(( ياسر عرفات )) بقلم : عبد الهادي راجي المجالي
حين ترى المشاهد في فلسطين , يأتي على بالك الشهيد ياسر عرفات ...وأظنه في
قبره من رام الله يتابع , نهر الدم الفلسطيني ... والجيل الجديد من الشباب
الذين احترفوا ثورة السكاكين ....
(( ياسر عرفات )) بقلم : عبد الهادي راجي المجالي
حين ترى المشاهد في فلسطين , يأتي على بالك الشهيد ياسر عرفات ...وأظنه في
قبره من رام الله يتابع , نهر الدم الفلسطيني ... والجيل الجديد من الشباب
الذين احترفوا ثورة السكاكين .... أنا ما زلت أتذكر كل تصريح له , وكل
كلمة .. وأتذكر كيف كان يحتد ويمسك بيده اليمنى الكوفية , ويعيد نصبها ..
بما يستحق الموقف...أتذكر ( الكاكي) والأقلام المنصوبة على الكتف ,
والأوسمة .. وعلم فلسطين , والشيبات اللواتي نبتن على الوجه ...وإرتعاشة
الشفتين غضبا , حين يحاول المذيع أن يستفز عرفات . هذه ليست ثورة فقط ,
ولكنه دم عرفات الذي يستفز في الفلسطيني دمه ...ومرقد عرفات الأخير الذي
يستفز في التراب الفلسطيني عروبته , وهي أيضا فوق كل ذلك ...ستكون عقوبة
لإسرائيل قررها الرئيس الراحل وليس غيره ...في المشهد الفلسطيني وحين أرى
جيلا من الأشبال تحدث عنهم عرفات مطولا وحلم بيوم يرفعون فيه علم فلسطين
على أسوار القدس ...أتخيل أن الرجل ما زال في رام الله يصدر الأوامر برعاية
أسر الشهداء , وأتخيل أنه ما زال يقرر ...وما زال يقود جهدا دبلوماسيا ,
وبعض من مرافقيه أحضروا له المسدس ...والأوراق مكدسة على المكتب , وللتو
أنهى طعام الإفطار المكون من (الفول والمكدوس) ...وللتو أصدر أمرا ثوريا
سريا , ستنفذه الفصائل ....هو سيد التكتيك الثوري , وهو يعرف كيف يقض
مضاجعهم ... ترابك أيها السيد الرئيس , ما زال الندى يبلله , والعصافير
تطوف حوله وربما تنقل لك الرسائل والأخبار ...والحصى , يا سيدي الرئيس
..غادر مكانه مؤقتا كيف يفسح لوميض من ضوء الشمس أن يدخل , وكي يعطي للهواء
مجالا أن يتسلل ... إطمئن أيها الغافي في رام الله , لايوجد في قاموس
فلسطين ..رجل يرضى بالأمر الواقع وهذا القاموس أنت من قام بتأليفه وصياغة
كل حرف فيه وكل ثورة منذ أن بدأ الفلسطيني يسدد في البندقية ...إطمئن ,
فالزهرات اللواتي تحدثت عنهن والأشبال هم الان في طليعة ..المشهد , والطعن
في الرقاب ...وليس بغير الرقاب ترضى فلسطين .. أنا لا أتخيل ثورة , أنت
لست فيها ...لا أتخيل مشهدا أنت لست صانعه ...وأنا لا أتخيل هزيمة لجيش
الإحتلال ...وأنت تخطط فصولها .... أيها الغافي في رام الله , من حقك الان
ان تبتسم قليلا ...فالبذار الثورية التي رميتها على أرض فلسطين , ها هي
تنبت الان سكاكينا حادة ....ونصالها في الرقاب ومع الوريد ...وأيها الغافي
في رام الله ...سلامي لك , من الكرك ....وأدرك أنك حتى في قبرك قادر على
قيادة , إنتفاضة ثالثة ...وليحاصروا قبرك كما حاصروك في بيروت وفي مقرك
برام الله ...ليحاصروا قبرك يا ياسر ...فهذه الإنتفاضة , ستشهد تحولا جديدا
مفاده أن القبور تنتصر ...وقبرك سيهزم إسرائيل ...يا سيدي الرئيس .
|