متابعات: بينما تعاني القدس الشرقية من حالة موات... رام الله تبدو العاصمة أكثر من أي وقت م بتاريخ الجمعة 03 ديسمبر 2010
الموضوع: متابعات إعلامية
|
رام الله - الصباح - تغير طفرة في أعمال البناء ملامح الأفق في مدينة رام الله وتعزز وضعها كعاصمة فلسطينية بحكم الأمر الواقع.
بينما تعاني القدس الشرقية من "حالة موات"... رام الله تبدو العاصمة أكثر من أي وقت مضى رام الله - الصباح - تغير طفرة في أعمال البناء ملامح الأفق في مدينة رام الله وتعزز وضعها كعاصمة فلسطينية بحكم الأمر الواقع.
ويبدو على نحو متزايد أن المدينة التي كانت ذات يوم قرية تقع على أطراف القدس تضطلع الان بالدور الذي كان منوطا بالقدس الشرقية ضمن خطط إقامة الدولة الفلسطينية.
ترتفع الفنادق الفاخرة والمباني السكنية بين التلال ويجري انشاء مقر رئاسي جديد ويشيد الفلسطينيون وزارات جديدة لحكومتهم بدلا من الاستمرار في استئجار مكاتب لهذا الغرض.
وتقول السلطة الفلسطينية التي تتخذ من رام الله مقر لها منذ تشكيلها عام 1994 ان تقليص النفقات هو الغرض من وراء مثل هذه المشروعات إذا ان الايجارات باهظة التكلفة.
لكن الأهمية الرمزية لم تغب عن الفلسطينيين الذي يخشون من أن تباعد السياسات الاسرائيلية أكثر بينهم وبين المدينة المقدسة التي تقع على التلال الجنوبية.
ولا يزال التمتع بالسيادة على القدس الشرقية هو محور جدول الأعمال الوطني الفلسطيني. لكن تتهاوى عملية السلام التي بدأت قبل عقدين من الزمن والتي يأمل الفلسطينيون في أن تمنحهم المدينة ضمن خطط إقامة دولتهم المستقلة.
في الوقت ذاته تحكم اسرائيل سيطرتها على القدس التي تعتبرها عاصمتها "الأبدية الموحدة" فيما ترسخ رام الله أقدامها كمركز إداري واقتصادي للفلسطينيين.
وتشيد السلطة الفلسطينية مجمعا سيضم سبع وزارات. ويقول اياد البرغوثي مدير مركز دراسات حقوق الانسان الذي ينتقد السياسات التي تنتهجها السلطة في هذه المسألة إن العمل الذي اكتمل أكثر من نصفه أحد المؤشرات على ان رام الله تتحول الى "عاصمة أبدية" للسلطة الفلسطينية.
ويجري تشييد مكاتب رئاسية جديدة في المجمع الذي يحكم منه الرئيس محمود عباس كما أدار سلفه الراحل ياسر عرفات مناطق سلطة الحكم الذاتي المحدودة التي تنازلت عنها اسرائيل.
وبدأ العمل في حي تجاري جديد (مركز الارسال) باستثمارات تبلغ 400 مليون دولار حيث من المنتظر أن يصبح مركزا للقطاعين التجاري والمصرفي للفلسطينيين.
وهذا الشهر افتتح عباس مقرا جديدا في رام الله لمنظمة التحرير الفلسطينية والتي كانت تتخذ من القدس الشرقية مقرا لها منذ تأسيسها عام 1964 وحتى احتلال اسرائيل للمدينة في حرب 1967 .
وقال عباس خلال افتتاح المقر المؤقت يوم 23 تشرين الثاني "نحن نحتفل اليوم بافتتاح هذا المقر المؤقت في مدينة رام الله وكل مقارنا السيادية إنما هي مقار مؤقتة وان شاء الله سيأتي الوقت حتى تنتقل هذه المقار بما فيها مقر منظمة التحرير الفلسطينية إلى القدس عاصمة الدولة الفلسطينية المستقلة."
ويجمع الفلسطينيون على أنه ليس بوسع أي من قادتهم التنازل عن القدس لكن تصطدم آمالهم بمزاعم اسرائيل في المدينة التي تحتلها منذ أكثر من أربعة عقود.
وبعد احتلالها للقدس الشرقية العربية عام 1967 ضمت اسرائيل الجزء الجديد الذي احتلته من المدينة بما فيه الأماكن المقدسة كما ضمت أيضا حزاما من أراضي الضفة الغربية المحيطة. ولم يلق قرار الضم أي اعتراف دولي.
وأخفقت الجهود الأميركية لاستئناف عملية السلام بين الجانبين جزئيا بسبب قضية بناء اسرائيل في الاراضي التي ضمتها حول القدس ويطالب الفلسطينيون بوقف كامل للاستيطان هناك قبل أي استئناف للمفاوضات.
ويقول الفلسطينيون إن التوسع الاستيطاني الاسرائيلي يأتي في اطار استراتيجية تستهدف اخراجهم من المدينة.
ويعتبرون الجدار العازل الذي بنته اسرائيل ليفصل القدس عن البلدات الفلسطينية المجاورة في الضفة الغربية جزءا من هذه الاستراتيجية. وشرعت اسرائيل في بناء الجدار بزعم دواع أمنية أثناء الانتفاضة الفلسطينية في بداية هذا العقد.
وتعاني القدس الشرقية المعزولة عن محيطها الفلسطيني التقليدي من تدهور اقتصادي. ويختلف كثيرا الوضع في رام الله الواقعة على بعد عشرين كيلومترا فقط بفضل الدعم المالي السخي من المانحين الغربيين.
ويعد ضجيج أعمال البناء والعدد الكبير من السيارات الجديدة مؤشرات على نمو اقتصادي بنحو تسعة في المائة في النصف الأول من العام. وفي وقت سابق من الشهر افتتح فندق موفينبيك وهو أول فندق خمسة نجوم في رام الله لتبدو المباني المجاورة له كالأقزام.
يقول البرغوثي وهو عالم اجتماع يحاضر في جامعة بيرزيت على الصعيد النفسي والعملي والواقعي رام الله هي العاصمة الابدية لاراضي السلطة الفلسطينية.
"السلطة تعمل بشكل يوحي وكأن رام الله هي عاصمة الدولة. والقصة ليست استأجرنا أو بنينا أو اشترينا القصة في تركيز مؤسسات السلطة بشكل كبير في رام الله".
وأثناء زيارة قريبة للقدس الشرقية لاحظ دبلوماسي عمل في اسرائيل والمناطق الفلسطينية حجم التغير الذي حدث في بضع سنوات.
وقال الدبلوماسي "عادة ما كانت القدس الشرقية هي المكان الذي تسكنه النخبة الفلسطينية. قطاع الاعمال والاصدارات الفكرية الرفيعة كانت جميعا هنا لكن الان انتقلوا الى رام الله. هنا حالة من الموات وهو أمر محزن للغاية".
|
|
| |
تقييم المقال |  | المعدل: 0 تصويتات: 0
|
|
|