يعطي الرئيس مخرجاً، ثم يمنح المؤسسة التشريعية صلاحية إحباط المخرج؛ فإن للكونغرس، صلاحية وقف التعيين الرئاسي في فترة الانقطاع، بمجرد الامتناع عن المصادقة، حتى نهاية الدورة التالية. وهذا بالنسبة لروبرت فورد، يعني سحبه في كانون الأول (ديسمبر) المقبل. هنا، يريد روبرت فورد، السفير الأمريكي في دمشق، أن يسجل مأثرته في حقل الاختصاص، وهو الفتنة المؤداه بلغة الضاد، حمّالة العوطف الجيّاشة. فحين ينجح في تكريس أبوّة أمريكية مزعومة، لثورة السوريين، سيكون على الثورة السلام وهذا هو المُرتجى أمريكياً، بخلاف ما تزعمه لغة ذوي العقول المتخلفة. رب قائل بسذاجة، إن هناك تناقضاً في كلامكم هذا، إذ كيف يتشدد حلفاء إسرائيل في الكونغرس، ضد سورية، بينما تقولون الآن، إن روبرت ستيفن فورد، يتقصى مأثرته وهي تلطيخ سمعة الانفجار الشعبي الثوري السوري في وجه الاستبداد، بتوجيه من مراكز العمل الاستخباري؟! الكونغرس لن يعطي تأكيداً بالموافقة على تعيين السفير في دمشق، لأنه ضد استئناف التمثيل الديبلوماسي الأمريكي في سورية على هذا المستوى. في الوقت نفسه أوباما والسي آي إيه وعناصر المستعربين الموصولة بالوكالة، متحمسون جميعاً للعلاقة مع النظام في سورية. الأولى حسبة نواب تفرز المقربين عن الخصوم، على قاعدة السياسة المحكية ويطرب الإسرائيليون لمواقف النواب لأنها تساعدهم في شؤون أخرى، وإن كانوا يعلمون أن النواب الأمريكيين المتشددين لصالحهم، يجهلون الخبايا. أما الثانية، فهي حسبة استخبارات، تقرر سياساتها وتوجهاتها الاستراتيجية، بناءً على حيثيات حقيقية. إن هذه هي واحدة من فنون وألاعيب السياسة الأمريكية في المنطقة. وكثيراً ما استحث الأمريكيون بعض الحكام، على تغليظ الكلام ضد السياسة الأمريكية، لكي يساعدوهم في التغطية وفي تمرير التعاون الأمني واللوجستي المتقدم. ولنا في الشاويش "أبو يمن" خير مثال. فكلما كان يرتفع مستوى التعاون الأمني مع الولايات المتحدة، لاصطياد عناصر "القاعدة" كان خطاب الرجل، يعلو ثورياً، بل يتقهقر الى خمسينيات القرن الماضي ممتشقاً عبارات تشي غيفارا وسواه! ألم تكشف وثيقة امريكية، أن ألد أعداء واشنطن في شبه الجزيرة الكورية، الزعيم الثوري المحبوب والشمس المشرقة، كيم إيل سونغ، كان يتمنى سراً، على الأمريكيين، البقاء في كورية الجنوبية، لكي يستفيد الطرفان، هم في الانتشار الاستراتيجي الكوني، وهو في الحكم الوراثي كابراً عن كابر؟! الأمريكيون لن يكونوا أصحاب أية مأثرة على صعيد الحرية والعدالة في أي مكان. وقضية السوريين، ليست إلا قضية حرية وكرامة وحقاً في الحكم الديموقراطي، وكل ذلك توطئة للتهيؤ الحقيقي لاستراد الأرض المحتلة، والعيش على النحو الذي يليق بثقافة السوريين، وحضارتهم، ووزنهم، وتاريخهم المجيد! www.adlisadek.net adlishaban@hotmail.com
|
|
| |
تقييم المقال |  | المعدل: 0 تصويتات: 0
|
|
|