ذكرى رحيل المناضل
الحاج/ إسماعيل عبد الفتاح تيم (أبو العز)
(1914م – 1984م)
بقلم لواء ركن/ عرابي كلوب 21/7/2018م
ذكرى رحيل المناضل
الحاج/ إسماعيل عبد الفتاح تيم (أبو العز)
(1914م – 1984م)
بقلم لواء ركن/ عرابي كلوب 21/7/2018م
الحاج/ إسماعيل عبد الفتاح محمد تيم من مواليد قرية نوبا قضاء الخليل عام 1914م، تفتحت عيناه على هول ما كانت قوات الانتداب البريطاني في فلسطين تقوم به بالتنكيل بالمناضلين والمقاومين الفلسطينيين حيث شارك مبكراً في أحداث ثورة 1936م وشارك في العديد من العمليات الفدائية ضد قوات الانتداب البريطاني، وتم اعتقاله من قبلهم وحكمت عليه بالإعدام، إلّا أنه أفلت من التنفيذ وتابع نضاله فاشترك في معارك القطمون وصوريف بالخليل التي أصيب فيها بيده، وكفر عصيون وأصيب كذلك في بطنه وجورة بخلص بالخليل، شارك في مجموعات الكف الأسود وكذلك في معركة الحجامة الذي أنقذ فيها الشيخ/ حبيب الوحيدي وأخلاه من أرض المعركة رغم إصابته.
كما كان أحد أركان حرب قيادة المجاهد الكبير الشهيد/ عبد القادر الحسيني، فشارك في معركة القسطل البطولية في شهر أبريل عام 1948م، وأصيب خلالها في رجله.
بعد نكبة عام 1948م وإشراف الحكومة الأردنية على الضفة الغربية والتحاقها بالأردن تم استدعائه وعين موظفاً في وزارة الزراعة الأردنية (دائرة الحراج) بمرتبة مأمور حراج، وأثناء عمله تنقل في معظم مدن فلسطين مما زاد في علاقته الوطنية.
استمر في فكره وكانت تربطه علاقة قوية مع الأحزاب الوطنية وخاصة القوميين العرب والشيوعيين وكان منزله ملاذاً لهم سواء في الخليل أو في القدس.
عندما حضر المرحوم الأستاذ/ أحمد الشقيري عام 1964م إلى القدس حيث عقد المؤتمر الأول، كان الحاج/ إسماعيل تيم (أبو العز) من ضمن من استقبل الأستاذ/ أحمد الشقيري.
مع انطلاقة الثورة الفلسطينية عام 1965م، عاد المناضل إسماعيل تيم نشاطه النضالي من خلال المشاركة في العديد من العمليات العسكرية ضد سلطات الاحتلال الإسرائيلي وذلك بعد هزيمة حزيران عام 1967م، وذلك في منطقة الخليل، وبعد ازدياد تلك العمليات تم اعتقال زوجته وابنه سيف الدين للضغط عليه، وبعد 48 ساعة من اعتقالهم، قامت سلطات الاحتلال باعتقاله حيث تعرض للتعذيب الوحشي للاعتراف بما كان يقوم به، إلّا أنه صمد ولم يعترف بأي شيء وعليه حكم عليه مدة سنة فعلي بالسجن ومن ثم أبعد والعائلة عام 1969م بأمر من الحاكم العسكري حيث كان عدد العائلة أحد عشر فرداً.
في الأردن عاودوا العمل ضمن القطاع الغربي للحركة، وخلال أحداث أيلول الأسود عام 1970م تم اعتقاله وأفرج عنه ضمن الإفراجات العامة فيما بعد.
شكل الحاج/ إسماعيل تيم ركيزة أساسية لمجموعات الغربي بأمر الشهيد/ كمال عدوان وكان المنزل في الأردن أشبه بقاعدة لأبناء الداخل، وفي عام 1974م تم اعتقاله على خلفية دورية أبو الطاهر في تلك الفترة الذي اعترف عليهم بالتسليح والتنقل، وبعد الاعتقال تم فصله وطرده من العمل وتم حجز جواز سفره ومنعه من السفر.
في عام 1977م اعتقلت زوجته على الحدود الأردنية – السورية وعاد اعتقاله مرة ثانية وتم منعهم من السفر.
بقي الحاج/ إسماعيل تيم (أبو العز) مرتبطاً بعلاقته مع القطاع الغربي حتى وافته المنية عام 1984م.
وافاه الأجل المحتوم نتيجة إصابته بجلطة في القلب بتاريخ 21/7/1984م وقد تم الصلاة عليه ووري الثرى في مقبرة أبو عبيدة بن الجراح بالأغوار وذلك حسب وصيته، وتقدم المشيعين اللواء/ محمد يوسف العمله ممثلاً للأخ القائد العام/ أبو عمار وجمع غفير من الشخصيات الوطنية ومندوبو المؤسسات ورؤساء البلديات ووفود شعبية من كافة التجمعات الفلسطينية في الأردن.
هذا وقد نعاه الأخ/ أبو عمار وحركة فتح وكذلك الشيخ/ محمد عواد عميد المعاهد الأزهرية في غزة، ورؤساء البلديات في الضفة كل من الأخوة (بسام الشكعة، كريم خلف، وحيد الحمد الله، وإبراهيم الطويل).
رحم الله الحاج/ إسماعيل عبد الفتاح محمد تيم (أبو العز) وأسكنه فسيح جناته.