التجنيد الإلكتروني خطر يستهدف أبنائنا ويدخل بيوتنا دون إستئذان
موضوع التجنيد الإلكتروني من أخطر موضوعات العصر في ضل ثورة التكنولوجيا والإستقطاب الذي أحدثته مواقع التواصل الإجتماعي مثل فيس بوك وتويتر وفاببر وسكاي بي وغيرها من المواقع التي أصبحت مدخل لكثير من الأشرار لإقتحام بيوتنا وخصوصيتنا بأسلوب غير مباشر وبخاصة في ظل ظروفنا الحرجة كوننا نعيش تحت وطأة الإحتلال الصهيوني الذي يستخدم كل الأدوات والوسائل لترصيد أكبر بنك أهداف يخدم عملياته العسكرية والأمنية في أوقات الحروب وملاحقة المقاومين الفلسطينيين وضرب جيوب المقاومة الفلسطينية .
في الحقيقة عندما نتحدث عن التجنيد الإلكتروني فإننا نتحدث عن أساليب رخيصة يتم اتباعها من قبل ضباط المخابرات الصهيونية عبر إستخدام مواقع التواصل الإجتماعي ومنتديات الدردشة وإستعارة أسماء فتيات عربيات أو تقمص دور جمعيات خيرية تهتم بمساعدة اللاجئين والمحتاجين أو من خلال مواقع البحث عن الوظائف وسأحاول شرح هذه الآليات المباشرة والغير مباشرة في هذا المقال:
أولاً / #إستخدام مواقع التواصل والدردشة : يستخدم ضباط الموساد الإسرائيلي معظم أو جميع مواقع التواصل الإجتماعي، ومنتديات الدردشة، والجروبات المعروفة بالمجموعات دون إستثناء وخاصة التي تتحدث عن الحب والغرام والرومانسية كأن تجد أسم المنتدى أو الجروب يحمل اسم لحن الحياة والرومانسية أو فتيات عربيات تبحث عن الحب أو مزز تبحث عن فتى الأحلام أو فتيات مغرمات بالجنس، ويستعير ضباط المخابرات من كلا الجنسين أسماء وهمية ويكونوا على قدر كبير من التحدث باللغة العربية بلباقة بحيث لا تشعر الضحية ولو للحظة بأن من يتحدث هو إسرائيلي وإنما يشعر بأنه عربي من فلسطين أو من أي مكان وهذا هو سر نجاح ضابط المخابرات في محاولة تجنيد ضحيته، وأحياناً يستخدم ضباط المخابرات عملاء عرب سقطوا في وحل العمالة ويتم استخدامهم لإسقاط عملاء آخرين، وتبدأ العلاقة في بداية الأمر من باب التعارف ثم تتدرج لتطور نحو نسج علاقة حميمية و رومانسية ومن ثم مرحلة السقوط في وحل العمالة عندما تتطورالعلاقة الرومانسية إلى المراحل الأخيرة وهي العلاقة الجنسية والاباحية عبر الحديث الساخن وتشغيل كاميرات تطبيقات الهواتف الذكية ومشغلات الفيديوهات بأوضاع مخلة للآداب من تعري جسدي وإيحاءات جنسية وهنا يبدأ ضابط المخابرات بالتقاط صور الضحية لقطف ثمرة نجاحه بإسقاط الشاب أو الفتاة في وحل العمالة وتجنيدهم، ويبدأ مسلسل المساومات من قبل ضابط المخابرات إما بنشر الصور والفيديوهات عبر المواقع الإلكترونية وصفحات المجلات الإباحية أو التخابر وفي حال وافقت الضحية على طلب الضابط بالتخابر يبدأ مسلسل الخيانة العظمى والتورط في خدمة الإحتلال وتكون هذه أقصر الطرق لحبل المشنقة عقاباً على هذه الخيانة لله وللدين وللوطن وللشعب، وعلى سبيل المثال لا الحصر نذكر هذه القصة الحقيقية لتجربة شاب فلسطيني إسمه خالد وأمعنوا في قرآتها لتوعية أبنائكم :
خالد شاب فلسطيني يبلغ من العمر 26 عاماً كان يجلس على جهاز الكمبيوتر الخاص به يتصفح مواقع الدردشة الإباحية عبر شبكة الإنترنت ويقول :أنه قام بشراء كاميرا ومايك للدخول إلى هذه المواقع الإباحية، وبدأت أتعرف على فتيات منهن عربيات والحديث معهن بالصوت والصورة،فأعجبتني جونيا التي طلبت مني لاحقاً أن أخلع ملابسي أمام الكاميرا وهي ستفعل كذلك، ولم أتردد كثيراً فطلبت مني أن أفعل إيحاءات جنسية ففعلت، وطلبت رقم جوالي فأعطيتها .
ويتابع خالد بعدها بأيام اتصلت بي جونيا وأخبرتني أن مديرها في الشركة سيتصل بي لينسق لقاءاً بيننا، سعدت بذلك وفعلاً اتصل بي ولكن حديثه معي كان فيه نوع من الإستخفاف وبدأ يضحك، وفاجأني بأن بدأ يحدثني عن بعض اللقطات من الصور التي قمت بها أمام الكاميرا وأنا عارياً مع جونيا، وقال لي بأنه سيعرض الصور في موقعه وأنها ستجلب الملايين من المشاهدين، وهنا بدأ المساومة وقال لي أنت عربي تبحث عن الإباحية، وأنا رجل مخابرات إسرائيلي أحتاج بعض المعلومات عن المخربين ويقصد" المقاومين الفلسطينيين" يقول خالد صعقت و تمنيت لو أن الأرض إنشقت وابتلعتني ماذا أفعل وأغلقت الجوال مباشرة وأنهيت المكالمة إلا أنه أعاد الإتصال بي وقال لي نحن نعرف عنك كل شيء، وبدأ يذكر معلومات عني وعن أسرتي وأصدقائي وجيراتي فزادت دهشتي وقال لي لا تخف نحن لا نريد منك معلومات خطيرة، فقط لأنك تسكن منطقة حدودية نريد منك الإتصال بنا عندما تشاهد أحد إقترب من الحدود ونحن سنتولى أمره .
ويتابع خالد: ماذا تريد أن أصبح عميلاً اذهب وأبحث عن غيري فقال لي باللغة العامية " بتسلم عليك جونيا ياحبيبي وفيلمك السكس حيكون على صفحتها على الفيس بوك خلال نص ساعة وهي ضافت الأصدقاء الخاصين فيك ياخالد من صفحتك على صفحتها " في هذه اللحظة استسلمت له ووافقت أن اتصل به وأخبره بمن يقترب من الحدود، بعدها لم أستطع الوصول لجونيا أبداً وأدركت أني وقعت في شباك العمالة ولن أستطيع الرجوع إلى الخلف .
ويضيف خالد: بدأت الإتصال في ضابط المخابرات الإسرائيلي وأبلغه بمن يقترب من الحدود وحتى أبلغه عن تحركات المقاومين، واستمرت الإتصالات ثلاثة سنوات أرسل لي خلالها شريحة من شرائح المشغل الخلوي الإسرائيلي "أورانج" وأموال استلمتها في نقطة ميتة، وذات يوم شاهدت مقاومين من مطلقين الصواريخ وأبلغت عنهم وبمجرد أن أغلقت الجوال سمعت صوت إنفجار قريب مني فأدركت أنه قصف وتبين أن من أبلغت عنهم تم استهدافهم وقصفهم واستشهد بعضهم والبعض الآخر أصيب بجراح، وبعد فترة وجيزة تم إلقاء القبض علي وها أنا احصد ما زرعت .
ثانياً /#تقمص أدوار جمعيات خيرية : يستخدم ضباط المخابرات الصهيونية آلية أو ما نسميه في علم النفس ميكانيزم من ميكانيزمات الدفاع أو الحيل الدفاعية، حيث يلجأ ضابط المخابرات إلى تقمص أدوار جمعيات خيرية وهيئات دولية غير موجودة على أرض الواقع أو لا يوجد لها فرع في المدينة التي تسكنها الضحية، أو إنشاء موقع وهمي يهتم بالتوظيف وتقديم طلبات وظائف ومعلومات عن الشخص مقدم الطلب ويبدأ الإتصال عبر مواقع التواصل الإجتماعي بحسابات أبنائنا لاستهداف ومحاولة إسقاط الخريجين منهم اللذين لا عمل لهم في ظل هذه الأوضاع الاقتصادية الصعبة مستغلين حاجتهم فلا تجد هؤلاء الخريجين للأسف سوى الجلوس لتصفح الشبكة العنكبوتية والسوشيال ميديا نتيجة الفراغ القاتل والبحث عن عمل وهكذا ومن هنا يبدأ ضباط المخابرات بجمع معلوماتهم والتعامل مع الضحية على أنهم ممثلين جمعيات خيرية تقدم المساعدات المالية لأبناء العائلات المحتاجة والفقيرة وهذا ما نسميه التجنيد الإلكتروني الغير مباشر والذي يقدم فيه الضحية المعلومات عن نفسه وعن الآخرين في محيطه دون أن يدرك أنه وقع في شباك العمالة ودون أن يدري أن من يتحدث معهم ويتحدثون معه ضباط مخابرات في جيش الإحتلال الصهيوني.
لذلك وجب علينا جميعاً الحذر ومتابعة أبنائنا وبناتنا وتوعيتهم وتثقيفهم أمنياً وتحصينهم أخلاقياً ودينياً ووطنياً حتى لا يكونوا عرضة للتجنيد الإلكتروني والسقوط الأخلاقي والأمني .
