عدلي صادق: عدلي صادق : عساف وطوفان أنثوي بتاريخ الجمعة 24 يناير 2014
الموضوع: قضايا وآراء
|
عساف وطوفان أنثويبقلم : عدلي صادق في غضون بضعة أشهر، مرّ على المطرب الفلسطيني الصاعد محمد عساف، من حكايا الصبايا، ما لم يمر على عبد الحليم حافظ طوال ما يزيد على ثُلث القرن. ربما تكون التلفزة وتقنيات التصوير، وكميات الإضاءة وألوانها، وديكورات
عساف وطوفان أنثوي بقلم : عدلي صادق في
غضون بضعة أشهر، مرّ على المطرب الفلسطيني الصاعد محمد عساف، من حكايا
الصبايا، ما لم يمر على عبد الحليم حافظ طوال ما يزيد على ثُلث القرن. ربما
تكون التلفزة وتقنيات التصوير، وكميات الإضاءة وألوانها، وديكورات مسارح
الغناء؛ من بين الأسباب التي أضفت على الشاب جاذبية مضافة، شأنه في ذلك شأن
مطربين سبقوه الى الصعود، أو مطربات صعدن وقيل في جمالهن الكثير من
المبالغات! في حديث للشاب الفلسطيني الذي نشأ في مخيم خان يونس،
قال إنه تعرض لمواقف "غريبة" من الجنس اللطيف. وقد رأى الشاب أن المرقف
غريبة، على الرغم من تجاوزه لمحاذير السلام مع مليحات، بالتقبيل الخاطف من
الوجنتين، وهذا أمر لا يحدث في خان يونس وسواها. لكن كثيرات طلبن قبلات
متأنية، بل سيدة مُعجبة، عرضت عليه تزويجه من إحدى ست بنات أنجبتهن، ما
يعني ضمناً أنها لم تنجح قبل العرض، في تزويج واحدة من الست المستورات، لأي
من الماكثين خارج بقعة الضوء. وفي هذا السياق الغرائبي، تقدمت فتاة من
عساف، تطلب منه التوقيع على ورقة في يدها. ولما دقق الشاب قبل أن يُوقع،
اكتشف أنها الورقة ليست إلا وثيقة عقد قران، لا يعلم واحدنا كيف جرى
إعدادها وعرضها للتوقيع في غياب المأذون. ربما لو كان عساف قد وقّع في
عُجالة، لتأخر سفره وانشغل في اجراءات الطلاق. هنا ارتفعت نشوة الطرب، عند
الأنثى، فأطاحت بسُنن الحياة وبمعنى الرابطة الزوجية. ولا غرابة في تلك
الواقعة، قياساً على تلك الفتاة التي عرضت عليه الزواج مقابل كل ما تمتلك
من مال وفير، ومعه جنسية بلادها. فقد استمتعت الأنثى الميسورة بغناء عساف،
ورغبت في امتلاكه، فيما هي تعلم المعلوم، وهو أن الجنسية الفلسطينية تسبب
لحاملها عُثاراً في المطارات والمعابر، وانسداداً لآفاق السفر. ربما تحسست
الفتاة في غمرة ابتهاجها، مواضع الألم والضعف في الحال الفلسطينية، وبات
ضرورياً لكي يستريح العرض، أن تنتشل عساف من الواقع الفلسطيني. العرب
عموماً وتاريخياً، مغرومون بالطرب، وفي تاريخ صدر الإسلام كان لبعض
المطربات وجاهة تضاهي وجاهة الفاتحين. وفي العصر العباسي حسب كتاب
"الأغاني" للأصفهاني، لم يتمالك الخليفة العباسي أبو محمد الهادي نفسه، فشق
ثوبه طرباً وهتف: وإني لتعروني لذكراك هزةٌ، كما ينتفض العصفور حين يبللّه
القَطْرُ، ثم مزّق جبّته، وهو الذي اشتهر بقتل من يتهمهم بالزندقة. فلا
عجب عندئذٍ من جنون الصبايا، اللاتي هزّهن السماع وفتنتهن صورة المغني على
مسرح الغناء فتبللن كالعصافير. لكن ما فعله ذلك الرجل، لا يُقاس بما فعله
"خليفة" أسبق هو الرقيع الأشهر محمد المأمون، الذي وثب من مجلسه فطرح
بالمغني أرضاً وامتطاه وقبّله، ثم أمر له بعشرين ألف درهم عاجلة. فمجنونات
اليوم لم يصلن الى درجة المبادرة عملياً بالامتطاء الفوري. أما هارون
الرشيد، والد محمد الأمين، فقد أدار رأسه بالمغني الذي أطربه، وأمر بتعيينة
والياً على مصر، وكانت تلك الأعطية أكثر سخاءً من تعيين أي مطرب مُجيد،
سفيراً للنوايا الحسنة! واللافت أن صغر سن الشاب محمد عساف
وبراءته المفترضة في السلوك الشخصي، ووسامته وعذوبة صوته، أتاحت للمخيلات
الأنثوية الذهاب الى بعيد، لكي تبلغ غاية المُنى. فهو لم يعرف المجون في
الحياة، وإن كان، فيما يغني، تقليداً، يُفجر ينابيع الوجد. غير
أن الشاب، الذي وجد نفسه فجأة، منذ تلك المسابقة التي فاز فيها، ماكثاً في
قلب وسط فني، تتسم الحياة فيه بفسوق وانفتاح بلا حدود؛ بات بصدد تحدٍ عسير،
لا بد أن يجد فيه مشقة كبرى، للحفاظ على سمات الحياة التي يألفها. ولعل
"مبادرات" الصبايا هي الأخطر. لكن الملاحظات الأولى تفيد بأن العزم استقر
على التكيف مع بعض "الموجود" طلباً ــ على الأقل ــ لسهولة الاتصال مع
مصادر الموسيقا والانتاج الفني. وبدا إنه يلتمس للسانه تعديلاً في لهجة
التخاطب. أما المال الذي جناه وسيجنيه، فلا نعلم إن كان سيفعل بالشاب، ما
فعله بآخرين مثله، نشأوا في بيئات متواضعة. غير أن إعلاء الكوفية، سيظل
كافياً للوقاية على ما نتوقع! Adlishaban@hotmail.com
|
|
| |
تقييم المقال |  | المعدل: 0 تصويتات: 0
|
|
|