قال تعالى: وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون
وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ
الذكرى السنوية لرحيل الشهيد الشيخ عبد الفتاح حسين أبو غالي
بقلم الكاتب//سامي إبراهيم فودة
Tiger.fateh.1@hotmail.com
قال تعالى: وسيعلم الذين ظلموا أي منقلب ينقلبون
وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ"
"من المؤمنين رجال صدقوا ما عاهدوا الله عليه فمنهم من قضى نحبه و منهم من ينتظر و ما بدلوا تبديلا"...
في ذكرى رحيل رجل من خيرة الرجال النبلاء ومن ضراغيم الوطن الشرفاء,تتواضع
الأقلام وتتكسر رؤوسها وتجف مداها خجلاً أمام عظمة هذا الفارس الشيخ
الجليل المبجل الذي ترجل عن صهوة جوادة مخضباً بدمائه الزكية المعطرة في
الثالث عشر من حزيران,ليلتحق بركب الشهداء الأفذاذ الظهار,هذا الرجل الشيخ
الجليل قلبه يشع بالنور وعامر بالتقوى والزهد والورع وباعه طويل في النبل
والعطاء اللامحدود من أجل خدمة دينه وقضايا أبناء شعبه الفلسطيني...
فما أنا بصدده اليوم هو تسليط الضوء على سيرة عطرة للشيخ الجليل الشهيد
البطل/عبد الفتاح حسين أبو غالي"أبو حسين",والذي ارتقى شهيداً على يد الغدر
والخيانة...
الاسم/ عبد الفتاح حسين أبو غالي" أبا حسين"
تاريخ الميلاد/ 17/6/1996م
الانتماء/ فتحاوي
البلدة الأصلية/ يافا
الحالة الاجتماعية/ متزوج وله تسعة أطفال منهم أربعه أولاد وستة بنات
وعاشرهم طفلة سميت شهد ولدت يتيمة قبل أن تكحل عينيها برؤية والدها
الشهيد..
أسرته العائلية تتكون/من 13 فرد ثمانية شباب وأربعة بنات بما
فيهم الوالدة على قيد الحياة والأب متوفي رحمه الله ويعتبر الشهيد هو البكر
من بين إخوته وأخواته بالعائلة..
مكان السكن/ مخيم خاتيونس بالقرب من مسجد بلال بن رباح
الوظيفة/ موظف وكالة
المؤهل العلمي/ ثانوية عامة(دبلوم حدادة)
تاريخ الاستشهاد/ 13/6/2007م
يوم الاستشهاد/ الأربعاء
في تمام الساعة /وقت آذان الظهر
مكان وقوع مسرح جريمة الاغتيال/سقط شهيداً على أيدي الغدر والخيانة بتاريخ
14/6/2007م في مخيم خانيونس منطقة رأس سكناه بالقرب من مسجد بلال بن رباح-
وبيت الشهيد صبري عرندس- بعيار ناري بالرأس تسبب في شرخ وتفجير الجمجمة
وخروج مخ الشهيد على الإسفلت وموثق بالفيديو على اليوتيوب...
أدوات الجريمة التي استخدمت في عملية الاغتيال/ بنادق رشاشة كلاشينات
قتل مظلوم على أيدي مسلحون من (القوة التنفيذية) بدم بارد...
مناقب الشهيد عبد الفتاح أبو غالي //
كان الشيخ"أبو حسين"معروف عند عامة الناس بانتمائه لله ورسوله وهو ضد
التحزب ويتصف بالأخلاق الحميدة والسمعة الطيبة والسيرة العطرة وتميز هذا
الشيخ بتمسكه بتعاليم الدين الإسلامي الحنيف ومواظبته على الصلاة بالمساجد
وتحلى بالأدب وحسن الخلق والمعاملة الحسنة مع أبناء شعبه أينما تواجد معهم
وتميز شهيدنا الشيخ الجليل"أبو حسين"الخلوق بقلبه الكبير وإحساسه المرهف
وعقله المتزن والبار بكل الأحوال بوالدته وإخوته وأخواته وزوجته وأبنائه
وأفراد أسرته جميعاً ومحبوباً وعطوفاً وحنوناً مع الجميع وتميز هذا الرجل
الكريم بكرمه وبتواضعه وتسامحه مع الجميع من عرفة وعاشرة عن قرب,فكان لا
يتردد في مودة الأخوة وزيارتهم وتطييب خواطر الجميع إذا شعر انه قد تسبب
بإحراجهم أو الإساءة إليهم,فقد اعتقل إداري في سجن كيتسعوت"النقب
الصحراوي"في الانتفاضة الأولى,ومن باب العلم له أخ أسير اسمه عرفات حيث
أفرجت سلطات الاحتلال عنه لأنه كان مريض وقد توفى بجلطة قلبية بسبب قيام
حركة حماس بهدم منزله, اللهم ارحمهم وتقبلهم عندك من الشهداء.....
كيفية اغتيال الشهيد عبد الفتاح عبد أبو غالي بالتفصيل//
جريمة من مسلسل جرائم الانقلاب الدموي الأسود ارتكبت بحق المواطن المظلوم
عبد الفتاح أبو غالي البالغ من العمر39عاماً,يوم الأربعاء الموافق
13/6/2007م على حاجز الفتاح على بحر خانيونس بعد رفع آذان الظهر
مباشرة,فكان شهيدنا أبو حسين متوضأ ويستعد للخروج قاصداً الصلاة في بيت
الله مسجد بلال بن رباح في مخيم خانيونس والذي لا يبعد عن منزله بضع
أمتار,وأثناء توجهه مسرعاً للقاء الله,أطلق عليه رصاص واحده أصابت الشيخ
برأسه وأردته قتيلاً على الفور من أحد أفراد حركة حماس وهو يرتدي زي القسام
من القوة التنفيذية وهو معروف لعائلة أبو غالي,وفي تلك اللحظات المعدودة
من الثواني كانت تمر جنازة تعود لشخص من عائلة كلاب,مع مرور كثيف لطلاب
مدارس الثانوية العامة الذين كانوا يقدموا امتحان التوجيهي,وكانت أمه
المسنة الطاعنة في العمر تنشر بعض الملابس على حبل الغسيل,وإذا بأحد أطفال
العائلة ذهب مسرعاً إلى جدته قائلاً لها لقد طخت حماس الشيخ أبو حسين,فخرجت
المرأة العجوز المريضة لملاقاة ابنها المخضب بدمائه الطاهرة,فقاموا بضربها
فأغمي عليها هي الأخرى وتحركت سيارة ونقلت الشيخ الشهيد عبد الفتاح أبو
غالي إلى مستشفى ناصر,وسيارة أخرى نقلت أمه وبعض إخوته الذين تعرضوا لإطلاق
الرصاص من فوهات بنادق حركة حماس,
له أخ اسمه طه يعمل في جهاز الـ17
وتفرغ على كشف الجرحى وكان واضح بأنه هو المستهدف من هذا العيار
الناري,فقبل ذلك أطلق النار عليه مرتين,فالإصابة الأولى أصابت باب المنزل
وكانت على ارتفاع الرأس منه تماماً وقد سلمه الله منها,والرصاصة الثانية
أصيب في يده اليسرى بعد أن ضربت بعامود باطون أثناء وقوف على باب المنزل
المطل على الشارع العام وكل ذلك في ثواني معدودة أما الرصاصة الثالثة فكادت
تقتله فمرت من جانب رأسه وشاهد بأم عينه من هو القاتل وهو يصوب عليه, فراح
يسأله عن سبب تصويبه البندقية صوب رأسه,فإذا بالقاتل يطلق عيار ناري بهذه
اللحظات والشيخ الفاضل عبد الفتاح أبو غالي خرج من المنزل متعجلاً في
خطواته إلى الصلاة ,فإذا بالمظلوم يسقط على الأرض مترنحاً بدماءه الزكية
بعد أن اخترق العيار الناري رأسه ليفجرها, وفي ثواني معدودة ليشهد فيها بأن
لا اله إلا الله محمد رسول الله ويشهد جسده الطاهر بما نطق به لسانه ليكون
آخر كلامه لا اله إلا الله و من ثم شهق النفس الأخير وهو بين ذراع أخوه طه
ليصبح جثة هامدة وعلى الفور قامت حركة حماس عبر وسائل إعلامها المسموع
والمرئي تعلن بأن قوات من التيار الهياني بحركة فتح هي من قتلت الشيخ عبد
الفتاح أبو غالي للعلم...
وكان منع التجوال ساري ومفروض على المنطقة
بقوة الرصاص القاتل وخرج عدد محدود من عائلة الشهيد أبو غالي لدفن ابنهم
الشهيد عبد الفتاح أبو غالي ليوارى الثرى في مقبرة يافا في مخيم
خانيونس,وبعد صلاة العصر تم دفن الشهيد أبو غالي وأرسلت حماس مندوبين عنها
إلى العائلة تعترف بأن الشيخ قتل بالخطأ على يد أحد أفرادها ولم يكن هو
المقصود,علماً لم يكن يقف في تلك اللحظات غير أخوه طه وإنهم مستعدون لدفع
الدية المحمدية ومستعدون بكفالة أطفال الشهيد ولكن بشروط وهي أولاً من أجل
إبداء حسن النوايا بفتح غذاء للشهيد واعتماده شهيداً لحركة حماس وأن لا
يتفوه أهله بالحقيقة وأن يقولوا للناس أنه قتل من مصدر مجهول أثناء
الاشتباكات,وقد رفضت عائلة ألـ أبو غالي الدية والصلح مع القتلة الذين
أزهقوا روح ابنهم وتسببوا بإصابة أبنائهم كلاً من طه ومحمد ومحمود والشهيد
عبد الفتاح أبو غالي,علماً هذه المنطقة كانت تحت سيطرة حركة حماس ولا يوجد
ظاهرة لأي مسلح يطلق عليهم رصاصة واحدة,فكانوا يطلقون الرصاص على المارة
ويمنعون أبناء المدارس من المرور بالشارع لأي سبب كان.....
نام قرير العين يا أخي الشهيد عبد الفتاح أبو غالي...
فدماء الشهداء لا تسقط بالتقادم مهما طال الزمن أو قصر
المجد كل المجد لشهيدنا البطل المظلوم عبد الفتاح حسين أبو غالي // أبا حسين
المجد والخلود والوفاء لشهدائنا الأبرار..
والحرية لأسرانا البواسل ...
والشفاء العاجل لجرحانا الأوفياء..
والخزي والعار للخونة العملاء المأجورين...
والله من وراء القصد.