التطبيع يَحُورَ من السفاحِ إلي النكاح، ومن الَّخلّيِلَةْ إلي اْلَحلِّيلَة
الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر محمد عبد الله أبو نحل
التطبيع يَحُورَ من السفاحِ إلي النكاح، ومن الَّخلّيِلَةْ إلي اْلَحلِّيلَة
فلسطين الأسيرة الجريحة المكلومة لم تتحرر بّعدْ من المُحتلين الحاقدين، والمسجد الأقصى المُبارك يُستباحُ ليلاً ونهاراً من قُطّاعْ الْطُرقَ، عصابات الغاصبين المستوطنين الصهاينة، فّيقَتحمُونهُ، ويُدنسونهُ، رغم طهارته، وقُدسِّيِتهِ!؛ وهو مسري النبي صل الله عليه وسلم، ومعراجهُ للسماوات العُلا، وهو ثاني مسجد وضع في الأرض بعد المسجد الحرام في مكة المُكرمة، وهو أولي القبلتين؛ وثالت الحرمين، ومُرتبط روحياً وعقائدياً بمكة المُكرمة، ويواصل الاحتلال الليل بالنهار بشكلٍ مُّستّميتْ، سعياً لهدمهِ، وتدميرهُ، أو تقسيمهُ زمانياً ومكانياً!؛ والكارثة، والنكبة التي حلتّ بفلسطين اليوم عظيمة، وهي أن الكثير من الحكام، والرؤساء، والملوك والزُعماء العرب والمسُلمين، يكافئون الاحتلال علي جرائمه بحق المسجد القصي المبارك، وبحق الشعب الفلسطيني؛ فيّسعُون جاهدين للتطبيع مع الاحتلال المجُرم!؛ وهم يعلمون علم اليقين أن المحتلين اليهود من حكومة المُتطرفين، لا يريدون سلاماً، وحتي أنهم دمروا ورفضوا حّلُ الدولتين!؛ والذي صار فعل ماضي ناقص، وفي خبر "كان"؛؛ كما أن الاحتلال المجرم حول السلطة بغيرِ سُلطة، واحتلالهِ لفلسطين بدون كُلّفهَ!؛؛ والتطبيع يجري الآن رغم جرائم، ومجازر الاحتلال المُتواصلة والمستدامة ضد الشعب الفلسطيني، من غير توقف، أَو أَيِ خّجلٍ أَو وّجلْ!؛ ويتفرعن ويتباهى الشيطان "نتنياهو"، وعصابتهِ اليمينة المتطرفة، ويتفاخر بتطبيعهِ العلاقات العلنية مع الدول العربية، والإسلامية!، وهو يعلم أن بعض الزُعماء العرب، والمُسلمين يُهرولون للتطبيع والانبطاح، والارتماء، في أحضان كيان الاحتلال الاسرائيلي، ويأتمرون بآمر نتنياهو!؛ وينشدون ودهُ!؛ ورضاه عليهِم، حتي يبقوا في سدة الحكم؛ يقهرون شعوبهم، وليكونوا أسودٌ علي شعوبهِم، وحمائم سلام، وأرانب مُطيعة عند قادة الاحتلال!!؛ ولقد تغافل نتنياهو أو غفل أن العلاقة، والتطبيع ليس، وليد اللحظةِ، واليوم، بل مضي عليه أكثر من قرن من الزمان، وكان قبل ولادة دولة الاحتلال الغاصب بطريقة من علاقة غير شرعية، ومحرمة عن طريق التطبيع السري "بالسفاح" الزنا غير الشرعي من بريطانيا، وأخواتها، ومن مراسلات بعض من سموا أنفسهم بالشريف ....، وهو ليس بشريف!؛ ومن بعض أو غالبية الأمُراء والملوك والقادة العرب، بعد الحرب العالمية، طامعين أن يتم تنصيبهم لتولي سدة الحكم في بلاد العرب والمسلمين، وخاصة الجزيرة العربية!؛ والأن لقد "تحورت" العلاقة الرسمية العربية مع كيان الاحتلال بمعني رجعت العلاقة من الزعامات العربية، والإسلامية من السفاح السري ع دولة الاحتلال، إلي شرعنه التطبيع، أي ليُصبح نكاحاً وزواجاً علنياً مشروعاً؛ كمن يزني علي قارعة الطريق!!، فيطبع مع الاحتلال الإسرائيلي، وبدل أن يكون التطبيع كالسابق وما مضي من الزمان سِفَاحاً، وسراً، ومن الخليلة أي العشيقة العاهرة عن طريق الزنا المخفي غير المُعلن؛ ليصُبح التطبيع حَلِيلَة مع الاحتلال!!؛ أي مُّحللاً كمن تزوج زواجاً شرعياً عليناً حلالاً زلالاً!!!، والجمع حلائلُ؛ فبعد نقل السفارة الأمريكية لمدينة القدس المحتلة، وتولي المتصهين ترمب وإدارتهُ الفاسدة الناعقة بصوت الاحتلال سِّدة الحكم في الولايات المتحدة، فّسَارعْ حُكام دول الخليج من العرب، لإرضاء من يحكم العالم اليوم ترمب، ونتنياهو، عبر التطبيع والذي تحور من السفاحِ إلي النكاح، ومن الَّخلّيِلَةْ إلي اْلَحلِّيلَة!!؛ وليفرطوا في أرض الإسراء، والمعراج مهبط الديانات السماوية، وأرض الأنبياء والمرسلين؛ وليبيعوا بثمنٍ بخسٍ من أجل عروشٍ، زائلات مُّهّترِّئِاتْ، ليحُكموا شعوبهم لسنواتٍ، معدوداتٍ؛ وليقدموا فلسطين هدية للغاصبين المحتلين، وليشرعوا السفاح! فسحُقاً وبعداً لكل المُطّبعون المنُبطحون؛؛ وما بني علي باطل فهو باطل، لأن فلسطين من بحرها لنهرها قضية كونية، ربانية ليوم الدين لا تقبل القسمة، ولا البيع ولا التفريط، ولا التطبيع ولا المزاودة، لأنها سُّجلت من عند الله عز وجل في قلب صفحات القرآن الكريم في سورة الإسراء وغيرها، وفي السنة النبوية المُطهرة، وسطرت وارتوت أرض فلسطين بدماء قوافل من الشهداء الأبطال، الذي قضوا نحبهم علي ثري فلسطين ودفاعاً عن الأرض المقدسة المباركة، ومهما طبل المبطلون، وطبع المتُطبعون، ففلسطين ليست للبيع، وفجر النصر والحرية قادم ونراهُ قريباً.
الكاتب الصحفي، والمحاضر الجامعي الباحث، والمفكر العربي والإسلامي
الأستاذ الدكتور/ جمال عبد الناصر- محمد عبد الله أبو نحل