عدلي صادق: عدلي صادق : ما يُمليه علينا الواقع بتاريخ الأحد 02 فبراير 2014
الموضوع: قضايا وآراء
|
ما يُمليه علينا الواقعبقلم : عدلي صادق باتت كل المرارات التي نشأت بسبب الانقلاب الحمساوي في غزة؛ في موضع متأخر قياساً على ما يتهدد المجموع الفلسطيني، من تحديات ومخاطر. فقد واجه خطا التسوية والمقاومة، انسداداً لا انفتاح له، دون وحدة الكيانية الفلسطينية على أسس دستورية وقانونية،
ما يُمليه علينا الواقع بقلم : عدلي صادق
باتت
كل المرارات التي نشأت بسبب الانقلاب الحمساوي في غزة؛ في موضع متأخر
قياساً على ما يتهدد المجموع الفلسطيني، من تحديات ومخاطر. فقد واجه خطا
التسوية والمقاومة، انسداداً لا انفتاح له، دون وحدة الكيانية الفلسطينية
على أسس دستورية وقانونية، ودون التوافق على استراتيجية عمل وطني واحدة،
وإعادة الاعتبار الى منطق الحوار والاحتكام للعقل. وليس عيباً ولا نقيصة أن
يعلن الطرفان المتخاصمان، عن صعوبة ما يواجهانه سلماً أو قتالاً. إن نظرة
واحدة على استراتيجية المحتلين، خلال الأعوام السبعة الماضية، تجعلنا وجهاً
لوجه أمام الحقيقة. فهؤلاء الأوغاد المحتلون، قد فعلوا كل شيء، لكي لا
يكون بمقدور الفلسطيني أن يسالم أو أن يقاتل. وقد استفادوا من حال الخصومة
على كل صعيد، ولم يعد خافياً على كل ذي بصر وبصيرة، أنهم المستفيدون من هذه
الحال، وانطلقوا في خططهم من فرضية أن الفلسطينيين منقسمون، وأن التحقق
الحضاري الديموقراطي مُعطلٌ، وأن ابتعاد غزة يفتح لمقارباتهم للتسوية،
طريقاً التفافية، تسهّل عليهم تجزئة المصير الفلسطيني، توطئة لاندثاره
وإعادته الى وضعية الوصاية، التي كانت قبل انطلاق الثورة الفلسطينية
المعاصرة! نحن هنا، لا ندعو الى الأخذ بأي رأي، غير رأي الشعب في
موضوع التفويض بتحمل المسؤولية. وما على كل طرف فصائلي، إلا أن يُظهر
جدارته في العمل في هذه الظروف العسيرة، لكي يحظى بقبول الشعب. لقد مرت سبع
سنين ونحن معلقون في الهواء، بلا مرجعيات مؤسسية، وبلا قدرة على تحقيق
شروط العمل، على النحو الذي يلبي طموحات الجماهير التي ظلت لعقود، تحلم
بالدولة ذات المؤسسات المقتدرة، التي تحسم أمور السياسة والاجتماع
والاقتصاد والإدارة. ففي هذه الحال الراهنة، توصل الطرفان المتخاصمان الى
قناعة، بأن الارتهان للأمريكيين، أو الارتهان لجماعة "الإخوان" لن يفيدنا،
وما عليهما إلا المصارحة بما اقتنعا به. ذلك علماً بأن كل لبيب، في وسعه أن
يلتقط من سياق الأحداث، عنصر الربط بين الأمريكيين و"الإخوان". إن هؤلاء
الأمريكيين يسعون الى مواقف وقرارات من وراء ظهر شعبنا، وعند التماشي مع
رغبتهم، سيكون الطرفان قد أسهما في تغييب إرادة الشعب الفلسطيني، التي لا
تقبل بديلاً عن استرجاع الحق، وفق محددات التسوية والقرارات الدولية! واقع
السجال الآن، أن طرفي الخصومة يُراد لهما دخول بيت الطاعة. والطرفان
الأمريكي والإسرائيلي، يسابقان الزمن، ويسعيان الى اختطاف موقف في شكل إطار
مؤقت لتسوية يرفضها الشعب، ويعرف مظالمها. ولا بأس عندهم أن يكون ما يسعون
اليه، سبباً في تكريس عدم الاستقرار في بلادنا وفي الإقليم، وإدامة الصراع
جيلاً بعد جيل. هم يستندون الى قوتهم الغاشمة، وسيجعلون أية مقاومة، يضطلع
بها طرف لوحده إرهاباً، في حال موافقة أي طرف فلسطيني على طروحاتهم. لذا
فإن الأشرف لنا والأصدق مع شعبنا، إشهار موقف التمسك بمحددات العملية
السلمية، التي تتيح شيئاً من العدالة، بحيث نسالم فيها أو نخاصم عليها! وكيف
لنا أن نتمسك بشيء، وأن نؤثر وأن نصمد، وأن نتواصل مع العالم، دون وحدة
الموقف الفلسطيني. الآن سقطت أوهام التسوية مثلما سقطت أوهام الزلازل. فلا
"فتح" بمقدورها إنجاح مشروعها الواقعي، لأن واقعيتها اصطدمت بصلافة
الاحتلال وحكومته العنصرية التي لا تعترف لنا بأية حقوق، ولا "حماس"
بمقدورها أن تتبنى مشروع مقاومة من غزة، لا تساعد عليه ظروف المكان ولا
دروس التجارب، ولا أحوال الإقليم وبخاصة في الجوار. الأمريكيون
والمحتلون الإسرائيليون، يسابقون الزمن أيضاً، للاستفادة من الانهيار في
العالم العربي، وهم الذين يغذّون الصراعات ونزعات التباغض ، مثلما يغذّون
النعرات من كل نوع، في الأوطان العربية. أوقاتنا صعبة وملتبسة، وليت الأمر
يقتصر على أن لا أحد يمكن أن يساعدنا فعلياً. فقد تداعت الأمور وكأن لا أحد
يريدنا، إذ ترى فينا بعض الأطراف خطراً ديموفرافيا، بينما ترانا أطراف
أخرى خطراً أمنياً، فعلى ماذا نراهن إن لم نثبت عملياً بأننا نريد أنفسنا،
ومهتمون بوطننا حصراً، وأننا متمسكون بمشروع استقلالنا الوطني، وأننا نبني
مرتكزات صمود شعبنا، بنزاهة وشفافية وبتوسيع دوائر المشاركة، وبالاحتكام
الى إرادة الشعب؟ خلاصة القول لا بد مما ليس منه بُد! adlishaban@hotmail.com
|
|
| |
تقييم المقال |  | المعدل: 0 تصويتات: 0
|
|
|